كتب عبد الجليل محمد: شم النسيم .. عيد يحتفل به الملايين من المصريين كل حسب طريقته التي اعتاد ان يمارسها .. الا ان هناك جانبا آخر أبي الاحتفال هم زوار المقابر الذين لا يعرفون الفسيخ أو الرنجة في ذلك اليوم او حتي «البيض الملون » .. ولكن قادتهم اقدامهم «للترب» يقرأون الفاتحة لكل شخص فقدوه .. معهم جنود أخري مجهولون ايضا لا يعرفون شم النسيم. ترب الغفير علي ابوابها انتشرت عشرات الأسر .. وبين جنباتها قرأت ما تيسر من القران الكريم علي أرواح موتاهم .. هؤلاء الأسر التي رفضت فكرة الاحتفال بأعياد الربيع مع ابنائهم .. وإنما الأموات كانوا بالنسبة لهم في المرتبه الاولي .. فمنذ الساعات الاولي من صباح امس خرج محمود أحمد محمود ليزور قبر والده بترب الغفير غير مهتم بأعياد الربيع وبمجرد وصوله كما أكد وجد مقبرة والده والعائلة غارقة في المياه علي الفور اتصل بعدد من الصنايعية الذين احضروا معهم « الطوب الاحمر» وحاولوا إنقاذ المقبرة من الغرق في المياه .. وقال محمود « هو ده عيد شم النسيم عندي أني أنقذت مقابر عيلتي» .. وفي المقابر المجاورة انتشرت السيدات يوزعون « النذر» علي الفقراء المنتشرين حول ترب الغفير . « عمال النظافة» كل أدواته هي « المقشة والجردل» ومهمتهم السامية هي تنظيف الشوارع والميادين والازقة .. لا يعرفون اعياد الربيع او حتي مفهوم «البيض الملون» ولكن اصروا علي ممارسة عملهم في رفع المخلفات والقمامه رافعين شعار « أكل العيش ما يعرفش إجازات» وبأحد شوارع وسط البلد وقف حامد محمد يمسك بيده اليمني « المقشة » يجر بها التراب والقمامة المتناثرة علي جانبي الطرق مؤكدا ان عمله لا يخضع لأي عيد بما فيها اعياد الربيع .. انما رسالته هي التي جعلته لا يحتفل بشم النسيم وسط اسرته الصغيرة. الأعمال الحرة محلات رفضت إغلاق أبوابها تحت مسمي « شم النسيم» وصنايعية « رفضوا الاجازة ورفضوا تعطيل الرزق .. «الميكانيكي والعجلاتي والسمكري « كلهم رفعوا شعار «احنا علي باب الله ما عندناش شم نسيم» .. ابراهيم خليل « صنايعي ميكانيكي «قال ان أطفاله الاربعة قاموا منذ الصباح الباكر «بتلوين البيض » وذهبوا هو إلي عمله فبدونه لا يستطيع توفير النفقات.