اسامة انور عكاشة كان دائما جزءا مهما جدا في التليفزيون المصري خلال شهر رمضان وارتبط به المشاهدون في جميع أنحاء العالم العربي وكل اللي عرفوه وحبوه كانوا حافظين عنوانه.. 974 قصر الشاطئ سيدي بشر الاسكندرية! كان يعشق الجلوس في شرفة شقته وينظر إلي البحر قبل أن ينزل عليه الوحي ونهر الابداع وبحر النغم الدرامي الفريد في بساطته ونعومته والذي يدخل القلب بدون استئذان زيه هو تماما.. لا نستطيع أن ننساه وننسي ابتسامته ووجه الباسم ودعاباته ورقة مشاعره وحبه للإسكندرية. قلت لصديقي الأديب والروائي الكبير: يعني أقدر أقول عليك إسكندراني؟ - أكثر منك وأكثر من كتير قوي من مواليد اسكندرية ومحبيها زي أنا! يعني بكرة.. يوم تكريمك في مهرجان الإسكندرية.. وأنا بأقدمك علي المسرح ممكن أقول.. الأديب السكندري الكبير.. أسامة أنور عكاشة؟ - يا أبوسمرة أنا خلاص أخدت الجنسية هنا وما أعرفش أكتب حرف ولا كلمة إلا وأنا هنا في شقتي دي والبحر قدام عنيه.. البحر هو الحياة كلها.. هوا اسكندرية هو حياتي الميه والهوا هنا هما أصحاب الفكر في »الراية البيضاء« و»السيالة« و»الحلمية« و»المصراوية« و»الشهد والدموع« كمان!! شوف بقي أنا اسكندراني من أمتي؟ وفي المساء في حديقة السلاملك بقصر المنتزه جلس أسامة بجوار رفيق عمره اسماعيل عبدالحافظ والقديرة سميحة أيوب وهما أيضا من المكرمين في تلك الليلة.. وعلي نفس المائدة التي تضم اللواء عادل لبيب (محافظ الاسكندرية في ذلك الوقت) وفضيلة الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية.. وعندما جاء دور تكريمه قلت في الميكرفون الكاتب السكندري الكبير وعاشق الإسكندرية الأول أسامة أنور عكاشة.. وهنا ضج الحضور بالتصفيق والضحك.. وتسلم أسامة درع التكريم من السيد المحافظ وأمسك الميكرفون ليقول بلدغته الجميلة: »اشكغ الحضوغ.. أشكغ السيد المحافظ.. أشكغ الاسكندرية.. أشكغك ياسميغ«.. وهنا قال المخرج الكبير اسماعيل عبدالحافظ يعني لازم تقول كلام فيه حرف »الر« كتير كده؟ مقلدا أسامة في نطقه لحرف الراء!.. وضحك الحضور وأكمل أسامة كلامه مستعينا بعدة كلمات فيها أيضا حرف الراء!! قال أسامة: أنا من مواليد كفر الشيخ متخرج من كلية الآداب عين شمس القاهرة وهنا تدخلت الفنانة سميحة أيوب مقلدة لطريقة نطق أسامة لحرف الراء وقالت: »وقدمت أروع الأعمال مع المخرج اسماعيل عبدالحافظ بنجاح كبير صنع تاريخ الدراما التليفزيونية المصرية«. فعلا أسامة أنور عكاشة في كل أعماله.. كان الإنسان المصري المعاصر لتاريخه الحديث والذي استطاع أن يعبر عنه ببراعة حتي ان الكثيرين يقارنون خماسية »ليالي الحلمية« بثلاثية نجيب محفوظ من حيث ان العملين ينتميان إلي أدب الأجيال!! وقد استطاع أسامة أنور عكاشة أن يرسم بقلمه حياة الشارع المصري بحرفية واتقان شديد وقد ملأ بها التليفزيون بأعماله الفنية وشخصياته الرائعة التي خلدت كثيرا من النجوم الذين قاموا بأدائها ومعظمها طبعا في شهر رمضان (الشهد والدموع زيزينيا أرابيسك المصراوية امرأة من زمن الحب) (يحيي الفخراني صفية العمري صلاح السعدني هدي سلطان.. إلخ) حتي أصبحت أعماله جزءا لا يتجزأ من طقوس الشهر للأسرة المصرية التي تتجمع حول اسم مؤلف المسلسل مثلما تتجمع حول مائدة الافطار!! وقد حرص أسامة دائما علي سرد هموم وأحوال الوطن بدقة شديدة مثلما ظهر في آخر أعماله »المصراوية« الذي عرض في رمضان 0102 واختتم به نجم شباك الدراما التليفزيونية مشواره الفني الكبير.. ولكن التاريخ سيذكر دائما.. ان أسامة أنور عكاشة.. هو دائما نجم الشباك.. هو »الملك« الذي توجته الجماهير علي عرش مسلسلات رمضان!!