أن يلزم الرئيس محمد مرسي نفسه بحل عدة مشاكل خلال مائة يوم، أمر صعب جدا، بل إنني سأتحدث عن مشكلة واحدة، لو تم حلها لحقق الرئيس حلمنا جميعا وهي مشكلة المرور . لقد أصبحت هذه المشكلة عنصرا منغصا في حياتنا . أضرت بالاستثمار وما زالت تهدده . فالمستثمرون لا يقبلون علي الاستثمار في مصر بالحجم الذي يتناسب مع إمكانياتها وذلك بسبب المرور، بعضهم يعود إلي مطار القاهرة من شارع صلاح سالم بعدما يري ما هو شارع صلاح سالم ! . لقد أصبحنا نعيش مثل السردين، محشورين في مساحات ضيقة، لكن هذه المساحات يمكن أن تستوعبنا لو أننا استغللناها بشكل معقول . وحل مشكلة المرور يكمن في عدة نقاط، منها أن قادة المرور من أصغر ضابط إلي أكبر رتبة تصرف لهم حوافز بنسب علي تحصيل المخالفات وبالتالي فمن مصلحة هؤلاء أن تستمر الفوضي في شوارع القاهرة تحديدا حتي يستمر الصرف وإلا فما الذي يمنعهم من ضبط المرور في الشوارع ؟ ولو أخذنا شهر رمضان مثالا علي هذا الضبط لوجدنا أنهم قادرون بسهولة علي تسييل حركة المرور والدليل سيكون بعد أيام قليلة، فمن غير المعقول أن يتغاضي الريس مرسي في أول رمضان له عن ضبط المرور . الأمر الثاني يرتبط بوضع كاميرات في إشارات المرور وفي التقاطعات، فكل دول العالم تقريبا لم تعد شعوبها تعرف معني كلمة رجل مرور فكل شئ يسير بيسر وسهولة لأن الكاميرات تقوم بالواجب وعندما ينتهك أحدهم قواعد المرور ويخالف القانون فإن الشرطة الراكبة تظهر من تحت الأرض لكي ترصد المخالفة وتعاقب مرتكبها، لذلك تجد المواطنين في تلك الدول يمشون علي الصراط المستقيم ولا يجرؤ أحدهم إلا جبرا أن يخالف المرور . بجانب الكاميرات لابد من التوسع في استخدام كلابشات السيارات لمنع الانتظار في الأماكن الممنوعة وتفريغ الشوارع من الزحام فالمواطن المصري مثله مثل أي بشر في العالم لا يرتدع إلا بقوة القانون وبالعقوبات . الأمر الآخر مصيبة الميكروباص .فهذا المرض الذي ضرب ويضرب وسيزيد في ضرب مصر لابد له من حل وإلا فهو مرض خطير لابد أن ينهي حياة المريض . لعن الله علي من أشار بوجود هذا المرض والذي اعتقد المسئولون وقتها أنه الحل السحري لمشكلة المواصلات . لقد صرنا كمواطنين في حالة من الذعر عندما نضطر إلي النزول للشارع، فلا أمان والتعامل مع سائقي الميكروباص قطعة من العذاب فهم لا يراعون نظاما أو قوانين ولا يتركون للمواطن المشاة أي فرصة للسير أو التنزه فهم يحتلون الشوارع " ويركنون " سياراتهم بالعرض أو بالطول أو بأي وسيلة يرون أنها حقهم .لقد أصبح الميكروباص من أبرز سلبيات مصر وهو دلالة رديئة علي نوع الحياة الذي نعيشه . بجانب كل ذلك نجد صالات الأفراح التي أصبح روادها يسدون الشوارع ويربكون المخارج والمداخل المحيطة المصيبة تكون أعظم في حالة وجود أكثر من صالة للأفراح فعدد السيارات يتضاعف وتزيد المشاكل . والأسوأ أن هناك أفراحا تقام في مراكب بالنيل وهو ما يسد الكورنيش ذاته والذي يعد محورا أساسيا للمرور ولا نعرف من المحترم الذي وافق علي أن تقام الأفراح في المراكب ومن الذي وافق علي أن تكون صالات الأفراح في العمارات . كل ذلك يدل علي ما نعانيه من مشاكل ترتبط بالمرور وهو ما يزيده وجود تفش للباعة الجائلين الذين احتلوا الشوارع وتوسعوا في فرشهم لدرجة أن بعضهم يقيم وأسرته في الشارع وينشئ محلا أو أكثر ناهيك عمن يفرض علي المارة أو الجلوس علي الكورنيش إتاوة بأن يشتري الحاجة الساقعة أو ثمن ركن السيارة . هل يستطيع الدكتور مرسي أن يحل كل ذلك في 100 يوم ؟ أتمني من كل قلبي .