لا أتصور أن (البابا تاوضروس) بابا الأسكندرية وبطريرك الكنيسة الأرثوذكسية، اعتذر عن لقاء الطالبة مريم ملاك، بسبب ارتباطه بزيارات مفاجئة بالمقر البابوي (حسب الخبر المنشور)... ولا أتصور أيضا أن مريم ملاك طلبت لقاء البابا، إضافة إلي أنها لا تقوي علي الإعتذار عن لقاء بهذه القداسة... المؤكد أن خبر الإعتذارات غير صحيح، وأن المقصود توجيه رسالة واضحة.. ترفض أي توظيف طائفي لقضية الطالبة، وتنزه الكنيسة عن التدخل في شئون المواطنة... خطاب اتسم بالعقل والحكمة والذكاء والوطنية أيضا، فقضية الطالبة مريم ملاك، الشهيرة بطالبة الصفر بالثانوية العامة، والتي استحوذت علي اهتمام المصريين جميعا، ليست قضية طائفية، ولا ينبغي لها أن تكون.. كان ذلك وعي مريم وأسرتها منذ البداية... رفضت إضفاء أي بعد طائفي علي المشكلة.. رفضت الإنسياق وراء بعض الأصوات المتعصبة، التي حاولت استغلال القضية، وتوظيفها بشكل طائفي.. رفضت الحلول الخارجية، والدعوات لاستكمال دراستها خارج مصر.. رفضت تدويل القضية، وقالت كلمتها البسيطة والشجاعة (حقي ضاع في مصر، وسيعود لي في مصر). مريم مواطنة مصرية، وقع عليها ظلم فادح، بسبب منظومة فساد عام في العملية التعليمية.. لم تتنازل مريم عن حقها، ولم تسكت عنه (هذا الإصرار وتلك الجسارة تحديدا، هو ما جعل منها نموذجا تعاطف معه الناس جميعا، وأعجبوا به)... قضية صفر مريم وأصفار طلاب آخرين بالثانوية العامة، هي قضية فساد، وفقدان ضمير، وخراب ذمم.. وهي أيضا قضية حق لن يضيع..