ليس أدل علي ذلك من الترشيح الأحمق والمستفز للجنة القصة بالمجلس الأعلي للثقافة وبإجماع آراء أعضائه لسيد القمني وإسلام بحيري لنيل جائزة الملك فيصل لخدمة الإسلام! أزمة مفتعلة.. تطفو علي الساحة بين الحين والآخر بين بعض النخبة والمثقفين.. وبين الأزهر الشريف.. وكأن هناك حالة تربص متعمدة من قبل هؤلاء المثقفين بمؤسسة الأزهر لا أعرف لها سببا علي الإطلاق.. ولم تقنعني مطلقا علي مدار السنوات الماضية حجج وأسباب المهاجمين للأزهر من النخبة من انه يقف حجر عثرة ضد حرية الإبداع والتطور الفكري.. وتصوير مؤسسة الأزهر وكأنها تجر المجتمع لعصور الظلام والتخلف والاضمحلال الفكري- هكذا تعبيراتهم-.. وهي عبارات جوفاء يخفي بها المتربصون بالمؤسسة الدينية الأهم في العالم.. بل إن هؤلاء يناقضون أنفسهم ويتخلون بفجاجة بل وفجور عن المبادئ التي يقولون إنهم يدعون إليها من حرية الرأي والتعبير والفكر.. ويسحبون هذا الحق من أزهرنا الشريف إذا ما كان له موقف مخالف لآرائهم أو متحفظ علي إنتاجهم الفكري. بداية أؤكد إيماني الكامل أن الأزهر الشريف ليس فوق النقد والإنتقاد طالما جاء موضوعيا ومجردا.. بل إن هذا النقد الموضوعي في رأيي يضع مؤسستنا الدينية الأهم علي الطريق الصحيح للتطوير والتحديث.. كما أن الأزهر وكما هو معروف عنه في العالم أجمع أنه قلعة الوسطية السماحة التي يتصف بها ديننا وتغيب عن كثير من المنتسبين اليه.. ومن حق الأزهر الشريف بكل تأكيد بل ومن واجبه ان يدافع عن الإسلام بكل ما أوتي من قوة فهو تاريخ حافل من العلم والدراسات والأبحاث الفقهية والشرعية وفي مختلف النواحي الدينية.. يخوض تلك المعركة في الدفاع عن صحيح الدين متسلحا بوسطيته واعتداله.. وليس من حق أي إنسان كائنا من كان أن يسلب الأزهر حقه الأصيل في الدفاع عن الدين ليس في مصر فقط إنما بكل بقاع العالم. وخلال تاريخنا المعاصر.. لم نسمع ان الأزهر قد سلك مسلك الغلو والتطرف في رفضه محاربة الإسلام والتشكيك في صحيحه والنيل من مشايخه وأئمته.. بل إنني شخصيا هنا وفي نفس المكان هاجمت الأزهر ومشايخه في تباطئهم في الدفاع عن الدين وتهاونهم مع المهاجمين. إذن أين تكمن المشكلة؟.. في رأيي المتواضع أن المشكلة هو أن عددا ليس قليلا من النخبة والمثقفين والأدباء يريدون هدم مؤسسة الأزهر هدما.. والتشكيك في مناهجه ورموزه.. وتجريده من دوره الأهم في الدفاع عن الدين.. أما لماذا هذا الموقف فليس عندي إجابة علي الإطلاق.. ولن أنجرف إلي الطريق الذي سلكه هؤلاء المثقفون من إلقاء التهم جزافا علي المشايخ وأتهمه بمعاداة الإسلام ومحاربته ومحاولة هدم ثوابته رغم أنها تهمة يسهل توجيهها لهؤلاء ومعطيات وأسباب التهمة سهلة ومنطقية.. لكن أريد فقط تفسيرا لهذا التربص من قبل مثقفينا بالأزهر ومحاولة التحرش بمشايخه منذ سنوات؟.. ولماذا لم نسمع عن مثل تلك المناوشات والاحتكاكات ومحاولة التربص بالأزهر الا في العقد أو العقدين الماضيين ؟ حتي إن هؤلاء لا يتركون مناسبة أو دون مناسبة الا وأظهروا موقفهم ضد الأزهر ومحاولة استفزاز مشايخه.. وليس أدل علي ذلك من الترشيح الأحمق والمستفز للجنة القصة بالمجلس الأعلي للثقافة وبإجماع آراء أعضائه من رموز الفكر والأدب في مصر لكل من سيد القمني وإسلام بحيري لنيل جائزة الملك فيصل لخدمة الإسلام! أي استفزاز أكثر من هذا.. وأي ثقافة وتحرر وفكر يمثله هؤلاء.. الا يدرون أنهم بموقفهم هذا يسخرون أولا من كل المصريين مسلمين وغير مسلمين.. وأرادوا ان يصدروا سخريتهم واستهزاءهم هذا للأشقاء من الدول السلامية بمجلس إدارة الجائزة. لا اجد في النهاية ما أقوله لهؤلاء سوي «عيب».. رحم الله قمم ثقافتنا وأدبنا من العالمي نجيب محفوظ إلي أستاذي جمال الغيطاني.. ولا عزاء لكل فكر متقزم سطحي.