مطلوب خطة قومية تحدد علي وجه الدقة خطط الصرف الصحي واماكن الطواريء وخطط المراجعة السنوية التي تضمن عدم وقوع مثل تلك الكوارث الكبري سبحانك يا الله في بلاد غير بلادنا تتضرع الي الله ليرزقها بالمطر حتي لا تعطش ونحن رغم قربنا من الفقر المائي تتحول الامطار عندنا رغم قلتها اذا سقطت الي كوارث كبري في بعض المناطق كسيناء الي سيول لا تبقي في طريقها اخضر ولا يابسا ورغم ذلك لم نحاول ان نجمعها او نستفيد منها في الزراعة او الري او حتي توفير مياه الشرب كما تفعل كل الدول في العالم. نحن شعب لا يعرف قيمة الماء الذي قال الله في كتابه العزيز عنه «وجعلنا من الماء كل شيء حي» ولذلك تركنا مياه النيل تذهب هباءا علي مدي عمر مصر لترمي في البحر ونهدر الان حقوقنا فيه ونلهث لنحافظ علي ما تبقي لنا من حصتنا. ما حدث في الاسكندرية قد يقول قائل انه قضاء وقدر ومعه الحق، كما يري البعض ان المحافظ اُتخذ كبشا للفداء علي اخطاء اخري لا علاقة لها بالموضوع من قريب وبعيد فما حدث في الاسكندرية شهدناه في سيناء وطابا وقبلها في اسيوط من سنوات امطار غزيرة تبعتها سيول جارفة مدمرة وكانت اسوان الهادئة في جنوب مصر مسرحا لصورة من تلك الصور الصادمة هدمت بيوت وزروع واراض وانقطعت الطرق ولكن هل استفدنا من التجربة؟ هل بحثنا عن الحلول لتفادي ما يحدث وتجنب الاثار المدمرة التي تخلفها.. مطلقا لم نتحرك ولم نهتم كل ما نبحث عنه دفع التعويضات للمتضررين والبحث عن اماكن للايواء لمن فقدوا بيوتهم ثم ندور علي انفسنا لنبحث عن كبش فداء نتهمه بالتقصير وعدم نظافة البلاعات وتسليكها لاستيعاب ماء الخير الذي بعثه الله لنا ولكننا نلقيه في المجاري والمصارف مع اننا لو وجهناه الوجهة الصحيحة لكان عونا لنا الان علي زراعة حلمنا مع المليون ونصف المليون فدان والبحث عن غيرها لزيادة حصيلتنا الزراعية. اين مخرات السيول في كل المحافظات لقد تم الاعتداء عليها بشكل صارخ في عشوائيات البناء مع انها كانت ضمن خطة قومية منذ عقود زمنية كانت مصر تحترم فيها ارضها وانسانها. اختفت وصارت ذكري او اسما بلا مضمون تماما كما في مخرات طرة التي سدت مع الاسف. المأساة في الاسكندرية ليست فيما حدث في الشوارع وغرق السيارات او حدوث حالات وفاة ولكن في اننا ركزنا علي فشل المحافظ الذي نال من الكراهية اعلاميا ودعائيا ما لم ينله انسان حاول واجتهد وله اجره بينما اقتصر حل المشكلة علي تدبير 75 مليون جنيه لتسليك مجاري الصرف لاستيعاب المياه التي اغرقت الثغر وعزل المحافظ وتدبير 60 سيارة لشفط المياه كل هذا جميل وقد يكون مطلوبا كحل سريع ولكني اتساءل اين الحلول طويلة الامد التي يجب ان نتخذها حتي لا نتعرض لكارثة كتلك مرة اخري واعتقد ان دعوة الرئيس عبدالفتاح السيسي لاجتماع عاجل للوزراء قطعا لانه حدد فيه اطار عمل لذلك. انني اطالب الدكتور احمد زكي بدر وزير التنمية المحلية الي دعوة كل المحافظين للاجتماع لوضع خطة عمل تستهدف عدة امور علي رأسها قطعا البحث عما يضمن لنا عدم تكرار ذلك السيناريو المرعب الذي شهدناه وفيه صور قاتلة للطفلين اللذين صعقتهما الكهرباء ولا ذلك البريء الذي غرق داخل سيارته بعد ان حاصرته الامطار ومياهها واغرقت السيارة. ادعوه للبحث عن طريقة تضمن ان نستفيد من مياه الامطار فقد قيل ان حجم المياه التي سقطت علي الاسكندرية ما يقارب 3 ملايين ونصف المليون متر مكعب وهو رقم رهيب من المياه العذبة التي يهبها الله لنا ونلقيها في الصرف دون استفادة.. مطلوب ان نقيم خزانات لتجميعها في سيناء والصعيد وحتي الاسكندرية ومطروح للاستفادة منها. يجب ان نبحث عن الحلول غير التقليدية واعتقد اننا لو لجأنا للقوات المسلحة بخبرتها فسوف نجد لديها ما نريد.