في كل بلاد العالم التي زرتها، سواء كانت متقدمة أو نامية، لأصحاب المعاشات تقدير خاص من الحكومة والدولة، علاج مجاني، مواصلات مجانية، أندية مجانية 9 ملايين مواطن مصري من أرباب المعاشات أعطوا لمصر صحتهم وحياتهم وفكرهم وجهدهم وعملهم وعرقهم، 9 ملايين مصري شريف أنهكم السن والمرض وجار عليهم الزمان عندما لم تهتم الحكومات المتعاقبة بقضيتهم العادلة في الحصول علي حياة آدمية كريمة تقابل ما أعطوه للوطن بصدق وإخلاص، 9 ملايين مواطن ليس بالعدد القليل لأن وراء كل منهم زوجة وأولادا، وراء كل منهم متطلبات حياتية بسيطة، وغذاء ودواء، لا أحد منهم خال من مرض مزمن، ومعاش 5 ملايين منهم أقل من 500 جنيه، فهل هذا عدل يا أهل العدل ؟ في الوقت الذي تجمع فيه أصحاب المعاشات داخل مقر حزب التجمع بعد فض وقفتهم السلمية في ميدان طلعت حرب، كانت وزيرة التضامن - أعطاه الله الصحة والعافية - في كامل أناقتها تجلس إلي جوار حلمي النمنم وزير الثقافة في حفل ختام مهرجان « الطبول «، ولا أدري ما هي علاقة وزيرة التضامن بهذا المهرجان، خاصة وأن النمنم قال في كلمته إن المهرجان مقام بالتعاون بين وزارات الثقافة والشباب والتضامن، فما هي علاقة وزارة التضامن بمهرجان للطبول، وما هو شكل التعاون الذي تم مع وزارة الثقافة ؟ في الوقت الذي انتقلت فيه سيارات الإسعاف لمقر حزب التجمع بعد حالات الإغماء التي أصيب بها عدد من أرباب المعاشات داخل المقر لإضرابهم عن الطعام والدواء، كانت الوزيرة التي لا يعنيها من قريب أو بعيد هذه الشريحة المغلوبة علي أمرها في غاية السعادة والانشراح في حفل ختام مهرجان الطبول الدولي ! والله عيب.. أكررها.. والله عيب، لأني كنت أتوقع من السيد رئيس الوزراء أن يكلف وزيرة التضامن بالانتقال لمقر اعتصام أصحاب المعاشات للوقوف علي الأسباب التي دعتهم لذلك بدلا من الذهاب لحفل الطبول، إذ لم تكن وزيرة التضامن هي أول من يكون في مقر الاعتصام فمن الذي يكون، لماذا تتعاملون هكذا مع أصحاب المعاشات وهم أصحاب حق ولهم قضية تتعلق بحياتهم، لقد التقي رئيس اتحاد أصحاب المعاشات وممثلون عنهم برئيس الجمهورية، كل ما طالبوا به تطبيق المادة 27 من الدستور بإقرار الحد الأدني للأجور « 1200 جنيه «، ومنح قدامي أصحاب المعاشات علاوة أقدمية بنسبة 20 % لمواجهة التضخم وارتفاع الأسعار. في كل بلاد العالم التي زرتها، سواء كانت متقدمة أو نامية، لأصحاب المعاشات تقدير خاص من الحكومة والدولة، علاج مجاني، مواصلات مجانية، أندية مجانية، امتيازات وتسهيلات في خدمات وأشياء كثيرة جدا، وفي كندا يمنح من هو علي المعاش من الحكومة فارق ما كان يتقاضاه من راتب لكي يعيش في نفس المستوي الذي كان عليه بجانب ما تعطيه الدولة من امتيازات أخري، أصحاب المعاشات في كل دول العالم لهم تقدير خاص لأنهم أعطوا الوطن ولابد أن يرد لهم الوطن هذا العطاء، فلم تتعامل الحكومات لدينا مع أصحاب المعاشات وكأنهم خيل الحكومة ؟! ارحموا أصحاب المعاشات الذين يتجرعون المرارة عندما تصلهم اخبار لا يكذبها أحد عن مئات الآلاف من الجنيهات التي يحصل عليها كبار الموظفين بوزارة التضامن كحوافز ومكافآت، بينما هم لا يجدون ثمن العلاج والدواء، لا أحد في يده إنصاف أصحاب المعاشات سوي الرئيس السيسي المطالب بفتح الملف بنفسه ورد الحقوق لأصحابها.