أعلن الاتحاد البرلماني الدولي برئاسة صابر تشودري رسميا عودة مصر الي عضوية الاتحاد خلال اول اجتماعاته ، وذلك خلال أعمال مؤتمر الجمعية العامة للاتحاد البرلماني الدولي، والمقام في دولة زامبيا بمشاركة الوفد المصري برئاسة الدكتور علي عبد العال رئيس مجلس النواب . يضم الوفد في عضويته المستشار أحمد سعد الدين الامين العام لمجلس النواب و النواب علي المصيلحي و محمد العرابي و مصطفي الجندي و مارجريت عازر و طارق الخولي و جهاد عامر و احمد بدوي و رانيا علواني. استهل الدكتور علي عبد العال كلمته بتوجيه الشكر إلي اعضاء برلمان زامبيا علي الجهد الكبير الذي بذلوه لإخراج أعمال الجمعية بالشكل اللائق، و علي حسن الاستقبال وكرم الضيافة . واضاف عبد العال « يشرفني أن أحضر استعادة مقعد مصر التاريخيِ الذي يقارب المائة عام في الاتحاد البرلماني الدولي، ليستعيد البرلمان المصري دوره التاريخي المعهود في مجال الدبلوماسية البرلمانية. وقال عبد العال إن مصر تستأنف عضويتها في الاتحاد البرلماني الدولي ببرلمان شاب فتي يمثل اطياف المجتمع المصري كافة، بتشكيلة لم تشهدها الحياة التشريعية المصرية ذات المائة والخمسين عامًا ، مشيرا الي أن مصر لم تكن بعيدة عن الاهتمام العالمي بشأن مشاركة الشباب في العملية السياسية، التي تأكدت أهميتها بعد ثورتين شعبيتين كان للشباب المصري دور واضح فيهما، وعكستا الحاجة الملحة إلي ضرورة إدماج الشباب في الحياة السياسية. مشيراً الي أن عمل الدستور المصري الصادر في 2014 علي تعزيز مشاركة الشباب في الحياة السياسية جاء انعكاسًا لهذا التوجه، كما تعددت المبادرات التي تهدف إلي تمكين الشباب اقتصاديًا وسياسيًا ، وكانت محصلة ذلك كله أن ارتفع تمثيل الشباب في مجلس النواب المصري إلي أعداد غير مسبوقة في تاريخ الحياة النيابية المصرية، فلأول مرة في تاريخ الحياة البرلمانية المصرية يشكل الشباب 26 % من البرلمان المصري، ليصل عددهم إلي 160 برلمانياً شاباً وشابة عازمين علي بناء دولة القانون وعلي ضمان دورهم في بناء مستقبلهم. وتابع عبد العال : افتخر بأن يضم هذا البرلمان اكبر نسبة مشاركة تاريخية للمرأة المصرية، التي ارتفعت من واحد بالمائة في برلمان 2012 الأخير، إلي أكثر من 16 % ، وتعتزم القيادة المصرية والبرلمان والحكومة بصدق علي تمكين المرأة المصرية سياسيا واقتصاديا بشكل مؤسسي وتشريعي. وقال عبد العال : إنني كأستاذ أمضي كل حياته في خدمة وتدريس القانون الدستوري، أدرك جيدا أن تحصين الوطن وضمان مستقبله لا يتم إلا ببناء دولة القانون، وبسيادة القانون، وبحماية حقوق المواطنين، وأدرك تماما أن الطريق مازال طويلا، ومازال صعبا، ويزيد من صعوبته الظرف الإقليمي الذي تمر به المنطقة، الذي يستهدف هدم أركان الدولة، وتشريد مواطنيها، وتحويلهم إلي لاجئين، وطمس حضارة سبق أن أنارت العالم، وإحلال الإرهاب بدلا من السلام. واوضح رئيس مجلس النواب أن لمصر ريادة سباقة للسلام في الشرق الأوسط ، منذ أربعة عقود بشجاعة وبقوة لتحقيق السلام ، مؤكدا أن الشرق الأوسط لن ينعم بأي سلام دون حل عادل للقضية الفلسطينية، التي هي لب الصراع، وهي العمق التاريخي لأزمات المنطقة، فلا مناص من التفاوض، ولا مستقبل لأي دولة كانت إلا بالسلام. أكد عبد العال أن مكافحة الإرهاب والوقاية من التطرف هي الحرب التي تتعرض إليها مصر، ودول المنطقة والعالم، وهو ما أصدرت علي أثره كافة المؤسسات الدولية ومن بينها الأممالمتحدة والاتحاد البرلماني الدولي العديد من القرارات الدولية ، ورغم ذلك فالإرهاب في ازدياد، وفي انتشار، مشيرا الي أن الوقت قد حان لتحويل الكلمات إلي أفعال كما أعلن الاتحاد البرلماني في هانوي في أبريل 2015، فمكافحة الإرهاب الحقيقية لن تتم إلا بالاصطفاف الدولي الجاد، وبالتنسيق بين السلطات التنفيذية والتشريعية وطنياً ودولياً. وقال عبد العال إن الاتحاد البرلماني الدولي قد قدم للعالم مع تأسيسه في 1889 مفهوم الدبلوماسية البرلمانية، التي هي أوسع بكثير وأكثر حرية من الدبلوماسية الحكومية، فالدبلوماسية البرلمانية يمكنها أن تعبر بقوة وببساطة عن رأيها في كافة المواقف الدولية، داعين الاتحاد البرلماني الدولي وأعضاءه للاستثمار في تلك الدبلوماسية في دعم فرص السلام، وفي خلق قنوات مفتوحة ودائمة للحوار بين أعضائه.