أمام قبر الحبيب المصطفي وقفت صامتا لفترة، لاأدري ماذا أقول؟ لاأدري هل سيقبل المصطفي سلامي له.. أم أنه سيرفض هذه المرة؟.. وقفت وكلي خجل لأني واحد من أبناء مصر التي أوصي عليها الحبيب المصطفي.. ولكن بعض أهلها لم يدركوا معني الوصية حتي الآن.. وقفت أمام قبره.. وشعرت وكأنه »صلي الله عليه وسلم « .. يقف أمامه غاضبا مما نفعله نحن المصريون بديننا وبأخلاقنا وبأنفسنا وبوطننا.. شعرت وكأنه يقول لي: هل هانت عليكم أنفسكم أيها المصريون إلي هذه الدرجة؟ .. هل اختلطت عليكم الأمور حتي أصبحتم تحاربون وتقاتلون من يطالب بالحق وبتطبيق شرع الله الذي حاربت وتحملت كل المصاعب من أجل أن ينتشر في ربوع الدنيا.. وبعد أن تحقق الحلم.. جئتم أنتم لتحاولوا التنصل منه والركوع والحبو وراء من لا أخلاق لهم؟ لم أتحمل صدي ٍهذه الكلمات وخفضت رأسي خجلا أمام مقامه الشريف، ربما اعترافا بسوء مانفعله. في بلدنا.. صدقت يارسول الله.. لقد هانت مصر علي بعض المصريين.. فهان المصريون علي كل من دونهم.. إلا بعض الأشقاء الأحباء الذين يقدرون مصر وأهلها جيدا.. الذين يتمنون كل الخير لمصر وشعبها.. و يدعون لها كما يدعون لبلادهم.. تذكرت أحد هؤلاء الشرفاء الذين دعوا لمصر بأن يحفظها الله.. وهو الشيخ الجليل صلاح البدير إمام المسجد النبوي - متعه الله بوافر الصحة والعافية- الذي نتمتع جميعا بالصلاة خلفه - خاصة صلاة التراويح- في هذه البقعة الطاهرة من الأرض التي بها جزء من الجنة.. ولازالت كلماته التي دعا فيها إلي مصر بعد الثورة تتردد في أذني.. وكانت أجمل كلمات دعوت بها ٍلمصر أمام قبر الرسول صلي الله عليه وسلم: "اللهم اجعل مصر آمنة مطمئنة.. ساكنة مستقرة.. محفوظة مصونة.. عزيزة بعز الإسلام ياأرحم الراحمين. .اللهم احقن دماءهم وصن أعراضهم.. واحفظ أموالهم وأمنهم واستقرارهم ووحدتهم ياأرحم الراحمين.. اللهم اكشف الغُمة..وأطفئ جمرة الفتنة وشرارة الفوضي يارب العالمين.. اللهم اجعل لمصر من كل هم فرجا، ومن كل ضيق مخرجا، ومن كل بلاء عافية، اللهم أنت ملاذنا، وأنت عياذنا، وعليك اتكالنا، اللهم احفظ أهلنا في مصر من كل سوء ومكروه وفتنة.. ياكريم يارحيم.. ".. بهذه الكلمات الدافئة، أنهي الشيخ البدير دعاءه لمصر.. ولكن كلمات الدعاء الرقيقة المليئة بالمشاعر الرقيقة جعلتني لا أنسي الدعاء للدكتور محمد مرسي الذي جاءت به إرادة الله ليتحمل مسئولية هذا البلد في هذه الفترة الصعبة من تاريخ مصر: اللهم وفق رئيس مصر لما تحبه وترضاه.. اللهم وفقه في اختيار بطانته، اللهم اجعل مصر علي يديه سخاء رخاء.. وسائر بلاد المسلمين.. اللهم أنصره علي أعداء مصر وأعداء الدين.. اللهم ارفع راية الاسلام خفاقة علي يديه ووحد خلفه صفوف المصريين.. اللهم اجعل هذا الشهر الكريم شهر بركة علي سائر بلاد المسلمين.. قولوا معي أمين.. اللهم إني صائم أتحدي إذا سألت أحدا من المتظاهرين والمعتصمين في المنصة: لماذا تتمسك بوجود الإعلان الدستوري "المكبل" الذي صدر فجأة ليلة فوز الدكتور محمد مرسي بالرئاسة.. وماذا سيفيد مصر في هذه الظروف؟ سيرد عليك بعد تفكير عميق ويقول: إيه "؟؟؟" مع الإعتذار للفريق شفيق.. وبالمناسبة.. أنصار الفريق أحمد شفيق ينتظرون عودته الميمونة بعد أداء العمرة في دبي التي سافر لأدائها منذٍ حوالي شهر ولم يعد حتي الآن.. في المقابل فإن عشرات الملايين من المصريين يدعون له بإقامة سعيدة في الإمارات.. وينصحونه بأن يبقي لأداء فريضة الحج كمان، وفي دبي أيضا.. هذا الوزير إخواني قديم.. وهذا الوزير إخواني حالي.. وذاك الوزيرليس إخوانيا ولكنه متعاطف مع الإخوان، وأما هذا الوزير فملامحه إخوانية! هكذا صنفت "النخبة" المصرية الوزراء الجدد.. أتمني أن يدخل الوزراء الجدد المعركة الجديدة، بقلب حديد ليثبتوا أن رجال "الإخوان" - ٍأيا كانت ملامحهم- أرجل من "الإخوة" كارمازوف.. ربنا يكفينا شرهم..