لم يستوعب »الرادار« أننا في شهر كريم، وماكانش »يصح« انه يفتن علينا في مثل هذه الأيام المفترجة.. إلا أنه - الرادار - لم يراع »حرمة« ذلك، ولم يهتم، وأبلغ الضابط.. أنه شافنا بنجري ومعديين السرعة المقررة.. معتبراً أن الفتنة حلال فينا تحقيقاً لمقولة ان »العجلة من الشيطان«، وعليه تم إيقافنا، وخيرنا الأمين ما بين.. الجنة والنار يا اما سحب الرخصة، أو دفع الغرامة.. ونزل صديقي »السائق« متوجهاً إلي الضابط، ولمحته يتبادل معه حديثاً ضاحكاً أثناء تحرير المخالفة ودفع الغرامة.. وادهشني.. عودته مبتسماً مع انه المفروض يزعل ويتقهر و»يسب ويلعن« علي المية وخمسين جنيه اللي انطسهم في ساعة صبحية.. ومن غيظي سألته انت عبيط ياله.. مالك فرحان كده، وفاشخ »ضبك«.. ده كأن الضابط هو اللي اداك فلوس مش أخد منك..؟ فهز رأسه مستهزئ، وقال لي.. شوف يا متخلف.. الموقف اللي حصل معانا ده.. يوريك تفكير الحكومة وأولوياتها أو زي ما بيتقال »الكونسبت« بتاعها.. عارف في كل دول العالم لو تجاوز حد »السرعة«.. يتعلم علي رخصته.. علشان لو عملها تاني.. رخصته تتصادر.. وحلني انها ترجع.. فالبلاد دي أهم حاجة عندها.. النظام.. ومقدس فيها تطبيق القانون، لكن احنا.. مايهمناش لا نظام ولا قانون.. المهم انك تدفع فلوس للحكومة.. ومسموح لك تخالف كل ساعة وكل دقيقة.. ومش بس في المرور.. في كل حاجة مباني.. أراضي.. ده أهم حاجة عندها حتاخد منك كام.. ويدخل »جيبها« أد إيه؟، ياراجل دا الواحد يبقي سارق كهربا وتسجله الحكومة حرامي.. بعدها بساعة يدفع الغرامة يتحول لمواطن شريف.. وبعد كده يسألوا.. هي الدنيا سايبة كده »ليه« ما انتم يا حكومة.. السبب.. مش انت اللي بتأصلي مبدأ اللي معاه فلوس وبيدفع يعمل في القانون اللي عاوزه ان شاالله يلاعب له صوابعه. عارف.. طريقة الحكومة دي بتفكرني بإيه.. بواحد دخل علي مراته لاقاها مع واحد.. جري علي المطبخ وجاب سكينة.. الراجل شافه داخل عليه.. مسك ايده وقال له انت شاري السكينة دي بكام.. قال بعشرة جنيه.. قال له »أنا شاري بثلاثين«.. قال له وأنا »بعت«.. مبروك عليك.