مدرب صن دوانز: الفشل في دوري الأبطال؟!.. جوارديولا فاز مرة في 12 عاما!    وزير التعليم العالي يهنئ رئيس الجمهورية والقوات المسلحة والشعب المصري بذكرى تحرير سيناء    وزير التنمية المحلية يتابع مع وفد البنك الدولى الموقف التنفيذي لبرنامج التنمية المحلية بصعيد مصر    غير مستقر.. سعر الدولار الآن بالبنوك بعد ارتفاعه المفاجئ    محافظ القليوبية يتفقد أعمال النظافة بمدينتي الخصوص وأحياء شرق وغرب شبرا الخيمة    خبير اقتصادي: الدولة نفذت 994 مشروعا تنمويا في سيناء بنحو التريليون جنيه    الدورة 15 لحوار بتسبيرج للمناخ بألمانيا.. وزيرة البيئة تعقب فى الجلسة الأفتتاحية عن مصداقية تمويل المناخ    ضمن الموجة ال22.. إزالة 5 حالات بناء مخالف في الإسكندرية    تحصين 434 ألف رأس ماشية ضد الحمى القلاعية والوادي المتصدع في الشرقية    بعد مغادرة قادتها لتركيا.. حقيقة غلق مكتب حماس في قطر    بلجيكا: استدعاء السفير الإسرائيلي لإدانة قصف المناطق السكنية في غزة    "حماس": حال قيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس سنضم جناحنا العسكري للجيش الوطني    الأردن يدين سماح الشرطة الإسرائيلية للمستوطنين باقتحام الأقصى    تطرح مرحلتها الأولى اليوم للمستفيدين... مدينة رفح الجديدة" درة تاج التنمية" على حدود مصر الشرقية بشمال سيناء ( صور)    إمام عاشور وديانج بقائمة الأهلي أمام مازيمبي بفرمان كولر    أنطوي: أطمح للفوز على الزمالك والتتويج بالكونفدرالية    تشافي يبرّر البقاء مدربًا في برشلونة ثقة لابورتا ودعم اللاعبين أقنعاني بالبقاء    مصر تنافس على ذهبيتين وبرونزيتين في أول أيام بطولة أفريقيا للجودو    «الجيزة» تزيل تعديات وإشغالات الطريق العام بشوارع ربيع الجيزي والمحطة والميدان (صور)    السيطرة على حريق نشب أمام ديوان عام محافظة بني سويف    مصادرة 569 كيلو لحوم ودواجن وأسماك مدخنة مجهولة المصدر بالغربية    التحقيق مع المتهم بالتحرش بابنته جنسيا في حدائق أكتوبر    إصابة سيدة وأبنائها في حادث انقلاب سيارة ملاكي بالدقهلية    بالصور .. بدء طباعة وتظريف امتحانات الترم الثاني 2024    نقابة الموسيقيين تنعي مسعد رضوان وتشييع جثمانه من بلبيس    رد فعل غير متوقع من منة تيسير إذا تبدل ابنها مع أسرة آخرى.. فيديو    الصحة: فحص 6 ملايين و389 طفلًا ضمن مبادرة الكشف المبكر وعلاج ضعف وفقدان السمع    علماء يحذرون: الاحتباس الحراري السبب في انتشار مرضي الملاريا وحمى الضنك    كيفية الوقاية من ضربة الشمس في فصل الصيف    أحدهما بيلينجهام.. إصابة ثنائي ريال مدريد قبل مواجهة بايرن ميونخ    بنات ألفة لهند صبرى ورسائل الشيخ دراز يفوزان بجوائز لجان تحكيم مهرجان أسوان    خبيرة فلك: مواليد اليوم 25 إبريل رمز للصمود    عقب سحب «تنظيم الجنازات».. «إمام»: أدعم العمل الصحفي بعيداً عن إجراءات قد تُفهم على أنها تقييد للحريات    الكرملين يعلق على توريد صواريخ "أتاكمز" إلى أوكرانيا    وزارة العمل تنظم فعاليات «سلامتك تهمنا» بمنشآت السويس    محافظ كفر الشيخ يتابع أعمال تطوير منظومة الإنارة العامة في الرياض وبلطيم    محافظ شمال سيناء: كل المرافق في رفح الجديدة مجانًا وغير مضافة على تكلفة الوحدة السكنية    أبورجيلة: فوجئت بتكريم النادي الأهلي.. ومتفائل بقدرة الزمالك على تخطي عقبة دريمز    هشام الحلبي: إرادة المصريين لم تنكسر بعد حرب 67    أمين الفتوى لزوجة: اطلقى لو زوجك لم يبطل مخدرات    حبس شاب لاستعراضه القوة وإطلاق أعيرة نارية بشبرا الخيمة    بيلاروسيا: في حال تعرّض بيلاروسيا لهجوم فإن مينسك وموسكو ستردّان بكل أنواع الأسلحة    انعقاد النسخة الخامسة لمؤتمر المصريين بالخارج 4 أغسطس المقبل    7 مشروبات تساعد على التخلص من آلام القولون العصبي.. بينها الشمر والكمون    موعد مباراة الزمالك وشبيبة أمل سكيكدة الجزائري في نصف نهائي كأس الكؤوس لليد    «التعليم» تستعرض تجربة تطوير التعليم بالمؤتمر الإقليمي للإنتاج المعرفي    آخرهم وائل فرج ومروة الأزلي.. نجوم انفصلوا قبل أيام من الزفاف    منها طلب أجرة أكثر من المقررة.. 14 مخالفة مرورية لا يجوز فيها التصالح بالقانون (تفاصيل)    فن التهنئة: استقبال شم النسيم 2024 بعبارات تمزج بين الفرح والتواصل    عادل الغضبان يهنئ أبناء محافظة بورسعيد بالذكرى ال 42 لعيد تحرير سيناء    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الخميس25-4-2024    أمر عجيب يحدث عندما تردد "لا إله إلا الله" في الصباح والمساء    افتتاح وتشغيل 21 سرير عناية جديد بمستشفي الكرنك في الأقصر تزامنا ذكرى تحرير سيناء    حدث ليلا.. تزايد احتجاجات الجامعات الأمريكية دعما لفلسطين    الفندق عاوز يقولكم حاجة.. أبرز لقطات الحلقة الثانية من مسلسل البيت بيتي الجزء الثاني    هل يجوز قضاء صلاة الفجر مع الظهر؟.. «الإفتاء» تحسم الجدل    أحمد موسى: مطار العريش أصبح قبلة للعالم وجاهز لاستقبال جميع الوفود    الزكاة على أموال وثائق التأمين.. الإفتاء توضح أحكامها ومتى تجب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



يوميات الأخبار
44 رمضان بعد الانتصار
نشر في أخبار اليوم يوم 19 - 06 - 2016

44 رمضان بالتمام والكمال اكملها انتصار اكتوبر المجيد ونحن نحتفل به هذا العام والذي تصادف مع العاشر في الشهر الفضيل عام 1393 هجرية. سيظل الانتصار ابرز العلامات المضيئة في تاريخ العسكرية المصرية، ولازالت لحظة العبور التي عاشها جيلي وسبقه جيل الابطال الذين نفذوا بالنار والدم اعظم اللحظات في تاريخنا المعاصر بل وعلي مر الأجيال منذ قدماء المصريين، ما زالت صيحة الله اكبر التي اطلقها الضباط والجنود لحظة عبور القناة واقتحام خط بارليف ترن في اذان من عاشوا تلك اللحظة وكأنها تحدث الأن امام اعينهم وفي ظل تلك الأيام المباركة
اكتوبر ملحمة مكتملة المعالم وما زلت اتذكر كلمات المشير محمد عبدالغني الجمسي عندما شرفت بلقاءه مع استاذي فاروق الشاذلي مدير تحرير الأخبار كبير المحررين العسكريين واحد شهود الحرب- في نادي هليوبوليس في ذكري يوم النصر- عندما قال لنا أن اكتوبر كان اعجازا في التخطيط والتدبير والتنفيذ وان خطة الخداع اذهلت العالم ونفذتها الدولة وعلي رأسها الجيش بجانب الدراسات التي تم اعدادها بواسطة هيئة العمليات والتي تضمنتها كراسته الشهيرة الموجودة حاليا بالمتحف الحربي بالقلعة حول انسب التوقيتات لبدء الحرب والعبور وكان بها من الدقة ما جعل القادة بمجرد بدء العمليات يدركون ان النصر حليفنا بعد توفيق الله، تفاصيل العمليات العسكرية تناولتها الكثير من الدراسات والكتب وشهادة الجنود والضباط مسجلة بالصوت والصورة في سجلات القوات المسلحة وفي الندوات التي قامت بها في الاحتفال بمرور 25 سنة علي أندلاعها وكذلك في شهادات قادة اسرائيل انفسهم الذين اعترفوا في العديد منها بالهزيمة وبالقدرة الهائلة للجيش المصري في تنفيذ العبور والخداع المحبوك بدقة، ولا احد ينكر دور الرئيس الراحل انور السادات في الجرأة في اتخاذ قرار الحرب بشجاعة لتحرير الأرض المغتصبة ولكن سيذكر له التاريخ كذلك انه كانت لديه نظرة أبعد بعد أن تم العبور حيث كان علي يقين انه بجانب ضرورة تحقيق الانتصار لتحرير كل شبر أرض فإنه يجب ان يوافق ذلك محو كل اثارعدوان 1967 وما ترتب عليه وكانت البداية في التأكيد في خطاب النصر يوم 16 اكتوبر 1973 من ان القوات المسلحة لم تكن ابدا سببا في الهزيمة ولكنها كانت احدي ضحاياها وفي ان هذه الهزيمة لم تكسر مطلقا عزيمة الشعب المصري ولا ارادته فهب صباحها ليعيد البناء وكانت معركة رأس العش بعد شهر وبالتحديد يوليه 1967 اكبر دليل علي الصمود ثم اغراق المدمرة ايلات وانتصار البحرية في 21 نوفمبر الذي رفع من الحالة المعنوية للشعب والجيش.
طنطنت اسرائيل انها حققت انتصارها في ستة ايام واطلقت مقولة حرب الايام الستة، بينما حقق الجيش المصري العبور واقتحام خط بارليف المنيع في ست ساعات واصر السادات علي تكرارها في خطاباته، وكانت تتباهي بأن جيشها لا يقهر فاذا بجنودنا يدمرون حصونه ويستولون علي نقاط خط بارليف ويسقطون طائراته ويدمرون دباباته ويأسرون جنوده ويعرف العالم الحقيقة كما نقلها الاعلام المصري الصادق في ذلك الوقت، ومن اجل كسر نفسية جنودنا عرضت اسرائيل صورهم بعد اسرهم في حرب 67 بالملابس الداخلية للعالم واصر السادات علي اعادة اسراهم اليهم بالبيجامات الكستور المصرية واستقبلتهم جولدا مائير في المطار. وادعت انها بثغرتها احتلت السويس وفي طريقها للقاهرة العاصمة وانها حاصرت الجيش الثالث الميداني في سيناء ولم يهتز السادات ورفض سحب اي جندي من الضفة الشرقية وقال قولته الشهيرة دخلوا المصيدة بأرجلهم وهوما ثبت صحته فاثروا الهروب منسحبين ولمحو تاريخ يونيو الحزين اراد السادات تحويله ليوم عيد ليفتتح قناة السويس في 5 يونيو 1975 بعد تطهيرها وهو نفس تاريخ الهزيمة حتي تصبح احتفالا للمصريين وهو كذلك من اجبر اسرائيل علي انشاء نصب تذكاري للجندي المجهول علي حدودنا معها وهي من كانت تتباهي انها تحارب في ارض عدوها كما تدعي وليس لديها مجهولون وسمح لهم واصر علي تضمينها اتفاقية كامب ديفيد بالبحث عن جثث جنودها في خط بارليف واخرج العشرات منها وسلمها في احتفالات مدوية حتي يكسر انفسهم.
كل التحية لكل ضابط وجندي في جيش بلادي.
سحور بين السماء والأرض
ما أجمل ذكريات الشهر الكريم بتلك الروحانيات والبركات التي يضفيها علينا بأيامه ولياليه الجميلة والتجمع كافراد واسر سواء للافطار او السحور أو اداء الصلوات أو حتي في السمر وقراءة القرآن بالمساجد وصلاة التراويح واعداد الصلوات والموائد داخل البيوت وخارجها.
اسوأ ما نرتكبه هو ذلك الاسراف الشديد مع الأسف في شراء تموين الشهر بما يزيد علي حاجاتنا، ساقتني الظروف للذهاب قبل الرؤية «بأيام» إلي احد المولات الكبري رأيت مالا يصدقه عقل مئات الأسر تخرج تدفع امامها عربات حمل السلع وقد اكتظت بما يحتاجونه وبمايزيد علي الحاجة وامام الكاشير تفاجأ بالارقام بالآلاف. ذكرني ذلك المشهد بالاغنية «الشهيرة» للراحلة صباح والراحل فؤاد المهندس الراجل ده هيجنني والتي تصف خناقة بينهما كزوجين حول افطار رمضان واعداد المائدة وهو يطلب كل انواع الطعام مالز منه وطاب اسماك ولحوم ودواجن وفي الآخر لا يأكل الا طبق الفول من فوق المائدة التي تطل بمكوناتها بكل انواع المأكولات ترفع لتوضع في الثلاجات لايام رمضان التالية وقد يفسد لنتخلص منه ونحن نتحسر وهذا هو مصدر خلاف شديد تشهده الاسر والسؤال الذي يتردد عادة بين الازواج في كل البيوت عندما يحدث ذلك انت عارف أو عارفه صارفين اد ايه في الاكل ده؟ وهذا من عاداتنا السيئة التي تلتصق بشهر رمضان وياحبذا لو تخلصنا منها.
لرمضان معي ذكريات كثيرة وكثيرة اغربها السحور قرب الفجر في طائرة بين السماء والارض عام 1987، في ذلك العام توفي والدي ودعيت بعد الوفاة بأيام لرحلة لزيارة تايلاند والفلبين وكنت مترددا في قبولها حتي اقنعني زميلي حسن الرشيدي الصحفي القدير بالجمهورية للسفر وسبقني لمانيلا بالفلبين ولحقت به مع زميلتنا مني الفولي بوكالة انباء الشرق الاوسط وابنها الذي صار الان ضابط شرطة سافرنا بالطائرة وبعد 11 ساعة طيران مباشرة وصلنا بانجوك ترانزيت في الطريق لمانيلا ولكن تعبت واصررت علي النزول في بانجوك وقضينا 4 ايام من اجمل الايام بعد ان عاد الينا حسن وعندما هممنا بالعودة كان باقيا علي رمضان 3 ايام ولكن تعطلت الطائرة في مطار مانيلا وظلت به حتي تم اصلاحها ليلة الرؤية «وللمصادفة كانت هي الطائرة البوينج 767 التي سقطت بعد ذلك في امريكا بعد سنوات» ذهبنا للمطار للعودة لمصر ولم يكن هناك اماكن لنا الطائرة كانت مليئة بالركاب وعلينا انتظار رحلة اخري قادمة من القاهرة وقفنا بالمطار ننتظر الفرج ان يتخلف اي من الركاب لنجد اماكن وتم تدبير مكانين فضلنا ان تحصل عليهما مني وابنها وتدخل مدير المحطة ودار الحديث مع قائد الطائرة وكان الكابتن الطيار طارق سليم شقيق الكابتن صالح سليم ومساعده الكابتن ريتشارديول وكنا تعرفنا عليهما في الفندق اثناء تعطل الطائرة لانه الطاقم المكلف باعادتها في رحلة القاهرة وتعاطف الكابتن طارق سليم معنا خاصة بعد ان اخبرناه انا وحسن برغبتنا في قضاء اول ايام رمضان مع اسرنا وخاطر الكابتن ودبر مكانا لي داخل كابينة القيادة ولحسن مع المضيفين في كرسي احتياطي. اقلعت الطائرة بعد ان اغلقت ابوابها وبعد ان اطمأننا علي العودة. داخل الكابينة دارت احاديث كثيرة حول مصر للطيران الشركة والطائرات الجديدة والمهندس فهيم ريان وسألني الكابتن ريتشارد الذي كان يتولي الجزء الأول من الرحلة عن الصوم هل ستصومون غدا وكانت ليلة الرؤية وقلت له لا نعرف هل غدا رمضان ام لا وعبر اللاسلكي حاول ريتشارد وكنا قد تجاوزنا منطقة الهند «الصعبة» وكان الرعد والبرق تحتنا مخيف حاول ريتشارد البحث عن موجة اي «اذاعة مصرية» حتي وصلت الاشارة من صوت العرب لنعرف ان الرؤية ثبتت وان غدا اول رمضان كما قالت دار الافتاء. قدم الكابتن طارق والكابتن ريتشارد التهنئة للركاب عبر ميكروفون الطائرة ثم دعا من يريد الصيام لتلقي السحور مما يجود به «كترنج»الطائرة وكانت «الأجبان» ولكننا لم نجد مع الاسف الفول «اشهر» اطباقنا في السحور ولا «الزبادي» .
ما اجملها ذكريات.
الولاء والانتماء
اجمل شيء في جيلي الذي عشت معه احلي أيام حياتي في اخبار اليوم هو ذلك الانتماء الذي زرعه فينا عمالقة تلك الدار الذي كان من حظنا اننا عشنا بالقرب منهم لما دخلنا ذلك الصرح في منتصف السبعينيات كنا نقضي بين جنبات الاقسام المختلفة كل ساعات النهار ونواصلها بالليل دون ان نكل او نمل بكل نشاط وهمة تعلمنا الا نتكبر علي العمل او نؤديه من خلال التليفونات او المكاتب ونجح اساتذتنا في ان يخلقوا جيلا تربي بين الارصفة والشوارع ومديريات الامن والمصالح الحكومية والاهلية حتي يحصلوا علي السبق الصحفي من كل ما يقدمونه للنشر بالجريدة واذكر كم كنا نتباهي ان الزميل فلان او الزميلة خلقوا من تغطية وزارتهم سجلا مشرفا في التميز والانفراد بين كل الجرائد ومنهم الزميلة العزيزة كريمة السروجي التي جعلت من تغطيتها لاعمال وزارة الري علي مدي سنوات عملها نموذجا لاجمل التغطيات الصحفية المتميزة مع أنها بلغتنا كانت وزارة «ميتة».
الانتماء ليس صفة فينا وحدنا ولكن في الاساتذة العمالقة الذين تتلمذنا علي ايديهم واذكر ما شاهدته في استاذي الراحل الكبير موسي صبري وكان رئيسا للتحرير ومجلس الادارة واخبره احد الزملاء الجدد بوجود انفجار في ميدان العتبة في اوائل الثمانينات وان الجثث بالعشرات واصر رئيس التحرير علي النزول سيرا علي قدمه حتي وصل إلي الميدان وتحقق من الواقعة بنفسه وانها ليست بالصورة التي نقلها له الزميل الذي كان مصيره الفصل لانه غير صادق وغير أمين فيما قال.
وما زلت اتندر بواقعة عشتها مع البارع المصور الفنان فاروق ابراهيم عندما دخلت الاخبار كان فاروق نجما ساطعا في سماء عالم الصحافة وكان مصور الرئاسة القريب من الرئيس السادات في ذلك الوقت وتوطدت صداقتي به وكان لايتكبر في العمل من اجل انفراد بصورة لاي موضوع يشارك فيه كانت عيون الكاميرا الخاصة به حادة الملامح ولذلك ابدع في كل ما اخرجه من لقطات، اراد فاروق استخراج بطاقة عائلية بعد ان اكتشف انه لم يستخرجها منذ سنوات واتفق معي بعد ان علم صلتي القوية بضباط قسم المعادي علي الحضور صباح احد الايام لاستخراجها وحضر في الميعاد لمنزلي واصطحبته واثناء تواجدنا بمكتب الرائد عاطف يعقوب اللواء الآن المسئول عن جهاز حماية المستهلك وكان مسئول العلاقات العامة بالقسم جاء خبر تصادم مروع بين قطارين علي محطة ثكنات المعادي ووفاة احد السائقين ووقوع مصابين ونسي فاروق نفسه وهو المصور الكبير ذو التاريخ ونسيت اختصاصي كمحرر للطيران وتحولت لمحرر حوادث لتغطية الحادث الذي جاءعلي صفحات الاخبار متميزا صباح اليوم التالي بفضل صور الفنان المبدع ونسي فاروق البطاقة وكلما رأيته أو التقيت به اسأله عن البطاقة ويقول لي ألن تذهب معي لاستخراجها وظل علي ذلك سنوات بدونها.
حتي تعود السياحة
من حق من يعملون في حقل السياحة ان يصرخوا ويبكوا علي حالها وما وصلت إليه دون ان ننكر ان الحالة صعبة ومعقدة للغاية في ظل الظروف الداخلية والدولية التي تحيط بنا وللحقيقة الدولة تحاول بكل جهد وما اعلنته اللجنة الاقتصادية منذ فترة حول تحديد 6محاور يتم تنفيذها خلال شهور لعودة السياحة لاستهداف 10 ملايين سائح قد تكون خطوة في هذا المجال ولكنها علي مايبدو تعمل في واد والدنيا في واد آخر. فالقرارات حتي الآن لازالت حبرا علي ورق.
في حديث دار مع خبير السياحة والطيران واصف رأفت حول حال السياحة أوضح بعض النقاط الهامة التي تحتاج إلي قرارات جريئة علي طريق استعادة صناعة الامل وان تعود إلي بريقها بعد ان وصلت اعدادها حتي 2011 إلي 14 مليون سائح بداية يقول واصف ان القرارات التي تتخذ من جانب المسئولين عن وزارة السياحة يجب ان تكون مدروسة بعناية ودقة فليس مقبولا ان تتحدد الوزارة مثلا اسعار الخدمة للمصريين في شرم الشيخ ل 100 جنيه في الليلة وهذا القرار جعل السياح يهربون فليس معقولا اننا من اجل ان نحاول مساعدة الفنادق والشركات ان نخفض الاسعار بما يؤثر علي حال المنتج وفاجأني الخبير السياحي بأنه ليس صحيحا ان هناك احجاما من السياح خاصة الروس والايطاليين علي القدوم إلي مصر هناك رغبة لدي الكثيرين منهم لزيارة شرم والمناطق السياحية في مصر ولكن للأسف ليس لدينا القدرة علي اجتذابهم او تحقيق رغباتهم والسائح الذي يختار بارادته حاليا الزيارة يتكلف الكثير ويكفي ان ادلل علي ذلك بأن السائح الايطالي مثلا لاتربطه بشرم الشيخ رحلة مباشرة مما يجعله يقضي وقتا اطول في الوصول للقاهرة ثم البقاء ترانزيت ليواصل الرحلة التي تستغرق 8 ساعات مع انها لو كانت مباشرة لمازادت عن اربع ساعات ولما زادت تكلفتها في الذهاب والعودة عن 400 دولار بدلا من 600 دولار يتكلفها الان.
ويفاجئني ايضا.. مشكلتنا اننا نتعامل بالقطعة نتعامل مع الصغار مع ان السوق السياحي به تجار جملة في كل المقاصد السياحية في المانيا وايطاليا وروسيا وفرنسا وغيرها هؤلاء التجار هم من يوزعون الحصص وعلينا كمسئولين او كشركات سياحية ان نبحث عنهم ندعوهم ولوببلاش لزيادة مصر وتقديم برامجنا لهم وقطعا ذلك سيكون له صدي كبير وكفانا تعاملا مع الوكلاء الصغار غير القادرين علي تحقيق الجذب الناجح.
ويعرض واصف رأفت رأيا مطالبا وزير الطيران بتحقيقه كمحاولة لكسر الجمود وهو ان تلعب الشركة الوطنية للطيران مصر للطيران دورا اكثر تأثيرا بالتواجد المباشر لربط المقاصد السياحية المصرية بدول التصدير السياحي فليس معقولا ان يكون لدينا شركة وطنية ونبحث عن شركات شارتر او شركات اجنبية لنقل الحركة ونتسول منها قدومهم. ويقول اطالب الشركة بتخصيص طائرتين فقط تبقيان بصورة دائمة في شرم للقيام برحلات مابين شارم وميلانو او المانيا ونتعهد نحن بالقدرة علي ملئها بالسياح ولكن برحلات مباشرة كذلك لماذا لا تدرس الشركة مثلا ربط رحلاتها للدول العربية بالنزول في شرم ولو لنصف ساعة ليتحقق الاتصال المباشر لتلك الدول بالمقاصد السياحية المصرية.
إنها أفكار تستحق الدراسة. لن ننسي أن أهم ما حققه انتصار أكتوبر 1973 هو محو آثار عدوان يونيو 1967


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.