لا أتصور ان يكون مقتل الشاب الايطالي جوليو ريجيني في ظروف غامضة سببا في أزمة او توتر او جفاف في العلاقات الدبلوماسية بين مصر وإيطاليا.. تلك العلاقات التاريخية الوطيدة والتي شهدت أزهي عصورها خلال السنوات الأخيرة في حكم الرئيس السابق حسني مبارك.. وقد عمل علي استعادتها تلك الزيارة المهمة التي قام بها الرئيس عبدالفتاح السيسي لروما في إطار جولاته الخارجية.. فإيطاليا هي اكبر مستثمر اجنبي أوروبي في مصر وثاني اكبر مستثمر علي مستوي العالم بعد الولاياتالمتحدةالأمريكية.. كما ان مصر تستقبل اكثر من سبعة ملايين سائح إيطالي كل عام وقد انخفض هذا العدد في أعقاب حادثة انفجار الطائرة الروسية بعد إقلاعها من مطار شرم الشيخ.. هذا بخلاف التطابق الكبير في المواقف الثنائية بين البلدين حيال العديد من القضايا الدولية والإقليمية.. ولا ننسي أبدا علي مر التاريخ دور مصر في خدمة إيطاليا فيما يعرف بقضية المركب الايطالي " أكيلي لاورو ".. وأيضاً دور مصر في اخطار إيطاليا بعملية ارهابية تنظم لاستهداف رؤساء الدول الصناعية الثماني "الجي إيت" قبل عقد قمتهم في روما عام 2004 وقد كان ذلك سببا في القبض علي هذه الخلية الإرهابية.. وغيرها وغيرها من المواقف والأحداث التي جعلت العلاقات الثنائية بين البلدين تتجاوز آفاق الصداقة لتصبح شراكة.. وعلي المستوي الإنساني فإن من اقرب الشعوب إلينا علي الإطلاق ذلك التشابه الكبير في العادات والتقاليد التي تجمع بين الشعبين المصري والإيطالي.. فهل من المعقول ان تتهدد هذه العلاقات القوية المتينة وهذا التاريخ الحافل بشاردة هنا او واردة هناك.. وهل يمكن ان تكون حادثة الشاب ريجيني سببا في تشويه هذه العلاقات !؟.. اتمني ان يوفق الوفد المصري الذي يتواجد في إيطاليا الآن في مهمته وأن يحمل معه بكل أمانة وشفافية الحقيقة الكاملة حول ملابسات هذا الحادث قبل فوات الأوان.. وقبل ان تكون الحادثة القشة التي قصمت ظهر البعير !!