هناك اناس لا يحلو لهم ان تمر عليهم دقائق معدودات دون ان تطفح السنتهم منكرا من القول وزورا ، وهم لايدركون ان هلاكهم في الدنيا والآخرة مبعثه ألسنتهم. من أخطر المقولات التي تتردد علي ألسنتهم بمناسبة وبغير مناسبة : « اتق شر من أحسنت اليه» لانها تتناقض تماما مع قيمنا الاجتماعية والاسلامية التي تحضك علي الدفع بالتي هي احسن، فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم. بينما تدعو هذه المقولة السلبية المدمرة إلي عدم اغاثة اللهفان واعانة المحتاج واقراض المتعثر. لماذا جعل المولي عز وجل ثواب القرض الحسن أفضل من ثواب الصدقة ؟ لانك تنتشل به انسانا من الضياع، وقد تنقذ به غارما من السجن، ناهيك عن ان الغارمين في عصرنا الحاضر يعتبرون من أهم مصارف الزكاة والصدقات الثمانية، خاصة في ظل الركود الاقتصادي الحالي الذي ادخل الكثيرين من المكافحين في الحياة اليومية إلي طابور المتعثرين المهددين بالضياع والسجن. هل فكرت في ان تمنح زكاة مالك لأحد الغارمين؟ أعتقد ان كثيرين منا لايحبذون هذا المصرف من مصارف الزكاة رغم أهميته، لذلك لايحظي بزكاة وصدقات وقروض المسلمين الحسنة إلا الفقراء والمساكين الذين يندس بينهم الأدعياء والمتسولون وما اكثرهم في مياديننا وشوارعنا، فضلا عن بعض الجمعيات التي ليست فوق مستوي الشبهات، وما ادراك ما الجمعيات وما يحدث فيها من مآس تشيب لهولها الولدان. لست أشن حربا علي بعض الجمعيات في كثير من الدول العربية والاسلامية كما قد يظن البعض ، بل ألفت النظر إلي واقع مؤلم صمت امامه كثيرا خشية ان اتهم بأنني مناع للخير معتد اثيم، فمن يفسر لي موقف كثير من الجمعيات التي مازالت تعمل علي انشاء زوايا ومساجد في مجتمعات ليست في حاجة اليها بقدر حاجتها إلي التعليم والعلاج والعيش في حياة آدمية مثل بقية خلق الله في كل بقاع الدنيا؟! ومن الذي منح مثل هذه الجمعيات صكوك الغفران التي تجعل البعض يلقون بزكاتهم وصدقاتهم اليها ؟! مجتمعاتنا العربية والاسلامية مليئة بمقومات التنمية والنهضة ولاينقصها إلا الاخلاص في اتقان العمل حتي لاتظل يدنا هي اليد السفلي في هذا العالم.