هاجمت القوي المعارضة المسلحة في سوريا أمس مبني أمنيا في حلب، ثاني اكبر المدن السورية التي تشهد منذ اسابيع حرب استنزاف للسيطرة عليها، وفقا للمرصد السوري لحقوق الانسان. واوضح المرصد في بيان له ان »مقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة هاجموا مبني فرع امني في حي الزهراء بمدينة حلب واشتبكوا مع عناصر الفرع ولم ترد معلومات حتي اللحظة عن خسائر في صفوف المهاجمين"« . في موازاة ذلك، تعرضت احياء السكري (جنوب) وهنانو (شمال شرق) وصلاح الدين (جنوب غرب) للقصف من قبل القوات النظامية، بينما دارت اشتباكات في حيي صلاح الدين وسيف الدولة، بحسب ما ذكر المرصد. وفي دمشق، تحدث المرصد عن "اشتباكات بين القوات النظامية والكتائب المقاتلة الثائرة في منطقة السيدة زينب قامت علي اثرها الكتائب المقاتلة بأسر عدد من القوات النظامية"، فيما قامت القوات النظامية باقتحام بلدة كفربطنا وقصف رنكوس في ريف العاصمة. كما دارت "اشتباكات عنيفة" بين القوات النظامية ومقاتلين مناهضين للنظام قرب كتيبة الدفاع الجوي في مدينة البوكمال المحاذية للحدود العراقية شرق البلاد، رافقها قصف من قبل القوات النظامية علي عدة احياء من المدينة، وفقا للمرصد. وشهدت محافظة ادلب (شمال غرب) اكثر اعمال العنف دموية اذ قتل عشرون مدنيا بينهم ثمانية اطفال وتسع نساء في قصف علي منطقة ابو الزهور حيث هاجم الجيش السوري الحر مطارا عسكريا واعلن اسقاط طائرة ميج بالقرب منه. كما قتل 17 شخصا برصاص القوات النظامية في مدينة اريحا. من جهتها، اعلنت وكالة الانباء الرسمية السورية سانا ان ضاحية جرمانا في ريف دمشق شهدت "تفجيرا ارهابيا ناجما عن عبوة لاصقة زرعتها مجموعة ارهابية مسلحة بسيارة مما اسفر عن اصابة عدد من المواطنين". علي صعيد آخر حثت تركيا مجلس الامن الدولي علي اقامة مخيمات داخل الاراضي السورية للمدنيين مشددة علي انها غير قادرة علي مواجهة تدفق اللاجئين الذين يصلون الي الحدود هربا من المعارك الدائرة في سوريا. لكن مسئولي الاممالمتحدة عبروا عن معارضتهم هذا الاقتراح فيما كانت فرنسا وبريطانيا حذرتا من عراقيل دبلوماسية وقانونية كبري تعيق اي تحرك لاقامة مناطق عازلة قد تتطلب حماية عسكرية. وقال وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو في مجلس الامن الذي عقد جلسة علي المستوي الوزاري حول سوريا ان تركيا لن يكون بمقدورها قريبا مواصلة استقبال المزيد من اللاجئين السوريين، مشيرا الي ان عدد اللاجئين في تركيا بلغ حاليا 80 الفا وان اربعة الاف لاجئ يعبرون الحدود كل يوم في حين هناك عشرة الاف ينتظرون علي الحدود دورهم للعبور. لكن نائب الامين العام للامم المتحدة يان الياسون حذر من ان الدعوات لاقامة ممرات انسانية تثير "مسائل خطيرة وتتطلب بحثا دقيقا وحاسما". من جهته انتقد المفوض الاعلي لشئون اللاجئين في الاممالمتحدة انتونيو غوتيريز بشدة فكرة اقامة مناطق آمنة للمدنيين داخل الاراضي السورية، مؤكدا ان هذا المقترح يتناقض والقانون الانساني. واكد ان "التجربة اظهرت للاسف انه نادرا ما يكون بالامكان تأمين حماية وأمن فعالين في هكذا مناطق"، في اشارة واضحة الي مجزرة سريبرينيتسا (البوسنة) في 1995 والتي وقعت في جيب كان موضوعا رسميا تحت حماية الاممالمتحدة. ويخشي مسئولو الاممالمتحدة ان تؤدي مناطق عازلة محمية عسكريا الي تهديد حياة العاملين في المجال الانساني. وكان وزيرا الخارجية البريطاني وليام هيج والفرنسي لوران فابيوس اقرا ايضا بأن اقامة مناطق عازلة في سوريا لحماية اللاجئين تنطوي علي مشاكل كبيرة، واعلنا مساعدات انسانية اضافية للمدنيين السوريين.