لا أحد ينكر أن قناة النيل للأخبار حققت مساء السبت الماضي سبقا كبيرا في انفرادها باجراء أول حوار مع د.محمد مرسي رئيس الجمهورية داخل مكتبه بقصر الاتحادية بمصر الجديدة تناول فيه عدة ملفات سياسية مهمة تتعلق بالشأنين الداخلي والخارجي وتشغل بال الرأي العام في مصر.. وقبل أن أتحدث عن حوار الرئيس مرسي مع قناة النيل للأخبار أتوقف أمام عدة معان تتركز في أربعة نقاط هي: أولا لابد أن نشيد بانحياز الرئيس مرسي لقناة النيل للأخبار واختياره لها لتكون النافذة التي يطل منها لأول مرة بعد انتخابه رئيسا للجمهورية علي أبناء الأمة بعكس ما فعله غيره من السادة رؤساء الوزراء السابقين الذين تولوا المسئولية عقب ثورة 52 يناير المجيدة واختاروا بعض القنوات الخاصة والعربية ليتحدثوا من خلالها للشعب المصري بدلا من الذهاب إلي ماسبيرو الجهاز الإعلامي الرسمي للدولة! ثانيا حرص الرئيس مرسي علي الاستجابة لرغبة الشاب محمد سليمان مراسل قناة النيل للأخبار الذي أبدي له رغبته في اجراء أول حوار تليفزيوني معه علي شاشة التليفزيون المصري ولم يصر علي اختيار اسم مشهور أو نجم إعلامي مرموق ليجلس للحوار معه وسط بروباجندا صاخبة مثلما كان الحال من قبل في زمن الفساد! ثالثا جاء الحوار مع رئيس الجمهورية طبيعيا وتلقائيا ولم يشارك في صياغة اسئلته وزير الإعلام أو رئيس قطاع الاخبار أو رئيس قناة النيل للأخبار بل قام باعداده الشاب محمد سليمان بصفته المراسل المقيم داخل مقر رئاسة الجمهورية وقد نجح في مهمته بشكل جيد وخاص بنجاح تجربة صعبة وهو يحاور رأس الدولة داخل مكتبه ومن حوله كاميرات وعدسات المصورين التي برع في تحريكها المخرج محمد عبدالعزيز مع الفواصل التي تخللت الحوار. رابعا: حوار الرئيس مرسي مع قناة النيل للأخبار أثري شاشة الإعلانات ب 24 إعلانا علي مدي 57 دقيقة وحقق عائدا ماديا غير مسبوق لشاشة الأخبار لينعش الحزانة الخاوية لاتحاد الاذاعة والتليفزيون ويحل جزءا من مشاكل العاملين في قطاعاتها المختلفة. واذا كان الرئيس د.محمد مرسي قد أعطي بحديثه لقناة النيل للأخبار دفعة قوية للتواجد بقوة في سوق العمل الإخباري المحلي والدولي في ظل هذه المنافسة الشرسة في عصر السماوات المفتوحة والتقدم المذهل في علوم الاتصال وشبكات التواصل الاجتماعي المختلفة المنتشرة من خلال النت فينبغي علينا العمل بسرعة علي تقدم الدعم والمساندة اللازمة للارتقاء بالانسان والاجهزة والمعدات داخل هذه القناة المحترمة التي تعمل ليل نهار دون توقف بامكانيات فنية شديدة التواضع مع نقص حاد في الموارد المالية التي تفي بحقوق البشر من أبناء قناة مصر الاخبارية، وكلهم اصحاب قامات عالية في الاداء أمام وخلف الكاميرا. ولأنني وبحكم طبيعة عملي علي مدي 04 عاما داخل مبني ماسبيرو أرصد الايجابيات والسلبيات في أداء المنظومة الإعلامية الرسمية للدولة أحذر وأنبه بصوت عال ان هناك مشاكل عاجلة تحتاج لقرارات حاسمة لزيادة دفعة العمل والارتقاء به داخل قناة النيل للأخبار التي يقودها بكفاءة عالية الإعلامي القدير سامح رجائي فهناك عجز هائل في اسطول السيارات التي تساعد علي تنفيذ المهام اليومية العاجلة للعمل وأحيانا كثيرة يتم استئجار سيارات ميكروباص من القطاع الخاص للتواجد بسرعة في مواقع الأحداث الساخنة أو لتسجيل الحوارات مع ضيوف برنامج مهم مثل »كنت مسئولا« الذي يذاع علي عدة حلقات وهو يعد بمثابة شهادة علي العصر من مختلف القوي السياسية في مصر. وهناك ايضا مشاكل داخلية تعرقل سرعة حركة شبكة المراسلين في تغطية الاحداث العالمية في بعض البؤر الساخنة نتيجة للازمة المادية الحادة التي يعاني منها اتحاد الاذاعة والتليفزيون ولعل تلك الأزمة هي التي أدت إلي عدم صرف المستحقات المالية للعاملين بالنيل للأخبار منذ شهر أغسطس الماضي حيث تم صرف المرتبات فقط وهي بالطبع لا تفي بمتطلبات الحياة في ظل الارتفاع الجنوني للأسعار الذي حول حياتنا إلي جحيم وأصابنا بالاكتئاب! ومن الطرائف والعجائب داخل قناة النيل للأخبار التي تعمل علي مدار ساعات الليل والنهار أنه لا يوجد بها سوي ماكينة مونتاج واحدة وكاميرات تصوير متهالكة وشرائط قديمة ولا أدري متي تنتهي كل هذه السلبيات بالانتقال إلي ستوديو »5« الذي تم تخصيصه لاعادة اطلاق شاشتنا الاخبارية الاولي وهو مزود بأحدث الاجهزة والمعدات والكاميرات والوسائل الفنية التي ترتقي بمنظومة العمل الاخباري في بلادنا وتضعنا ندا قويا في مواجهة المنافسة الشرسة في هذا المجال. ولا أستطيع ان انهي سطوري عن قناة النيل للأخبار دون أن أشيد بكل أفرادها من مذيعين ومراسلين ومعدين ومصورين وفنيين ومخرجين ومقدمي برامج وصناع افلام تسجيليه ووثائقية وهم جميعا يعملون في إطار منظومة محترمة ومنضبطة يقودها الإعلامي الكفء سامح رجائي ومعه جهاز معاون قوي من كبار المذيعين والاداريين والفنيين ونرجو أن تنتهي مشاكلهم الفنية والمالية قريبا ليزداد أبداعهم وتميزهم الذي يليق باسم مصر ونيلها الخالد.