في اليوم العالمي لحرية الصحافة.. أؤكد لمن اختلط عليهم الأمر.. أن الصحفي ليس علي رأسه ريشة.. لكن الصحافة صاحبة جلالة.. والصحف هي لسان الشعب.. وقوتها من قوة الشعب.. الصحافة بلا حرية.. تعبر عن شعب بلا حرية.. فالحرية الحقيقية أن يشعر كل مواطن أن الدولة تسمعه وتهتم به.. وأن صوته يصل للمسئولين سواء كان بالتأييد.. أو كان بالشكوي والمعارضة.. الصحفي ليس علي رأسه ريشة.. لكن الصحافة هي الوسيط بين الشعب والمسئول.. فالصحفي يسأل الوزير باسم الشعب.. وينتقده باسم الشعب.. ويطالبه باسم الشعب.. ويكتب في النهاية ليعبر عن مصالح هذا الشعب.. وهو ما يعطي الصحافة الحق في أن تظل حرة.. حتي تكون صاحبة سلطة.. وصاحبة جلالة.. الصحفي ليس علي رأسه ريشة.. لكن في يده قلم.. يجب أن يظل حرا.. وأمينا.. حتي ينبه للأخطاء.. ويكشف التجاوزات.. وينتقد كل مسئول لا يستحق المنصب.. في يده قلم ينقل به مطالب الضعفاء والفقراء والمظلومين والمهمشين.. وكم من قضايا الفساد.. ووقائع الإهمال كشفتها الصحافة.. ولفتت إليها الأنظار.. وساهم نشرها في وقف الفساد.. أو رفع الظلم.. أو إعادة الحق لأصحابه. ومع تقييد الصحافة لن يري المسئولون سوي إنجازاتهم.. ولن يسمعوا سوي أصواتهم.. ولن يجد المواطن قنوات للتعبير والشكوي والمطالبة بحقه.. لا صحافة بدون حرية.. هذا ما تعلمناه من عاشق الحرية.. و فارس القلم.. الأستاذ مصطفي أمين.. وبمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة.. أنقل بعض كلماته عن حرية الصحافة .. وهي كلمات خالدة.. موجهة لكل مسئول.. في كل زمان ومكان. كان يقول.. ليس معني الديمقراطية أن يكون في البلد برلمان فقط.. بل لابد أن تكون بها صحافة حرة.. فالصحف المقيدة هي صورة للشعب المقيد والأبواب المغلقة.. هي صورة لبلد يعيش في الظلام.. ولا يعرف طريقه للمستقبل.. وأنقل أيضا دعاء من أدعيته لكل مسئول وصاحب سلطة : «يارب اجعل القلوب قلاعه والدستور حرسه.. وحب الشعب سلطانه.. قرب منه الأمناء والمخلصين.. وابعد عنه الانتهازيين والمنتفعين والمنافقين.. افتح صدره لنقد الناقدين واجعل صدره يضيق بتملق المنافقين.. اجعله يختار في المناصب الكبري الكفاءات التي تخدم الشعب بعقولها وأفكارها.. لا العاجزين الذين لا عمل لهم إلا الدفاع عن قراراته وتبرير أخطائه.