سادت الأوساط الإعلامية حالة غضب من سخرية أبو حفيظة من التليفزيون المصري في الحلقة التي عرضها علي قناة « أم بي سي مصر» وطالب البعض بمقاطعة القناة عقابا علي جريمة إهانة التليفزيون المصري والسخرية من تاريخه وأعلن عدد من الاعلاميين العاملين بالتليفزيون المصري استياءهم من مقدم البرامج أكرم حسني الشهير ب «أبو حفيظة» لسخريته من رموز وتاريخ التليفزيون المصري.كان أبو حفيظة قد سخر من الفنانة التونسية لطيفة وأغنية «إنت أكيد المصري» فقدم محاكاة لهذة الاغنية بكلمات جديدة تسخر من التليفزيون المصري بعنوان «شوف الحصري في التليفزيون المصري». حيث سخرت من المادة القديمة المقدمة علي شاشات التليفزيون المصري كما سخرت من برامجه وأفلامه, التي يردد أحيانًا بانها حصرية, بالرغم من قدمها, بالإضافة إلي السخرية من أسلوب المذيعات وملابسهن, التي وصفت في الأغنية بانها تشبه ملابس "بابا نويل". وقالت كلمات الاغنية «سهرة من أيام جدي.. فيها فيلم قديم ومصدي..ويقلك شوف الحصري في التليفزيون المصري.. المصررررري... لسه عايشين في الماضي.. بيعيدوا في أي كلام فاضي..وبرامج عمالة بتهري..في التليفزيون المصري...المصررررري». ولم تهاجم الأغنية التليفزيون المصري فقط, وإنما أمتدت السخرية للموسيقار الكبير عمرت خيرت, حيث مثله «أبو حفيظة» وهو يتثاءب ويرتشف الشاي وكأنه عجوز في الثمانين من عمره في إسقاط رمزي علي الإعلام المصري وكأنها تريد أن تظهره كإعلام قادم من الماضي ويعاني من الشيخوخة. كما سخر البرنامج أيضا من قطاع الإنتاج بالتليفزيون بعرض فيلم ساخر مستوحي من فيلم «مملكة الخواتم» علي طريقة مسلسل «ذئاب الجبل» قائلاً:»احب اشكر قطاع الانتاج علي هذا الفيلم.. القطاع الذي أخرج لنا أحمد ماهر, وكمال أبو رية وأحمد عبدالعزيز, وأخرج جيلا يقعدلكم في عنيكم وعافيتكم».. كما سخر حسني من مجلس النواب الجديد وطالب بعرض جلساته علي قناة نايل كوميدي.. وقد أعرب عدد كبير من العاملين بماسبيرو عن غضبهم من السخرية من مذيعي ومذيعات المبني وأكدوا دهشتهم من الإستعانه بفيديوهات قديمة.. وأكدوا أن أغلب العاملين في القنوات الفضائية من أبناء التليفزيون المصري سواء كانوا مذيعين أو معدين أو مصورين وفنيين, وإذا اتخذ التليفزيون المصري قرارًا بعودة كل العاملين من خارج المبني مع منع عملهم بالخارج فلن تجد أي محطة فضائية ما تعتمد عليه، كما طالب العاملون عبر صفحاتهم علي مواقع التواصل الاجتماعي قيادات المبني بموقف ضد سخرية البرامج في القنوات الفضائية من ماسبيرو كما فعلت آبلة فاهيتا وأبو حفيظة. عصام الأمير : لن نرد بالمثل أكد عصام الأمير رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون المصري غاضبا تقدمه بشكوي رسمية للمنطقة الإعلامية الحرة. فنحن تليفزيون دولة وليس من دورنا الدخول في تصفية الحسابات مع أحد وأضاف أنه يتعجب من موقف حسني «المذيع المصري» الذي سخر من أغنية وطنية مصرية وأيضا من الدراما المصرية وتاريخها وهي التي تربي عليها كل العالم العربي وقال لن نرد بالمثل وأضاف أن التليفزيون المصري والإذاعة المصرية أقدم الهيئات الإعلامية في المنطقة العربية, وإعلاميونا هم الذين أسسوا الإذاعات والمحطات التليفزيونية في الدول العربية. وقال الأمير إن حملة الهجوم التي تقودها «إم بي سي mbc» ضد التليفزيون المصري أثارت حالة غليان وسط أبناء ماسبيرو بسبب البذاءات والسخرية من التليفزيون المصري, واصفاً ما حدث بأنه تجاوز من mbc مصر. وتسأل الأمير هل نرد بالمثل؟ في الوقت الذي من المفترض أننا نحاول فيه أن نحافظ علي العلاقات المصرية السعودية, ولكن تلك الحالة من السخرية المريرة التي لم تحترم أي معايير تستوجب التقدم بشكوي رسمية إلي المنطقة الحرة الإعلامية مرفق معها شريط الحلقة, لأن ما قام به مقدم الحلقة يعد تجاوزاً للمهنية, وسأطالب المنطقة الحرة باتخاذ إجراءات فاعلة ضد القناة وأضاف أننا في انتظار اعتذار رسمي من إدارة mbc مستنكراً بشدة ما حدث, مشيرا إلي أنه ليس له علاقة بالمهنية وأن هذا الهجوم من القناة غير مبرر ويحمل العديد من علامات الاستفهام, وأضاف الأمير لا أستطيع أن ألجأ إلي نفس الطريقة وأوجه شاشات التليفزيون المصري للرد علي ما قام به حسني في حلقته عليmbc مصر, فليس من دورنا الدخول في تصفية الحسابات مع أحد ولكن هناك إجراءات رسمية نعرف طريقها. وأضاف الأمير أن التليفزيون المصري لا يستطيع أحد أن ينكر دوره في الثقافة العربية, فهم يتحدثون عن أقدم تليفزيونات المنطقة ويصل عمره إلي 55 عاما, أما الإذاعة المصرية عمرها 81 عاما وإعلاميونا هم الذين أسسوا وأطلقوا إذاعات في الدول العربية,ولا أظن أن ما خرج في هذه الحلقة يرضي أحداً من الأخوة الأشقاء السعوديين المسئولين عن القناة. واختتم الأمير تصريحاته للأخبار مؤكدا علي ضرورة إطلاق حملة للمطالبة بإعادة النظر في إطلاق القنوات العربية من مصر والتي تتدخل في الشأن المصري بغير حق فنحن لا نقدم قنوات مصرية للتدخل في شأن الدول العربية الشقيقية وأكد أن الهدف من كل هذه القنوات ليس خدمة مصر ولكن السعي وراء تحقيق الربح من السوق الإعلاني المصري الذي يضم 90 مليون مستهلك واختتم الأمير كلامه مؤكدا أنه لن يتهاون في حق التليفزيون صفاء حجازي : نرفض السخافات ومن جانبها قالت صفاء حجازي رئيس قطاع الأخبار إن هذا الهجوم علي تاريخ التليفزيون المصري جاء نتيجة الانفلات الإعلامي, فالبعض يريد هدم ماسبيرو وهذا لن يحدث أبدا فمع الأسف لا يوجد قانون ينظم العمل الإعلامي وأصبح هدف العديد من القنوات الخاصة الإثارة والإسفاف من اجل المزيد من الإعلانات, فمن هي هذه القناة الوليدة ومن هو أبو حفيظة لكي يهاجموا التليفزيون المصري بكل تاريخه فنحن لا ننكر وجود بعض المشاكل التي يعاني منها مبني التليفزيون والتي يمكن التغلب عليها لكن السخرية من ماسبيرو وقطاعاته والعاملين به بهذا الشكل شئ مرفوض وأنا شخصيا لاألتفت إلي مثل هذه السخافات من شبه الإعلاميين ولتسقط حرية التعبير إذا كانت تصدر من جاهل لا يفهم مفاهيم العمل الإعلامي. مجدي لاشين : اعتذار رسمي وقال مجدي لاشين ان ماحدث هو جزء من هجوم هدفه هدم مؤسسات الدولة بنفس الطريقة التي اعتمدها البعض ضد مصر منذ سنوات. واضاف ليس هناك اسهل من صناعة التقارير الموجهة لتصل بالمشاهد إلي وجهة نظر معينة وأضاف لاشين أن ما قدمه ابو حفيظة هو تقييم للتليفزيون المصري من شخص ليس أهلا لهذا التقييم وانه تعمد السخرية من رموز وتاريخ ماسبيرو متناسيا قيمته ومكانته عندما علم العالم العربي فنون الاعلام..واكد لاشين أن ما يقدمه أبو حفيظه بشكل عام لا يمكن أن يطلق عليه لفظ دقيق لتوصيفه إلا « مسخرة» ففي نفس الحلقة يتحدث عن البوكسرات في وصلة تتضمن العديد من الإسقاطات الجنسية السخفية وقال هل هذا هو الإعلام الذي تريدونه! وأكد أن صناعه هذه السخافات ليست صعبة ولكن الاصعب ان تكون مهنيا وموضوعيا وطالب لاشين بصفته رئيساً للتليفزيون المصري باعتذار رسمي من قنوات ام بي سي. . أحمد صقر : التليفزيون أكبر من المهاترات ويقول المخرج أحمد صقر القائم بأعمال رئيس قطاع الانتاج أن قطاع الانتاج والتليفزيون اكبر من هذه التفاهات والمهاترات فالتليفزيون له تاريخ يعرفه القاصي والداني ودوره التنويري والهام في تاريخ مصر والعالم العربي ككل واضاف ان الشاشة التي هوجم التليفزيون المصري من خلالها شاشة حديثة لا تحمل تاريخا ولن يكون لها مستقبل بهذا الشكل فالتليفزيون المصري دائما كان ومازال تليفزيون العرب ولن نكون طرفا في هذه المهاترات وننزل لهذا المستوي. حمدي الكنيسي : انفلات إعلامي وأضاف الإعلامي حمدي الكنيسي ما جاء في هذا البرنامج من انتقاد وسخرية من التليفزيون المصري ليس الا تجسيدا لحالة الفوضي والانفلات التي انزلق إليها عدد من الإعلاميين مما يسئ إلي مصر ومؤسساتها الوطنية وعلاقاتها مع دول عربية وافريقية كما ظهر أكثر من مرة فلا يخفي علي أحد أن ماسبيرو تعرض لحملات تستهدف الإساءة إليه وضرب كل محاولات تطويره والنهوض به ليستعيد مكانه ومكانته علي الساحة الإعلامية وشخصيا أشك أن يكون مالك قناة أم بي سي التي تشن هذا الهجوم موافقاً علي إهانة التليفزيون المصري. د.محمود علم الدين : رمز قومي ويقول د. محمود علم الدين أستاذ الاعلام بجامعة القاهرة إن التليفزيون المصري رمز قومي من رموز الوطن ولا يليق الهجوم عليه وهو الأساس الذي خرج منه كل القنوات الخاصة ونحن نعترف ببعض الأخطاء في إدارة ماسبيرو وضعف بعض البرامج ولكن السخرية منه مرفوضة بهذا الشكل خصوصا وان أبو حفيظة خرج من التليفزيون المصري وهو سبب شهرته وهذا الهجوم غير أخلاقي وعلي قناة أم بي سي أن تراجع نفسها وان تحترم الزمالة الإعلامية أليس أم بي سي هي التي سعت إلي عقد شراكة مع التليفزيون المصري خلال تولي د. درية شرف الدين وزارة الإعلام وثار الرأي العام ضد هذه الشراكة وتم إلغاؤها. محمد فاضل : لا للاستخفاف قال المخرج محمد فاضل أنه لابد أن تكون هناك ضوابط وقواعد للبرامج الكوميدية التي توجة انتقادها وسبابها نحو المجتمع فلابد ان يكون النقد بناء ويهدف إلي البناء وليس السخرية من ماضينا الذي نطمح للحفاظ عليه من أجل الحفاظ علي هويتنا.. ويضيف هذه النوعية من البرامج مثل «ابو حفيظة» و»البرنامج» و»ابله فهيتا» دائما ما تقوم بالتطاول علي عدد من الرموز فلا يتقبلها الجمهور ولذلك سرعان ما يتناساها الجمهور ولايذكرها إلا بكل سوء وهذه البرامج لا تعد نقد بل سخرية واستخفاف وهو ما لا يقبله أحد. أحمد عبد العزيز : تشويه لتراثنا أكد الفنان أحمد عبد العزيز أن من يقوم بتقديم هذه البرامج التي ليس لها هدف أو غرض إلا السخرية وتقبيح كل جميل وهو إما جاهل أو مغرض وإن لم يكن مغرض فهو يساعد مغرضين ولابد أن نحذر منهم لانهم يحاولون النيل من كل الثوابت الموجوده لدينا والتي اصبحت بمثابه التاريخ الذي نتباهي به. كمال أبورية : أبو حفيظه تافه ويقول الفنان كمال ابورية أن السفيه هو من يتمني أن يصبح كل شيء سفيها وأن مقدم هذا البرنامج تافه ودمه ثقيل والناس في الشارع لا تحترمة وهو مدرك لذلك.. فمن لا يقدر الدور التنويري للتليفزيون المصري وما قدمه من أعمال أدت إلي إصلاح المجتمع وناقشت هموم ومشاكل المصريين فهو شخص جاهل لا يدرك ما حوله.. وأضاف أريد أن أساله هل يعجبه ما يقدم هذه الايام من دم وعنف وإسفاف.. واذا كان التليفزيون المصري هذه الايام اصابه المرض فتاريخه خير شفيع له. محمد العمري: خطه للانتقام وأكد محمد العمري رئيس شركة صوت القاهرة ان ما يقوم به أكرم حسني وأمثاله ما هي خطة ممنهجة للانتقام من التليفزيون المصري لاغراض خفية وأحب ان اوضح لحسني ان التليفزيون المصري رغم امكانياته الضعيفة مازال قادرا علي أن يقف علي قدميه ولو توافرت له ميزانية مثل ميزانية برنامج «ابو حفيظة» سيقدم افضل مما يقدم مليون مرة.