جاءت زيارة الرئيس حسني مبارك الاخيرة لفرنسا في توقيت مهم حيث تزامنت مع منعطف كبير في ملف مباحثات السلام التي توقفت منذ عام 8002.. بالاضافة الي حرص الرئيس مبارك علي ان يضع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في الصورة بشأن التطورات الاخيرة في الجهود التي بذلتها مصر مع اطراف عديدة لتهدئة الاجواء من اجل استئناف المفاوضات. لذلك حرص الرئيس مبارك علي الالتقاء بالرئيس الفرنسي قبل توجهه الي واشنطن حتي يعطي قيمة اكبر للاتحاد من اجل المتوسط في العملية السلمية وحتي يكون هذا الكيان متواجدا في اطلاق المباحثات المباشرة خاصة مع عدم وجود اي تمثيل اوروبي في مفاوضات واشنطن وفي نفس الوقت كان من الضروري الاتفاق مع الرئيس ساركوزي باعتباره شريكا لمبارك في رئاسة الاتحاد من اجل المتوسط. وقد جاءت الزيارة السريعة للرئيس مبارك لفرنسا بعد ان بذلت مصر قصاري جهدها لاحلال سلام عادل وشامل طال انتظاره في الشرق الاوسط لانه مطلب عاجل وحيوي ولايتحمل اي تأجيل او فشل وهو ما اكده الرئيس مبارك في تصريحاته الاخيرة، وكان الرئيسان مبارك وساركوزي قد دعيا دائما الي استئناف المفاوضات رغم أما اثير من تساؤلات وشكوك حول جدوي هذه المفاوضات خاصة انها لا تبدأ من الفراغ او من منطقة الصفر انما بدأت منذ 91 عاما في اوسلو ومرت بمراحل عديدة. وقد تناولت محادثات الرئيسين مبارك وساركوزي مجمل الوضع الاقليمي في الشرق الاوسط بصفة عامة حيث ان التغيرات متلاحقة ويومية. كما تناولت القمة المصرية- الفرنسية الدور الذي سيقوم به الاتحاد من اجل المتوسط في المرحلة القادمة والاعداد لقمة الاتحاد من اجل المتوسط الذي ستستضيفه اسبانيا في شهر نوفمبر القادم. ومن هنا ايضا جاءت اهمية زيارة الرئيس حسني مبارك الاخيرة الي باريس حتي يكون لقمة برشلونة القادمة دور فعال في جهود السلام وتقديم العون للعمل السياسي الذي يستهدف انهاء الصراع الفلسطيني- الاسرائيلي واعادة السلام والاستقرار الي منطقة الشرق الاوسط.