صباح أمس كنت ضيفا مع المذيعة المتألقة رشا مجدي في قناة صدي البلد في برنامج صباح البلد وتطرق الحوار إلي الكثير من القضايا التي تشغل الرأي العام المصري والعربي والعالمي.. سألتني الزميلة عن حالة التلاسن التي فجرتها مواقع التواصل الاجتماعي السودانية عن تعذيب أحد الأشقاء السودانيين في مصر والتي كان من تبعاتها قيام البرلمان السوداني بمناقشة الأمر ومخاطبة وزارة الخارجية المصرية.. لم يتم تعذيب أي مواطن سوداني في مصر وهناك أكثر من مليون سوداني يعيشون مع المصريين دون أي تفرقة وهم يشعرون بذلك وأنهم في بلدهم الثاني.. إننا نشأنا في مصر والسودان علي حقيقة راسخة بأن مصر والسودان بلد واحد يربطهما وادي النيل برباط مقدس إلا أنه في الأونة الأخيرة قوي إقليمية ودولية تحاول الوقيعة بين البلدين بالعبث في عدد من الملفات التي قتلت بحثا لإحياء مشاعر الشقاق بين البلدين الشقيقين.. وتزامن ذلك مع قضية سد النهضة التي يبدو أن هناك من يعرقل مفاوضاتها لإحداث توتر مقصود بين مصر وأثيوبيا بعد وصول اللجنة الثلاثية إلي اتفاق حتي الآن في الوقت الذي تقوم فيه إثيوبيا ببناء السد بشكل متسارع للغاية.. وتساءلت الزميلة رشا مجدي أليس من الغريب أن مواقع التواصل الاجتماعي السودانية هي التي فجرت هذه الأزمة وتبناها الجانب السوداني ؟ قلت هذه الأزمة « ملهاش لازمة « من الأساس وتؤكد الاستغلال السيء لمواقع التواصل الاجتماعي وليت شبابنا يدركون أهمية سلاح هذه المواقع التي يجيدونها ويحفظونها عن ظهر قلب في الدفاع عن مصر في الداخل والخارج بدلا من الاستخدام السيء لها.. وتساءلت لماذا صعدت السلطات السودانية تلك الأزمة رغم أنها تلقت ردودا رسمية من وزارة الداخلية المصرية التي نفت حدوث تعذيب أو إساءة لمواطن سوداني داخل قسم شرطة عابدين وتلقت تأكيدا من وزارة الخارجية أن الأشقاء السودانيين في مصر لهم وضعية خاصة ويعيشون كالمصريين تماما؟.. هل هناك من يريد الوقيعة بين مصر والسودان باستدعاء قضايا تم حسمها منذ زمن بعيد وهي الخاصة بحلايب وشلاتين ؟. أعتقد أن الشعب السوداني لا يرضي بهذا التصعيد الإعلامي الذي أخذ منحي تحريضيا واضحا، واستغلال حادث مصرع خمسة سودانيين في صحراء سيناء كانوا في طريقهم إلي إسرائيل، ضمن عملية هجرة غير شرعية، ترعاها عصابات لتهريب أفارقة عبر سيناء تبادلت الرصاص مع أجهزة الأمن.. والمثير أن التصعيد السوداني وصل إلي درجة إثارته في البرلمان هناك حيث تسابق النواب في الحديث سلبا عن مصر.. إنني أطالب الأشقاء في السودان بأن يدركوا أن مصر هي الشقيقة الكبري وأن الشعبين شعب واحد وعليهم ألا يلتفتوا إلي أي محاولات للوقيعة بين الأشقاء حتي لا يشمت الاعداء.. وعاشت وحدة وادي النيل.