لا أتصور أن تصل البجاحة إلي هذه الدرجة.. فكيف لفلول النظام البائد أن يتقدموا للترشح لرئاسة الجمهورية؟ إن مجرد قبول ترشحهم هو إعلان من جانب إدارة البلاد بفشل الثورة المصرية رسميا.. وهذا الترشح يؤكد أن أعداء الثورة مازالت لهم اليد الطولي في حكم البلاد وهم بهذا الترشيح يخرجون لسانهم لكل الشعب المصري، ويتحدون إرادته في التغيير.. وإذا كان البعض يتصور أو يحلمون بأن الثورة انتهت.. فإنهم واهمون.. ولا يتعلمون من دروس التاريخ.. التي تؤكد إنه إذا الشعب يوما أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر.. احتفالات يوم اليتيم التي تنظمها جمعية الأورمان في أوائل أبريل من كل عام، تتسم بالطابع الانساني الجميل الذي نفتقده في حياتنا هذه الأيام.. هذه الاحتفالات تعيد لنا إحياء سنة نبوية مهمة من خلال الاهتمام بالأيتام من أبناء هذا الوطن وكفالتهم.. وإذا كانت هذه الاحتفالات تشمل العديد من الأنشطة الانسانية من معارض وحفلات زفاف وغيرها، فأعتقد أنها لاتقتصر علي يوم واحد في السنة.. فخدمات الجمعية للأيتام مستمرة طوال العام.. ولعل أبرز ماأسعدني هذا العام هو تكريم عدد كبير من حفظة القرآن الكريم بالتعاون مع مشيخة الأزهر.. ولعل الاهتمام بالجانب الروحي لهؤلاء النشء يعيد لنا أخلاقنا الأصيلة النابعة من القرآن الكريم.. هذه الأخلاق التي نفتقدها بشدة اليوم في الكثير من تعاملاتنا مع الآخرين.. هذه الفكرة الجميلة التي تبنتها جمعية الأورمان تعيد لنا التفكير بجدية في كيفية إعادة »الكتاتيب« التي كانت ركيزة لغرس القرآن الكريم ومبادئه السمحة في نفوس صغارنا بدلا من تركهم يهيمون علي وجوههم في الشوارع والأزقة، ويقعون - في الغالب- فريسة للسلوكيات السيئة وأخلاق الشارع، ولقمة سائغة لتجار المخدرات والبلطجية.. فهل يستطيع المهندس حسام القباني وكتيبته الرائعة إعادة هذا المشروع الوطني بالتعاون مع الأزهر الشريف الذي تهمش دوره خلال العقود الماضية عن قصد وبرضاء أهله بكل أسف؟ إن إعادة أخلاقنا الجميلة إلي وجدان الصغار هي مهمة قومية لافرق فيها بين الأيتام وغيرهم.. وربما يجد الأيتام رعاية خاصة أكثر مما يجدها أطفال يعيشون مع آبائهم المغيبين.. وقد تكون عودة الكتاتيب والاهتمام بها هو خطوة سريعة في الاتجاه الصحيح.. عجيب أمر بعض الزملاء والزميلات الذين يفتخرون بأنهم تلاميذ نجباء لأساتذة الصحافة العظام الراحلين.. هؤلاء لو تعلموا وتتلمذوا فعلا علي أيدي هؤلاء العظام.. لما خرجت علينا زميلة صحفية علي شاشة إحدي القنوات المصرية الحكومية تتهم الشيخ محمد حسان بأنه نصاب وتتساءل بجهل: ياتري أين الفلوس التي جمعها لتكون بديلا عن المعونة الأمريكية؟ الزميلة المخضرمة كان يمكنها أن تلتزم بما تعلمته من أساتذتها للإجابة علي تساؤلها، بأن تسأل الشيخ نفسه.. أو يمكنها مراجعة الحساب البنكي الذي تودع فيه التبرعات كما يمكنها أيضا مراجعة أي من أعضاء مجلس أمناء الصندوق وكلهم من الشخصيات المرموقة اجتماعيا والمعروفة للجميع.. أما أن توزع الاتهامات علي الهواء بدون سند، فإن هذا أكبر دليل علي أنها لم تتعلم شيئا من أساتذتنا العظام الذين تدعي أنها تلميذة نجيبة لهم.. والله حاجة تفرس وحاجة تغيظ!