سمحت السلطات المجرية أمس لمئات المهاجرين العالقين منذ أيام في مخيمات عشوائية أقيمت في محطة قطارات بودابست بالرحيل علي متن قطارات دولية متجهة إلي النمساوألمانيا. وذكرت وكالة فرانس برس أن قوات الأمن لم تكن موجودة في المحطة حين هرع العديد من المهاجرين معظمهم من السوريين إلي القطارات المتجهة إلي فيينا وميونيخ وبرلين. ونقلت وكالة رويترز عن التليفزيون المجري الرسمي قوله إنه تم السماح بالسفر للمهاجرين الذين يحملون وثائق صحيحة ومعهم تذاكر بركوب القطارات لكن الحكومة الألمانية نفت وجود «قطارات خاصة» لنقل المهاجرين وقالت إنه بموجب القانون الأوروبي لطلب حق اللجوء يجب أن يسجل الوافدون إلي المجر أنفسهم هناك أولا. وكان المتحدث باسم الحكومة المجرية أندراس جيرو زاز قد أعلن في وقت سابق أن بودابست طلبت من ألمانيا توضيح الوضع القانوني الخاص بسفر المهاجرين داخل الاتحاد الأوروبي من أجل إنهاء الأوضاع السلبية التي تفتقر للشفافية. وأضاف زاز أنه بموجب قواعد «شنجن» المتبعة داخل الاتحاد لا يسمح للمهاجرين بمغادرة المجر إلا بوثائق سفر سليمة وتأشيرة من الدولة التي يقصدونها وهو ما أدي إلي تكدس اللاجئين في محطات السكك الحديدية في بودابست. وأوضح أن ألمانيا أبدت موقفا أكثر تساهلا حيال المهاجرين غير الشرعيين الذين يصلون من سوريا مما «عزز الآمال» بينهم. من جانبه أعلن وزير الخارجية المجري بيتر سيجارتو في بيان أنه استدعي أمس ممثلا عن السفارة الفرنسية في بودابست إثر «الانتقادات الصادمة» التي وجهها وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس للسياج الذي أقامته المجر علي حدودها للتصدي للمهاجرين. وأضاف «يبدو أن البعض في أوروبا مازالوا عاجزين عن فهم الضغوط الهائلة التي تتعرض لها المجر بسبب الهجرة عبر غرب البلقان». وفي النمسا شددت السلطات الرقابة علي الحدود الشرقية في محاولة لوقف تدفق اللاجئين بعد تكرار الكوارث الإنسانية والعثور علة جثث 71 مهاجرا في شاحنة قبل أيام. وتسببت هذه الإجراءات في اختناقات مرورية امتدت 20 كيلومترا علي الحدود مع المجر وكانت الشرطة المجرية قد احتجزت خلال الأيام الثلاثة الماضية 8792 مهاجرا غالبيتهم دخلوا من صربيا. ولبحث أزمة المهاجرين يعقد وزراء الداخلية والعدل في الاتحاد الأوروبي اجتماعا طارئا في 14 سبتمبر كما يجتمع قادة دول وسط أوروبا في نهاية الأسبوع. من جهة أخري أعلن خفر السواحل اليوناني أنه أنقذ ما يقرب من 2500 مهاجر خلال 70 عملية إنقاذ نفذها منذ صباح يوم الجمعة الماضي وحتي أمس.