غزت ملاعب الترتان «النجيل الصناعي» مراكز وقري محافظة الفيوم، ولم تخل قرية بالمحافظة الا وفيها ملعب أو اثنان اقيما علي أراضيها الزراعية، التي بارت عقب قيام اصحابها بإنشاء تلك الملاعب عليها بهدف تحقيق الربح السريع بينما اعتبرها بعض الرياضيين والشباب المتنفس الوحيد لقضاء رياضتهم المفضلة في ظل سوء حالة مراكز الشباب واقتصار ممارسة الأنشطة والبعيدة عن كرة القدم وبالتالي اصبحت طاردة للشباب، فيما اعتبره البعض الآخر «بيزنس» أو مشروع مربح بعدما وصل سعر الساعة داخل الملعب من 60 إلي 80 جنيها في أماكن عديدة بالمحافظة، واستغل بعض أصحاب الأراضي غياب المسئولين وقاموا بتبوير مساحات كبيرة من أراضيهم وانشأوا عليها هذه الملاعب والتي تدر دخلا كبيرا خاصة أن تكلفة الملعب لا تتعدي ثمن وحدة سكنية أو سيارة فارهة، ووصل عدد هذه الملاعب في المحافظة ومراكزها وقراها لأكثر من 100 ملعب ويتم إنارتها بكشافات عملاقة من خلال سرقة التيار الكهربائي وتستهلك مياهاً أيضا بدون تركيب عدادات مستغلين في ذلك غياب دور أجهزة الزراعة والمحليات التي تعمل وكأنها في جزر منعزلة. المثير أن الملعب الواحد يتكلف ما بين 250 ألفاً إلي 300 ألف جنيه ويؤدي إلي تبوير نحو نصف فدان من أجود أنواع الأراضي الزراعية، فضلا عن إتلاف المساحات المجاورة نتيجة تسرب مياه الصرف الصحي من داخل «الطرنشات» التي تمت اقامتها لخدمة اللاعبين والمتفرجين.. وأكد منير مهدي، مدير عام الشباب والرياضة بالفيوم إن ملاعب الترتان التي انتشرت مؤخرا لا تخضع لسلطة الشباب والرياضة لأنها ملكية خاصة لبعض الأشخاص ومقامة بطرق عشوائية لا تتطابق مع مواصفات إنشاء الملاعب، مشيرا إلي أن عددها يفوق من 60 إلي 70 ملعبا، لافتا إلي أن هناك 55 ملعب ترتان بمراكز الشباب يشرف عليها خبراء الملاعب التابعون لوزارة الشباب لمواجهة عملية إفساد النشء وابتزازه داخل هذه الملاعب. ويشير المهندس مجدي صبحي رئيس قطاع مياه الشرب بالفيوم إلي أن هذه الملاعب غير مرخص لها بتوصيل المياه وأن مسئولي الوحدات المحلية والزراعة يتقاعسون عن الإزالة لأنها مقامة علي الأراضي الزراعية، لافتا إلي أن هناك لجنة تم تشكيلها لحصر عددها حتي يتم التعاقد معهم كعشوائيات والقيام بدفع غرامات التوصيل العشوائي. ويضيف المهندس حسين الصباغ رئيس قطاع كهرباء الفيوم أن معظم ملاعب الترتان بالمحافظة يتم إنارتها بنظام الممارسة لعدم حصول أصحابها علي تراخيص من الوحدات المحلية، وتحرر شرطة الكهرباء عشرات البلاغات ضدهم.. وقال محمد رمضان «لاعب كرة» إن إنشاء ملاعب الترتان فكرة رائعة خاصة أن مراكز الشباب أصبحت خاوية علي عروشها لا يتم ممارسة أي نشاط فيها واصبحت تلك الملاعب هي المتنفس الوحيد للشباب لممارسة رياضة كرة القدم أو أي ألعاب أخري، مشيرا إلي أن ما يهم الشباب هو إخراج الكبت وممارسة الرياضة ولا يهمه قانونية تلك الملاعب من عدمه. وأوضح سيد حامد «لاعب كرة» ان ايجار الملعب يصل إلي 80 جنيها للساعة ولكنها تقسم علي عدد اللاعبين حتي يستطيعوا ممارسة الرياضة المفضلة وهي لعبة كرة القدم.. وذكر وائل محمد «صاحب ملعب» أنه قام بإنشاء ملعب ترتان باعتباره مشروعا يدر دخلا له، مشيرا إلي أن الملعب يحقق دخلا يوميا أكثر من 360 جنيها كمتوسط إذا ما تم تأجيره لمدة 6 ساعات فقط في اليوم، لافتا إلي أنه يقوم بدفع مبالغ كبيرة للكهرباء شهريا بنظام الممارسة، فضلا عن صيانة الملعب وتوصيل المياه، ولكنه عاد وأكد أن هذه الملاعب مربحة. . من جانبه أكد المستشار وائل مكرم محافظ الفيوم أنه تم تشكيل لجنة تابعة لإدارة المتابعة بالمحافظة لمتابعة هذه الملاعب ومدي قانونيتها، مشددا علي أنه في حالة ثبوت تقاعس من أي من المسئولين بقطاعي الزراعة والمحليات فسيتم إحالته فورا للتحقيق، لافتا إلي أنه لن يسمح بوجود أي ملاعب مخالفة للقانون وتقام بطرق عشوائية وتبور الأراضي الزراعية. الفيوم - محمود عمر