في الفترة الأخيرة.. لم يعد يشغلني سوي التفكير في الموت. كثيرون ممن كنت أعرفهم وأصادقهم رحلوا عن الحياة واحدا بعد الآخر. بعضهم كان قريبا وبعضهم كان حبيبا. لكنهم ماتوا. ولن يعودوا إلي هذه الحياة. ولو مرة أخيرة! أعرف ان الموت حق علي كل الكائنات والبشر. وأنه مهما عاش بني آدم. لابد أن يموت في النهاية. وينتهي اسمه وذكره في هذه الدنيا. لكني كما لم أستوعب حكمة الحياة. لم أفهم لغز الموت. عقيدتي وإيماني يؤكدان لي. انه حتما هناك حياة أخري. غير تلك التي ولدنا وعشنا وسوف نموت فيها. مؤمن أنا بأن الله سوف يبعثنا من جديد. لكني لا أعرف كيف ستكون حياتي في الآخرة. هل سأكون مع الملائكة والصديقين؟ أو مع الأبالسة والشياطين؟ وأجد نفسي أسأل نفسي: متي سأموت؟ غدا؟ بعد شهر؟ بعد سنة أو بضعة سنين؟ أو سأموت اليوم؟ وأين ياتري.. سوف أموت؟ في الشارع وقد لا يعرفني أحد؟ علي فراشي وحولي أحبائي؟ في مصر أو وراء الحدود؟ وماذا سيحدث عندما أموت؟ هل سوف يحزن أولادي وأحبائي. هل سوف يبكون قليلا. ثم تنسيهم الحياة وينسونني. كما نسيت أنا الذين ماتوا؟ وأفكر في خوف: ماذا سيحدث عندما أموت. ويحملونني إلي قبري. ثم ينصرفون؟ ماذا سوف أفعل في ظلام القبر. وأنا ميت بلا حول ولا قوة؟ من سيكون بجانبي في تلك اللحظات الرهيبة؟ وكيف ينتهي حساب الملائكة في القبر؟ هل كنت في حياتي إنسانا ظالما؟ هل كنت شريرا؟ هل سرقت؟ هل قتلت؟ وبأي شئ سوف يذكرني الناس بعد موتي؟ هل سيذكرونني بالخير؟ هل سوف يلعونني؟ والآن فقط أفكر: هل كانت حياتي وهما كبيرا. لا حق فيها ولا حقيقة؟ أو أنني كنت مخلوقا مفيدا. وعبدا ذليلا. يعرف قدر نفسه ومكانة ربه؟ الله أعلم!