ترحيب كبير لاقته المبادرة التي طرحها الرئيس عبد الفتاح السيسي أمس لإحلال السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين، وأكد الخبراء الاستراتيجيون وأساتذة العلوم السياسية الذين استطلعت «الأخبار» رأيهم حول ما طرحه الرئيس السيسي خلال افتتاحه أمس لعدد من مشروعات الطاقة، أن مبادرة الرئيس تأتي انعكاسا لفهم عميق لطبيعة التحديات التي تواجهها المنطقة، ورغبة حقيقية لإحلال السلام، وإنهاء نحو سبعة عقود من الصراع والدم الذي أنهك المنطقة وأضر بمصالح شعوبها والعالم كله. انتقد اللواء محمد مختار قنديل، الخبير الاستراتيجي ورئيس جهاز تعمير منطقة القناة وسيناء الأسبق مواقف اسرائيل المتعنتة والتي تسعي إلي التهام الأراضي الفلسطينية كل يوم، ولابد أن يتوقفوا عن أطماعهم التوسعية، مشيرا إلي أن دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي لهذه المبادرة يأتي من موقع قوة ورغبة حقيقية في إحلال السلام بالمنطقة التي تعاني الكثير من الأزمات. ويقول اللواء محمود خلف مستشار اكاديمية ناصر العسكرية ان حديث الرئيس عبد الفتاح السيسي عن القضية الفلسطينية يؤكد أن هذه المبادرة لا تاتي من فراغ، فمن المحتمل ان تكون هناك فرصة سانحة يراها الرئيس تسمح بإيجاد حل للقضية الفلسطينية حتي نوقف بحر الدماء ويعيش كلا الشعبين الفلسطيني والاسرائيلي في سلام. ويضيف خلف أن التحدي الأساسي الآن أمام الأشقاء الفلسطينيين هو توحيد فصائلهم ومواقفهم، والتوجه إلي العالم ككتلة واحدة تعبر عن طموحات الشعب الفلسطيني، فالتمزق الفلسطيني لا يخدم القضية، وربما تتخذ الرئاسة وحركة فتح بعض المواقف، فيخرج آخرون لمخالفة تلك المواقف، وبالتالي ندخل في دائرة مفرغة من المواقف المتباينة، التي لا تحقق أي تقدم ملموس. ويقول د.جمال سلامة استاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة قناة السويس ان المبادرة التي طرحها الرئيس السيسي فكرة جيدة مؤكدا الحاجة إليها منذ فترة، حيث ان الضغط من الرأي العام يجبر كلا الطرفين لحل الازمة مؤكدا ضرورة تحقيق المصالحة الفلسطينية، وبخاصة بين حركتي فتح وحماس كأساس أولي مطلوب لتحقيق بداية حقيقية نحو السلام، فلا يمكن تحقيق السلام مع اسرائيل، إذا لم يتحقق ذلك داخل البيت الفلسطيني. وأكد د.سعيد اللاوندي الخبير بالشئون الدولية ان الرئيس عبد الفتاح السيسي حريص علي تحسين العلاقات ومحاصرة التوتر الذي تموج به المنطقة، فالقضية الفلسطينية في قلب كل عربي، مضيفا ان الرئيس يري ضرورة خدمه الشعبين من خلال بناء سلام حقيقي علي ارض الواقع، وقد ركز لقاء الرئيس السيسي قبل يومين بالرئيس الفلسطيني محمود عباس في القاهرة علي هذا الأمر. من جانبه يقول د.سعيد صادق استاذ الإجتماع السياسي ان العلاقة علي المستوي الرسمي بين مصر واسرائيل تختلف تماما عن طبيعة العلاقات بين الشعبين المصري والإسرائيلي، فالأجيال القديمة مازالت تري ان اسرائيل عدو اما الجيل الجديد والشباب فهو غير مهتم بالقضية الفلسطينية،