ايتها الفضائيات كفاكم استهزاء فهذا البرنامج الذي شاهده الآلاف سبة في جبينكم لان هدفكم منه ظهر جليا ان تظهروا شبابنا بأنهم في غيبوبة أتمني من قلبي ان تستعيد الهيئة العامة للاستعلامات دورها التثقيفي الذي كانت تلعبه في السبعينيات قبل وبعد حرب أكتوبر خاصة في جمع وطبع واصدار كتب الاسرائيليات ومنها مذكرات موشيه ديان وزير الحرب الاسرائيلي وجولدا مائير واريل شارون ومن بينها كتاب التقصير الذي حكي علي لسان قادة العدو اسرار ما دار في الحرب. ما احوجنا الي ان نري تلك الكتب وغيرها العشرات مما اتحفتنا به الهيئة علي مدي سنوات لنعرف تاريخنا من اقوال اعدائنا اذا كنا لا نحسن كتابته خاصة وان الحرب التي مضي عليها 42 عاما بالتمام والكمال ستصبح ذكري اذا لم نحسن احياءها واذا لم نعلم اجيالنا حجم التضحيات التي قدمناها لنخوضها وماذا حققنا خلالها من انتصارات ابهرت العالم كله وغيرت نظريات العسكرية العالمية واصبحت دروسها تدرس في أكاديميات الدنيا. لقد اذهلني برنامج اذاعته فضائية CBC مع بعض شباب الجامعة وللأسف لا اعرف هل اختاروهم بهذه السطحية حتي تكون إجاباتهم في خدمة هدف البرنامج وكانت الاسئلة ماذا تعرف عن حرب اكتوبر؟ واين ستصلي صلاة اكتوبر؟، وهل ستصوم يوم أكتوبر؟ وغيرها من مثل تلك الاسئلة التي جاءت الاجابات فيها فضيحة فمن اجاب انه سيصلي بالسيدة نفيسة ومن رد انه سيصوم ويتسحر في بيته ومن قال ان مدينة 6 أكتوبر سميت بهذا الاسم قبل الحرب. مصيبة اذا كان البرنامج اعد تلك الاسئلة لتكون تلك الاجابات ومصيبة اكبر اذا كان هؤلاء الشباب ومنهم من هو في كلية الآداب قسم التاريخ لا يعرفون في الحقيقة ما معني وذكري حرب أكتوبر المجيدة وتضحياتها. هل هذا عيب الشباب الذين شغلناهم بأهيف القضايا فانصرفوا عن تاريخ بلدهم اما عيبنا نحن جيل اكتوبر الذين توقف بهم الزمن حقيقة عند بوابات النصر دون ان نقدم لهم صورة الملحمة كاملة سواء في مناهجهم التي قدمنا منها قشورا حول الحرب او في وثائقنا المكتوبة او المصورة او حتي افلامنا الروائية فهل يعقل اننا بعد كل هذه السنوات الطويلة لا نجد فيلما واحدا يعبر عن العبور او حتي يقدم لنا صورة حية من الاف المعارك التي خضناها وحطمنا فيها نظرية الأمن والذراع الطولي لاسرائيل التي كانت تتفاخر بجيشها الذي لا يقهر فاذا به يتحول تحت اقدام جحافل الجنود المصريين الي اشلاء في 6 ساعات اذهلت العالم كله وغيرت نظرياته العسكرية، اكتوبر ملحمة لم نحسن استغلالها لا نفسيا ولا دعائيا واصبح الباقي منها هو استدعاء روحها التي حققت لنا الانتصار وهزمت جيش الاحتلال واضطرت اسرائيل الي التسليم بالامر الواقع وانسحبت الي خطوط 67 المصرية بعد ان ادركت بالحرب ثم بالسلام ان مصر صارت قوية يمكنها ان تحمي ارضها وسلامها بقوة جيشها الذي قال عنه الشهيد الراحل البطل انور السادات اننا قد اصبح لنا درع وسيف. عزيزي السفير صلاح عبدالصادق رئيس هيئة الاستعلامات ادعوك الي مراجعة ما تم اصداره بعد الحرب من وثائق عربية وعالمية واسرائيلية انها شهادات خاصة ما خرج علي لسان قادة اسرائيل السياسيين والعسكريين يجب ان تعرفها الاجيال الجديدة فلا خير في انسان لا يعرف تاريخ بلاده او ان يوصف بالسطحية التي عليها الآلاف من شبابنا حتي الجامعيون منهم. ادعوك الي ذلك لان هناك خطة تقوم بها اسرائيل حاليا بمحاولة محو كل ماهو متعلق بالحرب بل وصل الرأي بهم الي ادعاءات أن الجيش الاسرائيلي في حرب كيبور اكتوبر 1973 حقق أعظم انتصاراته بعد معركة 1967 وأنه عبر بقواته في اتجاه القاهرة لولا ان مصر طلبت وقف اطلاق النار وتدخل القوتين امريكا وروسيا لانقاذها.