سعت تركيا أمس إلي تهدئة التوتر مع روسيا بعد اسقاطها مقاتلة روسية أمس الاول في حادث يثير المخاوف من تصعيد عسكري خطير في المنطقة، الا ان موسكو اكدت ان الحادث لن يمر دون رد وأرسلت منظومة صواريخ «اس 400» إلي قاعدتها الجوية «حميميم» في اللاذقية المعقل البارز لنظام الرئيس السوري بشار الاسد وذلك استكمالا للتدابير التي أعلنتها هيئة أركان القوات الروسية امس الاول ومنها إرسال «قاتل حاملات الطائرات» الطراد «موسكوفا» التابع للأسطول الروسي والمجهز بمضادات ارضية. وفي إطار المحاولات التركية لاحتواء تداعيات الأزمة الخطيرة، اكد الرئيس التركي رجب طيب اردوغان ان بلاده تريد تجنب اي «تصعيد» مع موسكو. وقال امام منتدي دول اسلامية في اسطنبول «ليس لدينا علي الاطلاق اية نية في تصعيد هذه القضية» مضيفا «نحن نقوم فقط بالدفاع عن أمننا وحق شعبنا». وأعلن اصابة مواطنين تركيين من جراء حطام الطائرة التي قال انها سقطت علي الجانب التركي من الحدود. من جهته، قال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو إن بلاده ستبقي قنوات الاتصال مع الروس مفتوحة مضيفا انه لا يمكن لأحد إضفاء الشرعية علي مهاجمة التركمان في سوريا بحجة قتال تنظيم «داعش». في المقابل، اعلن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إن موسكو لا يمكن أن تترك حادثة إسقاط المقاتلة الروسية دون أن ترد، لكنه أشار إلي أن بلاده لن تشن حربا علي تركيا. وقال في مؤتمر صحفي «لن نعلن الحرب علي تركيا، ان علاقاتنا مع الشعب التركي لم تتغير» لكنه اضاف ان روسيا «ستجري اعادة تقييم جدية» للعلاقات الروسية-التركية. واعتبر اسقاط المقاتلة الروسية «استفزاز متعمد» من انقرة. وقال «لدينا شكوك جدية حول ما اذا كان هذا عملا عفويا، انه اقرب ما يكون إلي استفزاز متعمد» مضيفا انه اجري مكالمة هاتفية مع نظيره التركي مولود جاويش اوغلو. واعلن ان بلاده تدعم اقتراحا للرئيس الفرنسي فرنسوا اولاند بإغلاق الحدود التركية-السورية بهدف «وقف تدفق المقاتلين» الجهاديين. وكرر لافروف ما قاله الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن إسقاط المقاتلة تم «بعد أن قصفت طائراتنا تجارة النفط غير الشرعية لتنظيم داعش». وأكد أن اجتماع حلف شمال الأطلنطي (الناتو) لم يتقدم بأي اعتذار أو تعزية بسقوط المقاتلة الروسية، مؤكدا ان المقاتلة لم تنتهك الأجواء، وان تركيا أسقطتها داخل الأجواء السورية. واكدت ماريا زاخاروفا المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية إن لافروف لم يقبل لقاء نظيره التركي. وكان متحدث باسم وزارة الخارجية التركية قد اعلن أن وزير الخارجية مولود تشاووش أوغلو قد اتفق مع لافروف علي الاجتماع خلال الأيام المقبلة. في الوقت نفسه اعلن وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو ان روسيا ستنشر انظمة الدفاع الصاروخية «اس-400» مضادة للصواريخ في قاعدة «حميميم» الجوية في سوريا وذلك استكمالا للتدابير التي اعلنت عنها هيئة اركان القوات الروسية امس الاول ومنها ارسال الطراد «موسكوفا» التابع للاسطول الروسي والمجهز بمضادات ارضية وتخصيص مطاردات لمواكبة طلعات القاذفات الروسية من الان فصاعدا. ومن جانب اخر، اكد شويجو ان الطيار الثاني للطائرة «سوخوي-24» الروسية التي اسقطتها تركيا امس الاول تم انقاذه خلال عملية خاصة مشتركة للقوات السورية والروسية. وأوضح ان العملية كانت ناجحة وان الطيار عاد إلي قاعدتنا» حميميم» في سوريا. من جانبه، اوصي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مواطنيه بعدم زيارة تركيا، احدي المقاصد السياحية للروس. وقال انه اجراء ضروري ووزارة الخارجية احسنت بتحذير مواطنينا من مخاطر زيارة تركيا. واكدت مصادر روسية ان موسكو قررت ارسال طائرة خاصة إلي تركيا لإجلاء رعاياها. واكد المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف ان روسيا ستواصل ضرباتها الجوية ضد اهداف لداعش في سوريا قرب الحدود التركية. علي صعيد اخر، أبدت ألمانيا قلقها إزاء اسقاط تركيا المقاتلة الروسية قرب الحدود مع سوريا وحثت موسكو وأنقرة علي بذل قصاري جهدهما لتفادي مزيد من تصعيد التوترات بينهما.