وقبل نزول القرآن عرف المصري أن الله واحد واعتقد أن هذا هو ما يحفظ مصر دائماً من كل مكروه شكرا للجيش.. دفاع في الخارج واعمار في الداخل ليتني في عافية لأري كل هذا.. ليتني أستطيع أن أنهض وأشاهد ما يحدث في مصر الآن.. جيشنا العظيم يحمينا من أي عدو في الخارج. أما في الداخل فإنه يحمينا أيضا.. يحمينابالإعمار حيث يجد الشباب بيوت المستقبل ليعمروها بالأسر التي يبدأون بها حياتهم. ويتقدم الرئيس السيسي (ليقص الشريط) إيذانا بافتتاح المشروع العملاق أكثر من عشرة آلاف وحدة سكنية في سوهاج وغيرها في 6 أكتوبر وغيرها هنا وهناك وينقل التليفزيون صفوفا متراصة من عمارات جميلة ويفتتح السيسي المشروع بابتسامته الدائمة التي اطلقت عليها (ابتسامة الأمل) وينقشع اليأس ليفسح مكانا للأمل عند الشباب الذين وصلت فترة انتظار بعضهم للزواج لعدم الحصول علي شقة الي ثلاث وأربع سنوات!! ويفتتح المشروع العملاق باب الأمل في حياة جديدة لشبابنا الذين فقدوا الأمل وأصبحت علاقتهم كلها خطوبة ولكن الأهم من ذلك ان توجد أعمال للشباب في مواقع العمارات وان يوجد لكل مجموعة عمارات رزق لمن يسكنون بأن ننشئ أفرعا لمشاريعنا العملاقة بحيث لا يكون السكن وجد حلا والمواصلات عائق ولعل كثيرا من المصانع لدينا محتاجة لتوسعات فلننشئ افرعا لها ايضا في هذا المجتمع الجديد. ولعل الوزارات الخدمية التي تخدم المواطنين تفتح أفرعا لها هناك حتي تكون الحياة كاملة غير منقوصة وحتي لا يضيع اليوم كله في الذهاب الي الوزارات في الجيزة او القاهرة والعودة الي منازلهم. ولقد رأيت بكل سعادة مبني النادي الرياضي ولكن لم أر وحدة صحية علاجية ولا مستشفي وكأن المنطقة خاصة بالاصحاء دوما!! هذا المجتمع الجديد المتسع الجميل والذي وقف السيسي وقائد الجيش العظيم الفريق أول صدقي صبحي مع الرئيس السيسي في إحدي الشرفات ليروا منها المنظر الجميل لهذا المجتمع الجديد وليسعدوا بانجازهم العظيم. مهمة السكان الجدد وعلي السكان الجدد أن يحافظوا علي نظافة هذا المكان وان يكونوا منهم جمعيات لحفظ البيئة وان يكون لكل عمارة مجموعة من القاطنين وان يمثلها في الشارع او الحي واحد منهم تكون مسئوليتهم التأكد من حفظ الأمن والنظافة ومن البداية التأكد من وجود ملاعب وأماكن صحية للاطفال وان لا يتركوا في الشوارع ولابد من الاهتمام بالنوادي الفرعية حول البيوت وفي الاماكن الخالية بحيث يكون الاهالي متعاونين للاشراف علي الصغار ومدهم بأدوات الرياضة المختلفة. ان هذه البيوت الجميلة لابد ان يراعي فيها وجود مجتمع واع مترابط متجانس بحيث يكون الشكل يوافق المضمون وان لا يكون هناك انفصال بين هذا الشكل المتجانس البديع وبين مضمونه من البشر وليحاول سكان كل عمارة التعرف علي بعضهم البعض وعمل مجموعة تكون مسئولة عن الاجتماعات بحيث تكون كل شهر في شقة أحدهم وفي حالة الطوارئ يجتمعون في أي شقة من شقق العمارة حسب الحالة التي يكون عليها الاجتماع لعل هذا الواقع المعماري الرائع يدفع هؤلاء الاحباء اصحاب هذه الشقق ان يكونوا هذا المجتمع الراقي المتجانس المتعاون وتهاني لكل من له شقة في هذا المكان الصحي الجميل وأرجو أن يراعي فيه كما سبق ان قلت ان تكون اماكن العمل في وسط هذا المجتمع الجديد وعاشت مصر وعاش كل من يضيف جديدا لهذا البلد الطيب الجميل الذي وجد اسمه في القرآن والإنجيل. ماذا فعل الأولاد في إجازة نصف العام لعلنا لا ننتبه إلي تلك الطفلة التي تجيء في منتصف العام الدراسي وكنت حينما كان أولادي صغاراً ولم يكن الطقس في مصر بهذه البرودة كنت أقوم بعمل برنامج لعطلة منتصف العام فنذهب إلي المتاحف وإلي حديقة الحيوان وحديقة الأورمان وحتي لو كنا ذهبنا إليها من قبل فإن المتاحف يمكن التزود منها كل فترة ولأن الاطفال ينسون دائماً فكنت اذكر أولادي بهذه المتاحف وحينما كبروا واصبحوا بين العاشرة والثالثة عشر كنت أقوم بتدريبهم علي القيادة وأجعلهم يشرحون لنا ما في المتاحف والحديقة وألاحظ الان أن الاسر اصبحت النوادي هي ملجأهم الوحيد وهي أماكن فيها رياضات مختلفة والرياضة مهمة ولكن القراءة ثقافة هامة وهي غذاء العقل ورؤية المتاحف هي ثقافة العين والتي من المعروف أنها تلتصق بالعقل لهذا فإن ثقافة العين في الصغر هي نوع من الاختزان الذي يستدعيه الصغار ويستعمله في الكبر وكذلك زيارة الأهرامات مهمة جداً وأذكر أول مرة ذهبنا إلي الهرم وكان عمر أمل ابنتي 4 سنوات فسألت والدها: إيه ده؟ قال لها ده هرم قالت: - يعني إيه هرم قال لها - مقبرة حينما مات دفن فيها قالت - أنكل مين اللي مات قال لها وهو يضحك - انكل خوفو وظلت حتي كبرت تقول: - يالا نروح نزور انكل خوفو ولكن قرأت عنه وأحبته وكانت تحب ان تقرأ كل شيء عن تاريخ الأهرامات وحينما تخرجت في كلية الآداب قسم لغة انجليزية عملت بالصحافة وهي الان مدير تحرير مجلة آخر ساعة. وابنتي الثانية دنيا كانت ايضاً تحب المتاحف وخصوصا المتحف الزراعي ونجحت في الثانوية العامة وكان مجموعها 90٪ وكانت تقبل في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية ولكنها فضلت المعهد العالي للسينما ونجحت في امتحان القبول وكانت الأولي في التحريري علي الف متقدم ومتقدمة والاولي في الشفهي علي مائة وهي الآن ماشاء الله تقوم بعمل الدكتوراه لتأخذ درجة الاستاذة ادعوا لها معي بالتوفيق. أما أحمد اصغر أولادي منذ تخرج من معهد السياحة والفنادق لأنه غاوي سيارات مثل جيله كله وقد استطاع ان يغير سيارته أكثر من مرة من سيارة مكشوفة إلي سيارة مغلقة الي سيارة سبق واشترك في أكثر من سباق للسيارات ونال أكثر من كأس وهو الآن يستطيع ان يعرف ما في أي سيارة من مجرد صوت (الموتور) وليس أحمد وحده بهذه الخبرة فإن المصريين لديهم المقدرة علي الاحتفاظ والتقاط الخبرات لأن المصري في تاريخه وجيناته دائماً باحث ابتداء من الزراعة حتي الصناعة وصولا لأعلي درجات الفكر وهو التوحيد وارجعوا إلي اخناتون أبو الموحدين والذي قلت عنه من قبل أنه نبي تبعاً للقرآن الكريم الذي يقول الله تعالي فيه (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِّن قَبْلِكَ مِنْهُم مَّن قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُم مَّن لَّمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ)لأنه ترك الآلهة كلها في الغرب وانتقل إلي الشرق منذ أربعة آلاف عام وقال (أن إلاله واحد) بعد أن تعددت آلهة المصريين القدماء في الغرب وأنا أكرر هذه المعلومة دائماً حتي أعيد الثقة فينا نحن المصريين حيث لم يكن العالم يعرف شيئا عن الآلهة وقبل نزول القرآن عرف المصري أن الله واحد واعتقد أن هذا هو ما يحفظ مصر دائماً من كل مكروه وأنا أردد دائماً أن مصر قادمة وأنها عظيمة وكل عظيم يقع ثم يقف والقدرة علي الوقوف ثانياً أعظم بكثير عن الذي يظل واقفاً حتي يتعب ويقع وقعة واحدة لا يقوم منها مثل بعض الدول والعياذ بالله! مصر محروسة بالقرآن الكريم وأهلها العظماء مصر مثل النيل موجود دائماً يرتفع في الفيضان وينخفض حين يغيض ولكنه موجود ويروي الزرع كذلك المصري موجود دائماً ولا يقع ولكنه ربما يتعب مثل النيل تماماً ولكنه لا يقع وإذا وقع وقف ثانياً وبكل قدراته ومصر مثل الهرم ربما تهدم جزء منه ولكنه موجود ويملأ الدنيا وجوداً ولا يختفي ابداً. وهكذا مصر حتي لو تعبت اقتصادياً فهي واقفة ومرفوعة الرأس تاريخياً والتاريخ ليس سهلاً فالدول التي لها تاريخ تعيش عليه ويدفعها دائماً للاستمرارية ولذلك يعتز البشر بتاريخهم. ومصر العمال مثل مصر الهرم تماماً فالعامل المصري كما يقولون (إيده تتلف في حرير) وحاولوا أن تراقبوا عجلاتي أو ميكانيكي سيارات سوف تدركون هذه الايدي تتلف في حرير وقد قال لي أحد سفراء الدول الكبري وكان يعمل في مصر أنه كانت لديه متعة في تأمل العمال المصريين وكان يذهب مع أحد موظفي السفارة من المصريين إلي أماكن تجمع العمال ليشاهد كيف يتعامل العامل مع السيارة المعطلة أو مع الموتور الذي فقد صلاحيته وكيف يتعامل بذكاء وبإبداع شخصي ويعيد للسيارة صحتها ويعيد للموتور قدرته علي العمل وكيف أنه لم يشاهد ذلك في أي بلد في العالم عمل فيه سوي في مصر فقلت له. - يا سعادة السفير ان للمصري تاريخا ويستدعي تاريخه من جيناته ولا يعرف المستحيل. الحمد لله أنني مصرية ولو اني لا أملك لنفسي مثل هؤلاء المصريين العظماء من أول العمال وصولاً إلي السيسي العامل السياسي البالغ المقدرة علي كسب احترام المواطنين واحترام العالم أبقاه الله لمصر وحافظ الله له علي مصريته الضاربة في التاريخ. في الشارع المصري والشارع المصري هو مصر بكل جمالها وعيوبها والفوضي الخلاقة فيها ولكن الفوضي في الشارع المصري نحن الذين نقوم بتدعيمها واستمرارها مثلاً عبور الشارع أثناء اشارة المرور الخضراء الخاصة بالسيارات مزاج عند كثير من المصريين وقد شاهدت مجموعة من الشباب يتسابقون في عبور الشارع أثناء مرور السيارات والباقي يصفقون له من الناحية الأخري وحينما حاورتهم في هذا الخطأ قالوا لي: لدي لعبة يا ماما نعم بنلعبها من زمان.. دي لعبة القدرة علي العبور دون عمل حوارات وتعجبت لهؤلاء الشباب كيف يقننون الخطأ بهذه الطريقة العجيبة ويجعلون أنهم يختبرون قدراتهم وهناك اشكال كثيرة لاختبار القدرات أسهلها النجاح في الامتحانات فلماذا اللجوء إلي هذه الطريقة في اختبار القدرات والتي يمكن ان يفقد فيها أحد أدح أعضائه؟ طبعاً هذه أشياء وليدة الفراغ ولأن الرياضة في مصر ليست أساسية وكثيراً في المدارس ما يأخذون حصة الألعاب الرياضية لدروس الجبر أو الهندسة أو حصة القواعد في العربي مع أن لياقة الجسم لها نفس أهمية لياقة العقل ان لم تكن أهم لأن عندنا مقولة هامة وهي «العقل السليم في الجسم السليم» ولكننا كثيراً لا ننظر إلي تلك المقولات العظيمة والتي لو وضعناها نصب أعيننا لكانت حصة الألعاب الرياضية مثلها مثل حصة الحساب بل أهم ولكن كلمة ألعاب ليست تعني لدينا الرياضة البدنية إنها تعني اللعب مجرد اللعب. وأنا لو بإيدي جداول المدارس لجعلت حصة الرياضة البدنية ثلاث مرات في الاسبوع ولجعلت فصل الألعاب الذي كان لدينا قديما بما فيه من أدوات لجعلته إجباريا في كل مدرسة ان اللياقة ضاعت في براثين الحساب واللغات مع عدد الأطفال في الفصل الذي أصبح عائقا في وصول العلم إلي عقول الصغار وعائقا كما كتبت من قبل علي قدرات المدرس في توصيل المعلومة لخمسة وستين طفلاً وأحياناً سبعين وثمانين مهما كانت قدرات المعلم ومهما كاد أن يكون رسولا فالرسول صلي الله عليه وسلم لم يكن يجلس مع أعداد كبيرة لهذا كان صلوات الله عليه وسلم جيد التوصيل عدا طبعاً الخطب الهامة في المسجد والتي كان يجمع بالمنادي يقول: الصلاة قائمة الصلاة جامعة حتي يجتمع الناس في غير أوقات الصلاة لإعلان غزوة من الغزوات أو إعلان خطر يلوح في الأفق من أعداء الإسلام. رحمة من الله واسعة لرسولنا الكريم الذي أوصل لنا الدين القيم العظيم والذي يحمينا من فساد الحياة وقسوتها.