لابد أن يتوافر لقيادة العمل السياحي ألا تكون انعزالية وتملك حس رجل العلاقات العامة علي أعلي مستوي تشير طبيعة العمل والتعامل مع المجال السياحي إلي ضرورة ان يتمتع الممارسون والعاملون بخاصية خبرة التواصل مع البشر والممارسة الميدانية التي تجعل منهم يجيدون التعامل بقواعد العلاقات العامة. إذا كان هذا ينطبق علي المنخرطين في العمل السياحي فلا جدال إن الذين يتولون قيادته والتخطيط لابد ان يكونوا رجال علاقات عامة من الطراز الأول. هذا الامر يحتم عليهم توافر القدرة علي التعامل مع وسائل الاعلام المختلفة حتي يمكنهم اكتسابهم كي يكونوا عونا لهم وعوامل إيجابية تساهم في الترويج لهذه الصناعة الواعدة وزيادة الوعي بأهميتها. علي هذا الاساس فإنه ليس مقبولا جنوح كل من له صلة بأي نشاط سياحي إلي الانعزالية التي تمنعه من دعم صلاته بكل من لهم صلة بهذه الصناعة في الداخل والخارج. اذن وبناء علي ذلك فان تولي أي مسئولية علي الساحة السياحية تتطلب توافر روح الانفتاح لصالح العلاقات العامة التي تؤهله للقيام بعمليات الدعاية والترويج للمنتج السياحي الذي يعمل علي تسويقه.
لا أحد ينكر أن وزير السياحة السابق خالد رامي كان يمتلك المؤهلات اللازمة التي تجعله علي دراية بالعمل السياحي مستندا إلي نجاحه في المواقع التي شغلها في نطاق النشاط السياحي والتي بدأت بالعمل مرشدا ثم الانتقال للعمل بمكاتب هيئة التنشيط السياحي في النمسا وبريطانيا.. رغم هذا فإنه لم يكن موفقا في القيام بمهام قيادة هذا القطاع بعد أن اسندت إليه حقيبة وزارة السياحة نتيجة نزعته الانعزالية المسيطرة عليه والتي دفعت به الي تجنب التواصل ليس مع الاعلام فحسب وانما مع المناسبات التي تتعلق بالنشاط السياحي. اكتفي بالاضطلاع بمسئولياته الوظيفية الوزارية المكتبية بعيدا عن الانخراط مع العاملين في مجال السياحة. وهو ما جعلهم يشعرون بأنه بعيد عنهم.
نتيجة لهذا الوضع الذي كان له انعكاسات علي صورتنا السياحية فقد كان متوقعا منذ الحديث عن التغيير الوزاري انه سوف يطول هذا منصب وزير السياحة لهذا السبب فإنه لم تكن مفاجأة للقطاع السياحي ألا تشمل حكومة المهندس شريف اسماعيل خالد رامي وزيرا للسياحة ولكن المفاجأة ان يتم اختيار وزير السياحة السابق هشام زعزوع لشغل هذا المنصب مرة أخري وهو ما يعني رد اعتبار والاعتراف بنجاحاته وامكاناته علي مد ي الفترة التي شغل فيها المنصب والتي تقترب من اربع سنوات منذ قيام ثورة 25 يناير. من المؤكد أن تعيين زعزوع في منصب وزير السياحة بعد شهور قليلة من اعفائه يعد نوعا من الثقة والتقدير والتكريم له. لا جدال ان هذه الخطوة تدفعني أن اقول للوزير هشام زعزوع.. عود حميد وبالتوفيق لك وللسياحة. كما أقول له عليك تجنب ما كان يؤخذ عليك والذي اعتقد انه قليل ويتركز في اعطاء مزيد من الاهتمام للتعاون وللتفاهم مع قيادات القطاع الخاص السياحي.