تعرضت مدينة حلب السورية، التي أصبحت مؤخراً ساحة المعارك الرئيسية في البلاد، إلي 28 غارة جوية أمس، في حين فرّ عشرات السكان من منازلهم نحو مناطق أكثر أماناً، خشية علي حياتهم مع استمرار أعمال العنف والقصف المتبادل بين قوات النظام ومقاتلي المعارضة بالمدينة لليوم التاسع علي التوالي. وفي إطار تهدئة لا تشمل حلب توقف القتال صباح أمس علي جبهتي القتال في الغوطة الشرقية بريف دمشق وريف اللاذقية الشمالي مع دخول اتفاق أمريكي روسي حيز التنفيذ. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الغارات الجوية علي حلب استهدفت أمس الأحياء الشرقية الخاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة. وحلب مقسمة منذ عام 2012 بين أحياء شرقية تسيطر عليها الفصائل المعارضة وأخري غربية واقعة تحت سيطرة النظام. وبدت الأحياء الشرقية من المدينة خالية تماما من السكان إذ أغلقت المحال وفضل المواطنون البقاء في منازلهم، في حين فضل البعض النزول إلي أقبية المنازل لعلها تكون أكثر أماناً. وأوضح المرصد أن الأحياء الغربية بدورها شهدت منذ فجر أمس هدوءاً تخلله سقوط قذائف أطلقتها فصائل إسلامية ومقاتلة. ويعيش نحو 750 ألفا في الأحياء الغربية و200 ألف في الجهة الشرقية ومائة الف في الأحياء ذات الغالبية الكردية. وتشهد حلب منذ 22 أبريل تصعيداً عسكرياً بين قوات النظام والفصائل المقاتلة أسفر عن مقتل 246 مدنياً في المدينة، وفق حصيلة المرصد السوري الذي أوضح أن قصف القوات الحكومية تسبب في مقتل 140 شخصاً بينهم 19 طفلاً، بينما أدي قصف مقاتلي المعارضة إلي مقتل 96 شخصاً بينهم 21 طفلاً. وفي أسوأ الهجمات دمرت غارة جوية مستشفي تدعمه منظمة "أطباء بلا حدود" في منطقة خاضعة لسيطرة المعارضة ليلة الخميس أسفرت بحسب المنظمة عن مقتل 50 علي الأقل بينهم ستة مسعفين. وذكر الدفاع المدني في الأحياء الشرقية من المدينة أن ستة مدنيين علي الأقل قتلوا أمس جراء الغارات الجوية. وذكر موقع "سكاي نيوز عربية" الإخباري أن الجيش السوري شن أمس غارة جوية علي مركز بستان القصر الطبي، وذلك في سلسلة هجمات استهدفت علي وجه الخصوص المرافق الطبية في مناطق سيطرة المعارضة بالمدينة. وفي إطار ردود الأفعال الدولية علي ما تشهده حلب، قال نائب وزير الخارجية الروسي جينادي جاتيلوف، إن موسكو لن تضغط علي دمشق لوقف القتال في حلب حيث يواجه النظام "تهديداً إرهابياً" علي حد قوله. وأكد في تصريحات نقلها موقع "سي إن إن" الإخباري أن موسكو لا تقصف المعارضة السورية قرب حلب، وتوقع احتمال عدم الالتزام بالجدول الزمني لعملية السلام في سوريا. في المقابل، استنكرت السعودية بشدة غارات الجيش السوري علي حلب. وفي الأممالمتحدة وُزع مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي من المتوقع التصويت عليه يوم غد، يطالب جميع الأطراف بحماية المنشآت الطبية والمستشفيات والعاملين بها وينص علي محاسبة مستهدفيها. علي صعيد مختلف، لقي ستة عناصر من القوات الأمنية الكردية أمس مصرعهم في تفجير انتحاري استهدف حاجزاً تابعاً لهم في مدينة القامشلي شمال شرق سوريا، ويأتي ذلك بعد عشرة أيام من اشتباكات عنيفة بين تلك القوات وقوات النظام السوري.