العلم هو الوسيلة الوحيدة لتقدم أي دولة نامية عبدالعظيم عبدالكافي، مصري يعمل في دولة الكويت مشرف أكاديمي بالنادي العلمي الكويتي وتحديداً في إدارة المسابقات العلمية، هو العربي الوحيد الذي حصل علي الميدالية الذهبية من أهم معرض للاختراعات في العالم وهو المعرض الدولي الكوري للاختراعات عام 2014 عن اختراع خاص بعمليات الإنقاذ البحري. يري أن العلم هو الوسيلة الوحيدة لتقدم أي دولة نامية وأنه بدون توجيه الدولة أكبر قدر من اهتمامها للبحث العلمي فلن تحدث نهضة في أي مجال، ويؤكد أن كثيراً من الشباب المصري يمتلك أفكارا مبتكرة لو تم الاهتمام بها والتعامل معها بالشكل المناسب سيكون لمصر شأن آخر بين دول العالم. وقال عبدالعظيم: نسمع ونقرأ كثيرا عن تطوير البنية التحتية لمنظومة التعليم، والاهتمام بالبحث العلمي ورعاية المبتكرين، إلا أننا لا نري شيئا فعليًا يطبق علي أرض الواقع للنهوض بهذه المنظومة العلمية، وتسليط الضوء علي ابتكارات شباب المخترعين، فبعد كل ما يبذله هؤلاء الشباب من جهد ومثابرة، يتعثرون في طريقهم بصعوبات ومعوقات، تبدأ من مرحلة تسجيل براءة الاختراع، وتكتمل بالرسوم التي لا يتحملها الكثير من صغار المخترعين، وهو ما يدفعهم في كثير من الأحيان إلي ترك الدولة والهجرة للخارج في محاولة لتحقيق أحلامهم. ما طبيعة الفكرة الخاصة بالإنقاذ البحري؟ - الاختراع عبارة عن ساعة يد يرتديها أي شخص قبل السباحة لمسافات طويلة أو عند السفر باستخدام السفن وهي بمثابة طوق نجاة فبمجرد أن يعطي الأمر لساعة اليد التي يرتديها تحمل إليه نجدة سريعة من خلال إشارات لاسلكية، فهذه الساعة موصلة بشبكة GPS يمكن من خلالها إطلاق إنذار لطلب الاستغاثة، وتحديد مكان الغريق بدقة بواسطة جهاز كاشف للبحر لمسافة 1000 متر من خلال كاميرا تستخدم تقنية ال «زووم» ومن خلال جهاز استقبال إشارة GPS يمكن من خلاله تحديد مكان طالب النجدة بسرعة وسهولة ومن ثم إرسال طوق النجاة الذي يصل لطالب النجدة خلال ثوان معدودة ويسحبه إلي بر الأمان». ولماذا فكرت في هذا الأمر؟ - بسبب زيادة حوادث الغرق في الفترة الأخيرة، كما أن كثيراً من الشباب يسافر عبر البحر سواء بشكل شرعي أو هجرة غير شرعية، وبالتالي يمكن أن تكون هذه الساعة بمثابة وسيلة النجاة لهم في حالة تعرضهم لأي مشاكل في البحر، كما أن الجهاز يمكن استخدامه أيضا في رحلات السفاري التي يقوم بها الشباب في الصحراء. وما الجوائز التي حصلت عليها؟ - أهم جائزة حصلت عليها هي الميدالية الذهبية من المعرض الكوري الدولي للاختراعات سيول 2014 وكنت العربي الوحيد الحاصل علي الذهبية من هذا المعرض، كما أنني حصلت علي دبلومة في الإبداع الفني، وحصلت أيضا علي الميدالية الذهبية من المعرض العاشر للاختراعات للاتحاد الروسي 2014، كما أنني حصلت علي الميدالية البرونزية من اتحاد الجامعات الكورية، بالإضافة إلي الجائزة البرونزية من العاصمة البريطانية لندن مسابقة البيئة العالمية جرين ابل GREEN APPLE لعام 2015 و2016. وهل قمت بأي اختراعات أخري؟ - توصلت إلي فكرة اختراع لحماية الجنود والضباط النقاط التفتيشية والحدودية من خطر الإرهابيين والانتحاريين، إلا أن الفكرة مازالت غير مسجلة وهي تقوم بالأساس علي تعديل في كاميرات المراقبة التي تستخدم في الأكمنة وفي نقاط التفتيش وعلي الحدود، بالإضافة إلي عمل مصيدة للإرهابيين في النقاط التفتيشية تكون آمنة علي حياة الجنود والضباط، وقد قمت بعرض الفكرة علي مجلس علماء مصر من خلال صلاح حسنين مسئول لجنة المشروعات في مجلس علماء مصر، ورغم أهمية الفكرة في الوقت الراهن لحماية حياة الجنود و الضباط لم أجد اي اهتمام رغم أنه كان من الطبيعي أن يكونوا هم أول المهتمين والمتعاونين بصفتهم القائمين علي خدمة علماء ومخترعي مصر، وهذا التجاهل أصابني بحزن واحباط شديد. وما رؤيتك لوضع المخترعين الشباب في مصر الآن؟ - المادة 23 من الدستور منحت الدولة مسئولية كاملة عن تطوير منظومة البحث العلمي، باعتباره وسيلة لتحقيق السيادة الوطنية من خلال رعاية الباحثين والمخترعين، ونصت المادة صراحة علي أن تخصص نسبة 1% من الناتج القومي للبحث العلمي إلا أنه حتي الآن مازال الإنفاق علي البحث العلمي لا يتخطي قيمة 0٫2 % من إجمالي الناتج القومي المصري، بينما دول مثل إسرائيل تنفق 2، 2 % من إجمالي الناتج القومي، كما أن آليات تقييم منظومة البحث العلمي في أي دولة تعتمد علي عدد من الأبحاث العلمية المنشورة في المجلات العلمية المرموقة الدولية، بالإضافة لعدد براءات الاختراع وكمية المشروعات القومية التي تم تطبيقها في الواقع في جميع المجالات زراعة، صحة، وبيئة، ثم بعد ذلك يتم النظر إلي الجوائز العالمية التي حصل عليها الباحثون كنوبل مثلا، بالإضافة لاتفاقيات التعاون التي تتم بين مصر والدول الأخري في مجال البحث العلمي. برنامج شراكة وما الحل؟ - ينبغي العمل علي صياغة برنامج شراكة بين الدولة والقطاع الخاص لدعم الباحثين والمخترعين لإجراء أبحاثهم وتجارب التشغيل، حيث إننا بحاجة لتغيير نظام المتابعة الإلكتروني بالوزارة لتسهيل البحث العلمي والاختراعات، نظرا لما يعانيه الباحثون وبالأخص من أبناء محافظات الوجه القبلي، كما أنه يجب العمل علي وضع خطة لرفع دخول علماء الداخل وتوفير الرعاية الاجتماعية والصحية لهم وتذليل كل الصعاب التي تحول دون أدائهم لعملهم علي خير وجه، فالبحث العلمي لا يقوم إلا بالكوادر التي تحتاج إلي مناخ بحثي ملائم تتوافر له الإمكانات والرواتب العالية والأمان وهذا لا يتوافر في مصر مقارنة بالدول المتقدمة مما يعود بأثره السيئ علي البحث، فعلي سبيل المثال لو كنا نمتلك باحثين متماثلين أرسلنا أحدهما إلي ألمانيا والآخر ظل في مصر بالتأكيد سيتفوق الذي سافر لتوافر المناخ البحثي هناك، ولا نتحجج بالفقر أو الغني فهناك دول فقيرة مثل الصين استقطبت معظم كوادرها من الخارج ووفرت لهم مناخا بحثيا مناسبا أخرجوا بحوثا رائدة صارت بفضلها الصين من أقوي دول العالم. كما يمكن عمل مسابقة قومية تحت رعاية الدولة لاختيار أفضل الأفكار والاختراعات والأبحاث العلمية في كل تخصص في نهاية كل عام والتي تسهم في تقدم الوطن وعمل لقاء سنوي يجمع المبتكرين ورجال الأعمال والمستثمرين في لقاء دوري، كما يجب أن يراعي في المعارض والبرامج والمسابقات تشكيل لجان تحكيم وتقييم الاختراعات بتخصصات علمية متخصصة في كل الاختراعات المشاركة حتي لا يسمح لفرد او اثنين فقط بالتقييم لجميع الاختراعات وتخصصهما بعيد كل البعد عن تخصص الاختراع المشارك. وأخيرا يجب السعي لدي الجهات المتخصصة لتقديم التسهيلات المصرفية للمخترعين للحصول علي القروض اللازمة لدعم المخترعين لتساعدهم لتنفيذ مشروع اختراعاتهم، وإنشاء صندوق خاص تكون موارده لمنح المبتكر مكافآت وحوافز مالية تناسب الجهد الذي يبذله في تنفيذ الفكرة والوقت الذي يمضيه في البحث عن وسائل تطويرها، لأن المخترع قد يعكف سنوات طويلة من أجل الوصول إلي نتيجة معينة في الفكرة التي ينفذها وبالتالي يحتاج دوما إلي حوافز مادية ومعنوية تمكنه من الاستمرار في الطريق الذي بدأه.