"لمصر 162 سفارة وقنصلية في الخارج.. يعمل بها نحو 531 دبلوماسيا يمثلون حوالي 50٪ من كل عدد الدبلوماسيين المصريين. إحصائيات الخارجية تؤكد أن انفاق هذه البعثات حوالي 3 مليارات جنيه سنويا، بينما تصل الايرادات القنصلية لبعثاتنا خارج حدود الوطن مقابل خدماتها المقدمة للمواطنين والاجانب إلي 3مليارات و 150 مليون جنيه. ميزانية الخارجية كانت مثار جدل لبعض المطالبين بترشيدها خاصة أن أحد مرشحي الرئاسة أكد أن هذا الرقم يرتفع لنحو 20 مليار دولار سنويا ويقتضي تخفيض حجم سفاراتنا. من جانبها أنكرت وزارة الخارجية هذا الرقم وقدمت مالديها من أقوال مقابل هذا الاتهام.. الحقيقة نستوضحها في هذا التحقيق" محمد كامل عمرو وزير الخارجية أكد أن ما اثير حول ضرورة تخفيض عدد البعثات المصرية لا يتعدي كونه وجهات نظر.. والحقيقة ان قوة مصر علي مدار العصور في تواجدها بالخارج وهذا التواجد له مردوده المادي.. وأوضح انه في بعض الدول تكون السفارة المصرية هي السفارة العربية الوحيدة وبذلك تتولي مهمة القيام بتقديم الخدمات القنصلية لجميع مواطني الدول العربية بتفويض منها.. وقال انه في كيتو عاصمة الاكوادور بأمريكا اللاتينية علي سبيل المثال فإن السفارة المصرية هي السفارة الافريقية والاسلامية الوحيدة هناك. وأشار وزير الخارجية إلي أن معظم السفارات المصرية في الدول الصغيرة طاقمها محدود العدد في حين انه يوجد في مصر بعثات ذات اطقم كبيرة إلي جانب مكاتب للامم المتحدة وهو ما يحقق عائدا ماديا اكبر بكثير من الانفاق المصري بالخارج. المتحصلات القنصلية ويقول عمرو رشدي المتحدث الرسمي باسم الخارجية أن الوزارة تدر دخلا للموازنة القادمة العامة للدولة من المتوقع ان يصل خلال العام الحالي إلي مليار و 150 مليون جنيه ويجئ هذا الايراد من المتحصلات القنصلية، مؤكدا ان ذلك يعادل تقريبا حجم نفقات وزارة الخارجية في الداخل والخارج معا واشار إلي أن هذه الارقام معلنة وتناقش سنويا في مجلس الشعب ضمن الموازنة العامة. واستطرد رشدي مؤكدا انخفاض نفقات التمثيل الخارجي المصري مقارنة بما تنفقه البعثات الاجنبية علي أرض مصر، وذلك نتيجة ان عدد الدبلوماسيين الاجانب العاملين في مصر يفوق عشرات المرات عدد الدبلوماسيين المصريين في الخارج، كما تنفق السفارات الاجنبية بمصر مئات الملايين من الجنيهات سنويا بالعملات الصعبة، وتتيح هذه السفارات وظائف للمئات من المصريين بها. وأوضح أنه في المقابل تعد مصر من أكثر دول العالم استقبالا للتمثيل الاجنبي علي أراضيها، ويوجد بها 165 سفارة وقنصلية اجنبية إلي جانب 75 من مكاتب المنظمات الحكومية والرسمية الدولية والاقليمية، حيث تعد وزارة الخارجية حلقة الوصل بينها وبين الجهات المختلفة بالدولة. وقال ان البعثات المصرية تتولي تقديم الخدمات والمساعدة القنصلية لما يتراوح بين 8 إلي 10 ملايين مصري مغترب، ويعمل فيها 531 دبلوماسيا وذلك من بين 980 دبلوماسيا هم اجمالي عدد الدبلوماسيين المصريين في جميع الدرجات ما بين الداخل والخارج معا. دعم الاستثمار والسياحة وقال ان هذه البعثات تتولي إلي جانب المهمة السابقة مهام اخري لا تقل اهمية عنها وهي العمل علي اجتذاب الاستثمارات الاجنبية وتشجيع السياحة وفتح اسواق جديدة امام المنتجات المصرية، و ايضا رعاية مصالح مصر السياسية مع باقي دول العالم، ودعم وحشد التأييد الدولي للقضايا العربية. ومن احدث المهام التي تولتها مؤخرا تنظيم الانتخابات البرلمانية والرئاسية وفرز الاصوات والتي تمكن من خلالها المصريون بالخارج من المشاركة لاول مرة في الحياة السياسية في مصر.. اصلاح وليس ترشيداً ويقول السفير اشرف الخولي مساعد وزير الخارجية مدير ادارة المراسم ان الموظف الواحد بأي سفارة مصرية وخاصة في الدول التي بها تجمعات كبيرة من المصريين يقدم خدمات ويتعامل مع الالاف من المصريين نظرا لان اعدادهم قليلة مقارنة بالجالية المصرية وهو ما يمثل عبئا كبيرا عليه. ومن هذه الخدمات استخراج شهادات الميلاد وجوازات السفر واوراق الطلاق وغيرها. وأشار إلي أن اعداد العاملين بالمكاتب الفنية بالخارج يبلغ 500 موظف، ففي واشنطن توجد 8 مكاتب فنية علي سبيل المثال فالمسألة متفاوتة من بلد إلي آخر حسب حاجة العمل ولا شك انهم يقدمون خدمات مهمة مثل الملحق الطبي والاعلامي والعسكري والتعليمي وغيرهم.. وأكد الخولي انه من الممكن عمل اصلاح لكن لا يجب اغلاق البعثات ترشيدا للانفاق.. فالتخفيض يعني بيع المنقولات بأبخس الاسعار والتصفية وعند ذلك ماذا سيحدث في حالة مواجهة اي مصري في هذه الدولة لمشكلة! 3 مليارات جنيه نفقات ومن جانبه أكد السفير محمد منيسي المشرف علي الهيئة العامة لرعاية المصريين بالخارج أن نفقات التمثيل الخارجي لمصر والتي تبلغ حوالي 3 مليارات جنيه سنويا لا تخص فقط وزارة الخارجية وانما تمتد لتشمل التمثيل العمالي والثقافي والعسكري والتجاري وغيره. مشيرا إلي أن أحد مرشحي الرئاسة قد أشار إلي أن نفقات التمثيل الخارجي 20 مليار دولار وهذا ليس صحيحا علي الاطلاق. وأوضح ان القنصليات المصرية في الدول التي توجد بها تجمعات مصرية كبيرة تدر إيرادا مقابل الرسوم التي تتقاضاها نظير تقديم الخدمات القنصلية، واذا تم خصم ما تقوم وزارة الخارجية بتوفيرة من موارد من قيمة نفقات العمل الدبلوماسي بالخارج فالفارق سيصبح »كلام فاضي« فالخارجية وزارة ايرادات وليس خدمات. واستطرد قائلا ان جزءا كبيرا من بعثاتنا في الخارج يقدم خدمات للمصريين ففي أمريكا هناك سفارة واحدة في واشنطن وخمسة مكاتب قنصلية وفي السعودية سفارة بالرياض وقنصليتان في الرياضوجدة. وأكد ان التوسع في هذه البعثات كان ومازال بالغ الاهمية لمصر لدعم سياستها الخارجية وبعثاتها تقريبا في كل الدول الافريقية وهو ما يكتسب اهمية بالغة لدعم البعد الافريقي بسياسة مصر الخارجية. السفارة الامريكية ويقول السفير جمال البيومي مساعد وزير الخارجية الاسبق ان عدد اعضاء البعثة الامريكية بالقاهرة 1200 دبلوماسي وهو ما يزيد عن عدد اعضاء البعثات الدبلوماسية المصرية وهو 850 بعثة. ويؤكد ان الدولة التي تغلق السفارة المصرية بها ستغلق أيضا سفارتها بمصر بالتبعية. ويضيف ان حجم انفاق السياسة الخارجية لا يصل إلي نصف ما تنفقه سفارة دولة عظمي بمصر كما ان المتحصلات الواردة للسفارات المصرية من رسوم التأشيرات واستخراج الجوازات والتأشيرات تعد اكبر بنود ميزانية الخارجية متسائلا: إذا تم اغلاق أية سفارة مصرية في دولة ما،فهل ستمنح تأشيرة مصر لمواطني هذه الدولة بالمطار مجانا؟!