اللغة الفرنسية المتوعدة الغاضبة سمعناها من قبل بعد الهجمات الداعشية في يناير الماضي علي مقر مجلة شارل إبيدو والمطعم اليهودي في باريس.. سمعناها من الرئيس الفرنسي أولاند وطالب حينها تفويضا للهجوم علي داعش للثأر وانضمت فرنسا للتحالف الغربي الأمريكي للقضاء علي داعش وبعد عام كامل من الضربات الفرنسية مع التحالف التي قدرت بحوالي عشرة آلاف طلعة جوية علي مواقع داعش يزداد التنظيم الداعشي جبروتا ويرد بقوة بتفجيرات باريس الستة فائقة الدقة والتصويب التي راح ضحيتها مئات الفرنسيين وقيل إن الهجوم كان يريد رأس الرئيس الفرنسي..! ولا أفهم لماذا تعاد نفس اللغة الفرنسية المتوعدة الحماسية مرة أخري من الرئيس الفرنسي أولاند ويطالب بتغيير الدستور لملاحقة داعش وكأنه لا يمطر داعش بالضربات الجوية مع التحالف منذ عام كامل.. ولا أفهم ما علاقة مطالبته بتغيير الدستور بالهجوم الداعشي علي باريس الذي أدمي قلوبنا جميعا وأقلق العالم الحر علي جدية التعامل مع التنظيم الداعشي.. ألم يدرك التحالف أن ضرباته ساهمت في تمدد التنظيم وأصبح كيانا متواجدا يمارس عملياته بكل أريحية ويتلاعب بمخابراتهم وكأنهم مجموعة هواة أمام عملياته الإرهابية فائقة الدقة.. ربما تغيير الدستور سيمنع كل ذلك! هل العالم الغربي وعلي رأسه أمريكا جاد في محاربة داعش أم أن ضربات التحالف هي ضربات تأديبية!!.. وهل غائب عن دول التحالف الغربي أن داعش ينتعش تحت ضرباتها وأن ضخ الدماء فيه وإبقاءه علي قيد الحياة وراءه دولارات تمر بلا توقف عبر عدة مخابرات من دول من التحالف لجيوب الداعشيين خاصة من تجارته الحرام في بيع البترول وآثار الحضارات القديمة والنساء والأعضاء البشرية والسوق الأول لها هي دول التحالف أيضا.. أظن أننا بعد قليل سوف نسمع نفس اللهجة المتوعدة الحماسية المطالبة بتغيير الدستور لملاحقة داعش من دول غربية أخري وسنسمع لغة تشابه الحماسة الفرنسية لكنها ضجيج بلا طحين!.