في كتب الأساطير الشعبية.. ان بلدا طيبا كان عيشه رغدا يسكنه اناس ذوو تاريخ وحضارة، حكمهم بالصدفة »والي« أحاطت به بطانة سوء أفسدت في الأرض وضيقت عليهم فأحالت حياتهم إلي ضنك ومعاناة، وتمسك الكهول بالصبر ولكن الفتية الذين سدت في وجوههم سبل العيش الكريم هبوا فخلعوا الوالي وحاشيته ووضعوهم في السجن. فخرج من هذا السجن شخص وضعه فيه الوالي سنوات طويلة فأخذ يرقب التحركات في المدينة، ولما تأكد من رحيل الوالي وأعوانه انضم إلي ثورة الفتية ممسكا سبحة طويلة بعد ان أطلق لحيته، واستغل دهاءه وطول تمرسه في العمل السري والخداع باسم الدين ليبعد الفتية الذين ضحوا بقتلي وجرحي من بينهم في سبيل البلد، وبعث بصبيانه إلي الكفور والنجوع محملين بصناديق الخبز والزيت يوزعونها علي الفقراء الذين انطلت عليهم حيله فطلبوه ليكون مستشارا لرئيس »العسس« الذي تولي السلطة مؤقتا، وعلي استحياء مزيف قبل، وسرعان ما كشف عن طمعه القديم للوصول إلي جميع السلطات بكل الطرق والحيل، متزلفا لكل صاحب تأثير، مستوليا علي سلطة تلو أخري، وسعي لتأسيس نظام يكفل تحقيق كل خططه والقفز علي مقعد الوالي مبعدا أهل الرأي والمشورة، متحججا بأن الأغلبية تؤيده، ولما هاج الناس عليه دعا كبراءهم للتفاهم. وحول مائدة أعدها لهم ظهر الشره الذي جبل عليه فأخذ يقصي هذا عن الطعام ويزجر ذاك ويأكل من كل ناحية حتي انحشرت في بلعومه لقيمات وسقط ميتا. فقال أهل العلم والمعرفة قتله التكويش ولم يسعفه أحد لتخوف الجميع منه.