إيقاعه السريع وحركته المتلاحقة وانتقالاته السريعة، منحت أعماله الفنية خصوصية في التعامل مع الزمن.. ووضعتنا مباشرة أمام أسئلته الفلسفية الممتدة عبر اللوحات.. سمير فؤاد يدفعك دائما للتأمل والتفكير، لرؤية ما خلف اللوحة وما أمامها، ما قبل اللوحة وما بعدها.. حوار ممتد يعكس تجربة جمالية متراكمة وتنوعا ثقافيا.. عالم دائم التغيير والحركة والتشكيل داخل اللوحات، من الزهور والأواني الزجاجية والفخارية والطبيعة الصامتة.. إلي حركة المراجيح والمراكب والراقصات وعازفي الموسيقي.. إلي الصرخة والجسد الإنساني المقهور، واللحم المذبوح، وسجن أبو غريب.. إيقاعه السريع أيضا دفعه إلي قطع المراحل، والانتقال من تجربة جمالية إلي أخري، ومن خامة إلي خامة أخري، ومن تقنية فنية إلي تقنية أخري جديدة.. ما يكاد يبلغ خطواته الناجحة، وتكتمل جملته الجمالية حتي ينتقل إلي جملة أخري، هكذا ينتقل من الألوان المائية، إلي الباستيل، إلي الألوان الزيتية بمقدرة وخصوصية.. وفي كتابها (سمير فؤاد) الصادر حديثا عن دار الشروق، تقدم الناقدة التشكيلية المتميزة فاطمة علي قراءة عميقة لعالم سمير فؤاد وخصوصيته التشكيلية، كاشفة عن المفاهيم الفلسفية التي انطلق منها الفنان، وأسئلة لوحاته عبر مراحل مختلفة.. في لوحات (الراقصات) والتي شغلت أكثر من معرض، لا يتوقف سمير فؤاد كثيرا أمام الجسد وتفاصيله، بقدر ما تشغله الحركة والدوران حول الجسد، ربما تحية كاريوكا وسامية جمال هما الراقصتان الوحيدتان اللتان توقف أمام وجهيهما، حيث الابتسامة التي تكاد تغمر اللوحة، وتتطاير كما الألوان في حركة وإيقاع موسيقي يحيط بالراقصة.. وفي معرض (الزهور) تكاد أن تكون جميعا ذابلة، صورة لذكري الزهرة وليس للزهرة نفسها، أو هو الصراع بين الوجود والعدم... وفي لوحات سجناء سجن أبو غريب (سيمفونية مروعة بجمالها ومأساتها) حيث بلغ سمير فؤاد قوة البناء الدرامي والشكلي في تعبيره عن المعاناة والقهر الإنساني.