وزير خارجية بريطانيا الجديد بوريس جونسون يلقى كلمة فى مكتبه بلندن دخلت رئيسة وزراء بريطانيا الجديدة تيريزا ماي أمس - في اول يوم لها عقب توليها المنصب - في صلب موضوع خروج بلادها من الاتحاد الاوروبي، وذلك تحت ضغوط العديد من المسئولين الأوروبيين الذين يطالبون بان تتم عملية الانفصال بسرعة. واعلنت ماي رئيسة الوزراء الرابعة والخمسون لبريطانيا انها ستخوض «التحدي» وقالت انها ستعمل من اجل تحقيق «العدالة الاجتماعية» وأن تتولي بلادها «دورا جديدا جريئا وايجابيا» خارج الاتحاد الاوروبي. وتعهدت بصياغة مستقبل جديد قوي لبلادها في العالم. وفي دلالة علي جسامة المهمة الملقاة علي عاتقها، استحدثت ماي حقيبة «بريكست» أي الخروج من الاتحاد الأوروبي وأوكلتها إلي ديفيد ديفيز سكرتير الدولة السابق للشئون الاوروبية بعد ان كلفت وزير الخارجية فيليب هاموند بحقيبة المالية بدلا من جورج اوزبورن الحليف الوفي لديفيد كاميرون. كما عينت أمبر رود وزيرة للداخلية ووليام فوكس وزيرا للتجارة الدولية، بينما احتفظت بوزير الدفاع الحالي مايكل فالون. واستكملت ماي تشكيل الحكومة امس بتعيين ليز تروس وزيرة للعدل وجاستين جرينينج وزيرة للتعليم. لكن ما اثار الاهتمام هو تعيين قائد حملة الخروج من الاتحاد الاوروبي بوريس جونسون وزيرا للخارجية بعد ان ظن كثيرون انه تم تحييده بعد عزوفه عن الترشح لمنصب رئيس الوزراء. ولقي انضمام جونسون إلي الحكومة اصداء مختلفة في الصحف البريطانية فكتبت «ديلي ميل» «بوريس يعود»، ونشرت «ديلي ميرور» صورة شهيرة لرئيس بلدية لندن السابق وقد حشر نفسه في سيارة صغيرة وكتبت تحتها «أنا اسف». وقابلت الصحف الألمانية بسخرية تعيين جونسون. وكتبت صحيفة «سودويتشه تسايتونج» التي تمثل يسار الوسط علي موقعها «جونسون وزيرا للخارجية؟.. إنها السخرية البريطانية». وقال احد نواب رئيس الحزب الاجتماعي الديمقراطي الألماني رالف ستيجنر ان ماي «اضعفت موقفها» باتخاذ مثل هذا القرار. من جانبه، اتهم وزير الخارجية الفرنسي جان مارك آيرولت جونسون بالكذب علي البريطانيين، مشددا علي انه بحاجة إلي شريك «يتمتع بمصداقية ويمكن الوثوق به» واعتبر آيرولت ان تكليف جونسون حقيبة الخارجية «دليل علي الازمة السياسية التي تمر بها بريطانيا» بعد «بريكست». من الناحية الاقتصادية، اكد وزير المالية البريطاني الجديد فيليب هاموند انه لن تكون هناك ميزانية طارئة وبالتالي لن تكون هناك خطة تقشف جديدة. وردا علي سؤال لهيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» بشأن موقفه من بروكسل في المفاوضات الشائكة للانفصال، شدد هاموند علي ضرورة «الحفاظ علي القدرة علي وصول المؤسسات المالية البريطانية إلي السوق الأوروبية المشتركة». وقال انه سيجتمع مع محافظ بنك انجلترا «لتقييم الوضع» الاقتصادي. في غضون ذلك ابقي بنك انجلترا امس مؤشر الفائدة الرئيسي عند 0.50% وهو الادني رغم توقعات المحللين بخفض الفائدة لوقف تداعيات «بريكست»، وذلك وفق بيان صدر في ختام اول اجتماع للجنة السياسة النقدية منذ الاستفتاء. من جهة اخري انهالت الضغوط علي تيريزا ماي من القادة الاوروبيين لبدء تنفيذ «بريكست». الا انها أعلنت أن حكومتها تحتاج إلي بعض الوقت قبل بدء محادثات الخروج. وقال رئيس المفوضية الاوروبية جان كلود يونكر ما ان صدر تعيينها رسميا «انا متعجل للعمل عن قرب معك وأن اعرف نواياك بهذا الشأن». وفي اتصال هاتفي مع ماي، كرر الرئيس الفرنسي فرنسوا اولاند القول انه يريد «باسرع وقت» بدء مفاوضات انفصال بريطانيا عن الاتحاد الاوروبي. ودعت المستشارة الالمانية انجيلا ميركل رئيسة وزراء بريطانيا الجديدة لمحادثات في برلين وأكدت انها تتطلع للعمل معها. وأبدي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استعداده لإجراء «حوار بناء» مع ماي ووجه الشكر لكاميرون علي تعاونه مع روسيا. وهنأت واشنطن ماي قائلة انها تثق بقدرتها علي قيادة بريطانيا في مفاوضات الخروج.