كان أمس 31 أبريل ذكري مرور 51 سنة علي وفاة أبي مصطفي أمين، وكان يوم 3 أبريل ذكري مرور 63 سنة علي وفاة عمي علي أمين. ربطت بين التوأم أمين مؤسسي دار »أخبار اليوم« علاقة روحية غريبة. رحيل عمي علي أمين سبب ألماً فظيعاً لأبي.. ولم يكن يتصور أن تستمر حياته بدون توأمه. في الحياة.. لم يفترقا أبداً: عاشا معاً وخرجا معاً. تكلما بلا كلمات. كان الواحد منهما ينظر لأخيه فيري في عينيه إجابة السؤال الذي لم يسأله. كانت أفكارهما واحدة وآراؤهما متشابهة. يبدأ علي المقال ويتمه مصطفي. كانا لا يختلفان في أدق التفاصيل. كان محررو أخبار اليوم يدخلون مكتب أحدهما، ويسألونه عن رأيه في موضوع ثم ينتقلون لمكتب الآخر، ويوجهون له نفس السؤال. فإذا به يجيب نفس الإجابة. كانا صورة طبق الأصل من بعضهما: طولهما واحد، مقاس حذائهما واحد، صوتهما واحد.. حتي إن أمهما كانت أحياناً لا تستطيع أن تفرق بين أصواتهما!. علي أمين كان أكبر من مصطفي أمين بخمس دقائق، ومع ذلك كان اسم مصطفي يسبق دائماً اسم علي. فيقال مصطفي وعلي أمين وليس علي ومصطفي أمين. والسبب في ذلك، إن مصطفي أصدر وحده »أخبار اليوم«، وانضم إليه علي بعد ستة أشهر، بعد أن استقال من وظيفته الحكومية، ونشر اسمه بعد مصطفي. رغم اعتراضي علي عادة قدماء المصريين بالاحتفال بالموت، إلا أنني ما أن يأتي شهر أبريل، حتي لا تفارقني صورتهما أبداً.. ولم أستطع أبداً التغلب علي هذه العادة الفرعونية. رحم الله أبوي مصطفي وعلي أمين.