يسرا شربات جذبتني لها منذ قرأت المشاهد الاولي للسيناريو كنت ابحث عن شيء جديد ومختلف.. اكثر شيء يغيظني ان اكرر شخصية او ان يعرض احدهم علي دور سبق وقدمت عملا مشابها له.. اكرم لي اقعد في البيت.. انا بطبيعتي احب التجديد لازم اقتنع واستمتع وأنا أؤدي الدور اعجبني في شربات انها بنت بلد جريئة.. تربي اخوتها وتتصدي لكل الازمات التي تواجههم طيبة جدا لكنها شرسة وقت اللزوم.. لا تنكر أصلها رغم صعودها الاجتماعي. لا مجال للمقارنة بينها وبين شخصية ناديه أنزحة التي قدمتها منذ سنوات، التشابه في انهما تنتميان لبيئة فقيرة كان من المفترض ان تقدم المسلسل في شهر رمضان الماضي لكن لم يكن قد اكتمل وكانت كل الظروف غير مواتية واتفقنا علي تأجيله لهذا العام والتأحيل.. جاء في صالح العمل تماما تستطيعين ان تقولي انني شربت الشخصية.،، عشتها اكثر. تفاعلت معها.. احببتها..كنت كلما قرأت مشهدا استغرقتني تفاصيله. عندما دارت الكاميرا كنت قد حفظتها.. بقيت انا وهي شخصا واحدا.. ليس معني ذلك انني لم اكن قلقة.. بالعكس.. كل نجاح وكل كلمة حلوة في صالح العمل والفنان تحمله مسئولية اكبر.. لدرجة اننا ضربنا الرقم القياسي في اعادة تصوير اول مشاهد المسلسل. حيث قمنا باعادته 24 مرة.. فقد كانت هناك تفاصيل عديدة نود ان نرسلها عبر هذا المشهد وكان المخرج خالد مرعي حريصا علي ان يظهر هذه التفاصيل ورغم انه يخوض اول تجربة في الدراما الا انه يمثل مفاجأة كبيرة في اهتمامه بالتفاصيل وحرصه علي كل لقطة واحساسه الكبير بالممثل وهو صاحب اسلوب مميز.. كما ان المسلسل تشارك في انتاجه ثلاث جهات وفرت له عناصر النجاح واستعانت بفريق كبير من الفنيين فمدير التصوير سامح سليم من أفضل مديري التصوير في السينما. بعيدا عن السياسة السيناريو هو نقطة الانطلاق وبداية التميز لاي عمل درامي وقد كتب تامر حبيب سيناريو شربات باسلوب جديد سعي من خلاله لان يكشف الجانب الخفي لدي كل شخصية فداخل كل انسان جانب آخر قد لا يعرفه اقرب الناس اليه. هذا الجانب لا يظهر الا في لحظات الضعف.. اراد تامر ان يكشف لحظات ضعف ابطاله جميعا.. والمسلسل بعيد تماما عن السياسة ولم نقم بتغيير اي شيء أو »حشر السياسة« فيه لتتماشي مع ما يجري في مجتمعنا.. ولم نسع للقفز علي الثورة بالعكس المسلسل بعيد تماما عن السياسة وانا لي وجهة نظر في ذلك.. فالناس ضاقت باحاديث السياسة في الشارع والبيت وبرامج التليفزيون لقد عشنا جميعا فترة عصيبة ومن حقنا ان نلتقط انفاسنا في هذا الشهر الكريم. لهذا قدمنا »شربات لوز« كمسلسل اجتماعي رومانسي »لايت كوميدي« يمنح قدرا من الامل ويرسم الابتسامة لكنه يحمل ايضا هموم المجتمع.. وقد حرصت ان اجسد »شربات« بكل ملامحها كما كتبها المؤلف حتي لحظات شرها وسلبيتها احيانا لانه لا توجد شخصيات مثالية في الواقع.. وأنا لا احب الشخصية »البيضاء« أو »الفلات« التي تحلق في السماء.. ولا يوجد بينها علاقة وبين البشر.. لابد ان تحمل ملامح مني ومنك ومن كل الناس.. يجد فيها المشاهد جزءا من مشاكله وهمومه وافراحه واحزانه وأحلامه. مفاجأة سمير لا أجري في اي عمل فني اقدمه وراء شخصيتي فقط بل انظر للعمل ككل والشخصيات الاخري لانه لا احد ينجح بمفرده واعتبر انني محظوظة بأن اعمل مع فريق عمل.. متناغم الفنان سمير غانم كان مفاجأة ان يوافق علي هذا الدور وكان المخرج خالد مرعي يبحث عن فنان له »كاريزما« ايضا الفنانة رجاء الجداوي تقدم دورا جديدا عليها وتامر هجرس الذي يمثل اضافة مهمة للعمل ثم الجيل الرائع من الموهوبين الشباب نسرين امين وريهام حجاج وامينة وشباب المسرحية الناجحة »قهوة سادة« محمد فراج ومحمد شاهين واحمد داود. منافسة زحام الشاشات بالاعمال الدرامية هذا العام وعودة النجوم الكبار لها اراه شيئا ايجابيا لانه يثري الشاشة ويمتع الجمهور.. الفنان عادل امام مثلا يعود للتليفزيون بعد 30 سنة والفنان محمود عبدالعزيز يعود بعد غياب سنوات طويلة ايضا منذ قدم محمود المصري وانا شخصيا انافس فنانة واحدة فقط هي يسرا.. وافرح لنجاح زملائي واتمني ان تستعيد الدراما المصرية مكانتها ولا أري ان الدراما التركية سرقت البساط من تحت اقدامنا.. فنحن لدينا نجوم وكتاب ومبدعون كبار وهؤلاء يمثلون ثورة مصر الحقيقية التي يجب ان نحافظ عليها. أما الدراما التركية فهي مختلفة تراهن علي الازياء والديكور والمناظر الطبيعية الخلابة والقصور التاريخية وهذا الاختلاف هو الذي ساعد علي نجاحها. حماية الابداع لا أخشي ان يحدث صدام بين الابداع وبعض اصحاب الاراء الدينية المتشددة.. لا يجب ان نخاف ونتخذ موقف الدفاع كلما تعرضنا للهجوم.. فمن واجبنا ان نحمي الابداع وندافع عنه وان يتضمن الدستور الجديد ضمانات واضحة لحرية الابداع ومرجعيتنا في ذلك وثيقة الازهر وانا شخصيا ضد خلط الدين بالسياسة والدين معاملة قبل اي شيء والله هو الذي سيحاسب الناس في النهاية.