علي بعد 300 كيلو متر جنوب غرب مدينة مرسي مطروح يشق الزائر طريقه وسط صحراء جرداء إلي ان تظهر الجبال العالية علي جانبي الطريق حتي تظهر الجنة الخضراء حيث توجد واحة آمون أو واحة سيوة تلك البقعة الخضراء الساحرة القابعة في قلب الصحراء الغربية والتي تعد قبلة الزائرين في أعياد الربيع حيث تحيط بها اشجار النخيل والزيتون وتنتشر بها عيون المياه المتدفقة من باطن الأرض والتي يعود تاريخها للعصور الرومانية القديمة. وتشهد الواحة الساحرة هذه الأيام تدفقا هائلا من السياح العرب والأجانب للاستمتاع بجوها الساحر ومناظرها الخلابة ومعالمها الأثرية مثل جبال الدكرور والموتي وهضبة اغورمي الذي شيد فوقها معبد الوحي للآله أمون. ويقول الشيخ عمر راجح شيخ قبيلة اولاد موسي ان الواحة تستقبل أكثر من 25 ألف زائر في عيد الربيع من عشاق الهدوء والطبيعة، ويقبلون علي زيارة «معبد الوحي» فوق هضبة اغورمي والتي ترتفع لأكثر من 30 متراً عن سطح الأرض وتأخذ شكل حدوة الحصان حيث ترتفع أطرافها الغربية والشرقية بينما تنحدر من ناحية الجنوب ليقل ارتفاعها وتتكون من الحجر الجيري ومحاطة بسور به فتحات صغيرة تشبه النوافذ وتحوي بداخلها البئر المقدسة للمعبد. ويشير الشيخ عمر إلي ان زائري الواحة يستمتعون خلال فترة الصباح بزيارة المعالم الأثرية والاستظلال بأشجار النخيل والزيتون حيث تصل المساحة المزروعة من النخيل إلي 10 آﻻف فدان و12 ألف فدان من اشجار الزيتون المعمرة والتي يصل عمر الشجرة الواحدة منها إلي 200 عام، كما يستمتعون بالبحيرات الأربع الموجودة في الواحة وهي بحيرة الزيتون الأثرية واغورمي وسيوة والمراقي والسباحة في عيون المياه المتدفقة من باطن الأرض والتي تعد فرصة هائلة لهم للاستمتاع بالنزول في مياهها الدافئة ويصل عدد عيون المياه بالواحة إلي 220 عينا من ابرزها عين جوبا وعين كليوباترا وعين فطناس وعين العرايس وتتراوح أعماقها مابين 4 و15 مترا. ويقول عبدالله باغي أحد أبناء سيوة المهتمين بتنشيط السياحة ان الكثير من أبناء قبائل سيوة يشاركون السياح والزائرين رحلات الزردة الصحراوية في المساء وسط الكثبان الرملية الممتدة من بحر الرمال الأعظم حيث تتخلل هذه الكثبان الرملية واحات مليئة بأشجار الزيتون والنخيل من أهمها منطقة بئر واحدة ومنطقة اللبق حيث يتم ايقاد نار الحطب من اشجار الزيتون وبراد الشاي الأخضر والأحمر ويتم قضاء الليلة مع احاديث المساء في جو ساحر بعبدا عن صخب وضجيج المدن. مطروح - مدحت نصار