وصل سعر الصوت قبل لحظات من غلق أبواب اللجان بدائرتي السلام والمرج لأعلي ثمن خلال اليوم الثاني والأخير للتصويت في الجولة الثانية للانتخابات البرلمانية، وأكد عدد من مندوبي المرشحين أمام اللجان أنهم سيتقدمون بشكاوي للجنة العليا ضد مرشحين آخرين ارتكبوا عددا من التجاوزات مشيرين إلي أن سعر الصوت وصل الي 500 جنيه ..وشهدت اللجان الانتخابية اقبالا متزايدا مقارنة باليوم الأول خاصة فترة بعد الظهيرة بينما استمر عزوف الشباب بشكل ملحوظ عن المشاركة في الاستحقاق الانتخابي ..وحرص كبار السن والسيدات وذوو الاحتياجات الخاصة علي المشاركة في رسم خارطة الطريق وتشكيل اول برلمان بعد ثورة 30 يونيو وسط وجود مكثف لرجال القوات المسلحة والشرطة امام اللجان تحسبا لاي اعمال ارهابية قد تفسد فرحة الشعب المصري باختيار نوابه. ورصدت «الأخبار» خلال جولتها امتلاء المقاهي بالشباب الذي تجاهل المشاركة في الانتخابات واستكمال خارطة الطريق، وامام مدرسة عمرو بن العاص الابتدائية بالسلام اختفت طوابير الناخبين وانتشرت قوات الجيش والشرطة وبعض من انصار المرشحين امام اللجنة.. وفي لفتة انسانية من مستشار لجنة رقم 3 بالمدرسة عند قدوم رجل مسن متكئا علي عكازه ومصاب بجلطة في القلب والجانب الايمن من جسده قام باصطحابه من باب اللجنة واجلسه علي كرسي وجلب بطاقتي الاقتراع امامه وتركه يختار ما يشاء وفور الانتهاء من التصويت انهالت دموع الرجل العجوز وظل يردد « انا بحب مصر .. مش عاوز اخوان ولا سلفيين» واسرع اليه المستشار حاملا معه المناديل وظل يهدئه ويمسح دموعه حتي اطمأن المسن وعادت ضحكته مرة اخري واصطحبه رجال الجيش الي الخارج وحرصت «الاخبار» علي التحدث معه ..وبلهجة يملؤها الامل قال الحاج جمال محمد «75» سنة مصاب بجلطة قلب واخري بالجانب الايمن من الجسد ولا يستطيع التحدت كثيرا بسبب معاناته وكبر سنه انه حرص علي المشاركة رغم ابتعاد سكنه عن اللجنة في استكمال خارطة الطريق ومساندة الرئيس السيسي في المرحلة القادمة. وبخطوات متعثرة وجسد قد سرق الزمن شبابه حتي ترك علاماته الغائرة علي وجه العجوز نجوي محمد احمد الشهيرة بأطاطا، وقفت المرأة السبعينية أمام مدرسة فاطمة الزهراء بدائرة السلام تتساءل عمن يدلها عن مكان لجنتها الانتخابية حاملة في يدها ورقة تتضمن بيانات قد تساعدها في بلوغ هدفها.. وقالت أطاطا ووجهها قد ارتسمت عليه ابتسامة تخفي معاناتها أمام الجميع أنها جاءت بمساعدة إحدي جاراتها حتي بلغت مركز الاقتراع الذي يخصها بحسب الورقة التي تحمل مكان لجنتها الانتخابية التي حصلت عليها من «ابن حلال» كما تقول، وعن أسباب مشاركتها في الانتخابات البرلمانية.