أصدق الرئيس عندما يتوجه لعلاج إحدي القضايا.. أصدق كلامه.. وسعيه للإصلاح.. ولست وحدي الذي يصدق الرئيس.. بين الجماهير قطاع غفير يصدقه. لكن نقع جميعا في معضلة أداء بعض أعوانه.. من الوزراء والمحافظين وكبار المسئولين. قد أثلج صدور محبيه عندما تحدث عن واقعة فساد في مؤسسة الرئاسة.. وكيف عالجها بشفافية وحياد.. وكيف رفض «لم الدور» هكذا عبر هو في حديثه أثناء كلامه للناس. إذن يسعي الرئيس إلي وضع منهج جديد.. منهج يخرجنا من زعم أن عصر مبارك قد عاد.. لأن قطاعا عريضا من الناس.. يري في تقلد بعض رجال عصر مبارك لبعض المناصب عودة للعصر بأكمله.. لكن معالجة الرئيس لحالة الفساد الذي بلغته داخل مؤسسة الرئاسة بداية عصر جديد.. تستطيع أن تطلق عليه عصر السيسي.. كذلك سعيه الدؤوب نحو تحقيق «شئ» يؤكد أن عصر السيسي مختلف. من هنا نقول إن بعضا من أعوانه «دون مستواه» ورغم تركيز الإعلام بأجنحته المختلفة علي جانب كبير من مشكلات الوطن.. إلا أن أداء هؤلاء الأعوان مازال غير مواكب لعصر السيسي.. بل إن أداءهم مشوب بالتقصير الشديد. خذ نموذجا لمحافظ المنيا.. واستحضر سعي الرئيس لإزالة التعديات عن الأراضي الزراعية.. وشاهد ماذا فعل المحافظ تجاوبا مع سعي الرئيس.. سوف تتأكد أن الرجل في واد آخر.. البناء علي الأراضي الزراعية في المنيا تجاوز المعقول.. والإجراءات التي تتخذ في هذا الشأن صورية.. وتجارة الأراضي الزراعية للبناء عليها هي الرابحة الآن. السؤال: من يراقب أداء المحافظين؟!. لقد قال د.أحمد زكي بدر إنه سوف يراقب أداء المحافظين.. وسوف يحاسب المقصر.. وأحمد زكي بدر من المشهود لهم بالكفاءة.. والجدية الشديدة.. وعدم المحاباة.. ما دفع الناس إلي التفاؤل بتوليه مسئولية الإدارة المحلية.. لكن أين النتائج؟!. وأعود بكم إلي مقولة «عودةعصرمبارك» وأذكركم أن التقارير الرقابية كانت آنذاك تدين أحد المسئولين.. لكن يظل في موقعه!! وسط حالة من الدهشة تعتري المواطنين.. وتدفعهم إلي القول أن هذا المسئول «مسنود».. وتزيد مساحة فساده.. بل تنتشر حالة الفساد لتشيع بين المواطنين.. بعد أن شاهدوا الدولة تبقي علي الفاسد. خذ نموذجا آخر.. المسئولين عن تحصيل فواتير الكهرباء.. لا أقول المحصلين.. بل أقصد قيادات هذا العمل.. أقدم نموذجا ملموسا لم يحكه لي أحد.. فأنا لم أقم بسداد استهلاك الكهرباء.. منذ أكثر من سنتين.. وخاطبت مسئولين كثيرين.. إلي أن وصلت في شكواي إلي مكتب وزير الكهرباء.. كان هذا منذ عامين أوأكثر قليلا.. وحضر شخصان وقاما بقراءة العداد.. وسألني أحدهما عن استدامة وجود بشر في «الشقة» فأجبت مؤكدا عدم خلو بيتي من أهله.. وأخبرني بعدها أحد محصلي الكهرباء أن رصيدي دائن.. ثم انقطع التواصل مع الكهرباء!!.. ثم اكتشفت أن المشكلة واسعة جدا في المعادي حيث أقيم.. وأن كثيرين لا يقومون بسداد قيمة استهلاك الكهرباء. وأعود إلي السؤال: من يحاسب ويراقب هؤلاء؟!.. من يحاسب كبار المسئولين؟!.. من ينبههم إلي أن رئيس الدولة صادق في توجهه إلي الإنجاز؟ خذ نموذجا آخر.. أبدأه بسؤال: أين رجل الشرطة؟! أين رجل المرور؟!.. شوارع القاهرة الرئيسية فقط هي التي تتزين برجال الشرطة.. هل يراجع أحد معضلة تنفيذ الأحكام؟!.. والمقصود بمراجعة تنفيذ الأحكام هو مراجعة ما تم تنفيذه.. ونوعيته.. وليس استعراض الأرقام.. لأن الأرقام الجافة كاذبة.. لا بد من تحليل لها.. أين وزير الداخلية من هذا؟!.