أعلم أن مصر هي الدولة الوحيدة التي نجت من المؤامرة التي دمرت معظم دول المنطقة «حتي الآن».. فمازالت محاولات الهدم والدمار مستمرة ورغم كل الجهود المبذولة والمشروعات القومية والجولات الخارجية إلا أن هناك من يحاول أن يزرع الحقد والكراهية وأعلم أن هذه المحاولات هي مجرد «حلاوة روح».. لكنها مع الأسف تكاد تحقق أهدافها فهي تأتي من داخل الحكومة نفسها.. بدلا من أن تحتوي الجميع إلا أنها تكسب كل يوم أعداء جددا وأحداث نقابة الصحفيين أكبر دليل وأنا لا أعتبرها سابقة فقد تم إقتحامها عندما تم إغلاقها يوم 25 أبريل أمام الصحفيين والقبض عليهم وإهانتهم.. كنت أتمني لو كانت الداخلية فقط هي من تتصرف بعيدا عن العقل والحكمة.. ولكن يبدو أنه أسلوب حياة.. فمنذ أيام اتصل بي شاب صارخا.. إنقذي زوجتي فهي توشك علي دخول السجن.. والمصيبة أنها ليست وحدها بل معها حوالي 1500 شاب وفتاة.. والكارثة تأتي بيد الحكومة.. بعد أن فتحت أمامنا أبواب الأمل، وجدناها جهنم.. والقصة فقد وقعت وزارة التموين والتجارة الداخلية - في نوفمبر 2015 - بروتوكول تعاون مع الصندوق الاجتماعي للتنمية لتمويل مشروع «جمعيتي»، لمنح الشباب قروضا تتراوح قيمتها من 50 ألفا إلي 100 ألف جنيه للقرض الواحد لإنشاء مجمعات استهلاكية لبيع السلع بأسعار مخفضة للمواطن وتقدم أكثر من 15 ألف شاب وفتاة، نجح منهم 1588 شابا في الحصول علي تمويل الصندوق الاجتماعي بإجمالي قروض متاحة للشريحة الأولي 100 مليون جنيه.. وتحقق الحلم وبدأنا العمل بفرحة وحب وأمل.. لسان حالنا بيقول «والله ولعبت يا زهر» لكن فجأة انقلب الحال، وأصبحنا مطاردين من الحكومة نفسها ومن أصحاب المحلات التي استأجرناها ومن أصحاب البطاقات التموينية، فالشركة القابضة للصناعات الغذائية قررت عدم استعاضة البضائع التموينية لمنافذ جمعيتي وربط الحصص المصروفة لهم علي عدد بطاقات شهرية بما يتناقض مع وعود وزارة التموين بزيادة معدلات دوران السيولة لضمان تحقيق الأرباح.. والنتيجة تراكم أقساط القروض وإيجار منافذ البيع التي تصل إلي 1600 جنيه شهريا وتتضاعف في بعض المناطق ووقف حال المستفيدين من المشروع فلا الزهر لعب ولا الحال بقي علي ما هو.. هل نعيد النظر في طريقة تعاملنا مع المواطنين..فلو أصدرت الشرطة بيانا أوضحت فيه الموقف ولم تقتحم بيت الحرية لفوتت الفرصة علي من يزايد ومن يتصيد.. ولو نفذت التموين وعودها لكانت واحدة من أنجح التجارب وغيرت حال الكثيرين. يا حكومة: نار الاحتواء ولا جنة الاستعداء.