وبما أننا لسنا مهتمين كثيرا بمشاكلنا الحقيقية فلم تتوان الفضائيات في خلق مشاكل تلتهم ما بقي لدينا من عقل وفكر وتبدأ الفضائيات في نفخ واقعة تم وضعها علي مواقع التواصل الاجتماعي «الفيس بوك» وهي تفيد أن مقيم الشعائر الدينية المؤذن محمود المغازي قد حرف أذان الفجر فبدلا من قوله «الصلاة خير من النوم» أذن قائلا «الصلاة خير من الفيس بوك»..! وفي ثوان يصبح الخبر متصدرا العديد من النشرات العالمية، وتفرد له فضائية «البي بي سي» الشهيرة مساحة في نشراتها وعلي موقع الالكتروني.. ولم تتوان الأوقاف المصرية عن اتخاذ الإجراءات القانونية بحق المغازي مقيم الشعائر مؤذن مسجد الرحمة في منطقة سيدي غازي التابعة لكفر الدوار في محافظة البحيرة وقيل إن العديد من الشكاوي تم تقديمها للوزارة. وبالطبع آثرت الوزارة السلامة بوقف المؤذن إلي أن يتم التحقيق. وسريعا استضافت الفضائيات المصرية أطراف الواقعة لتصبح وليمة وأخذت في نفخها حتي تشتعل الواقعة وتبدو صالحة للاستخدام الفضائي. لكن المغازي أمام كاميرات الفضائيات نفي وأنكر بأغلظ الإيمانات قيامه بذلك، متهما جهات بمحاولة تشويه سمعته وأقسم غير حانث بأنه لا يعرف ما «الفيس بوك» كما أنه ليس له علاقة من قريب أو بعيد بالكمبيوتر. لكن مقدم البرنامج الفضائي شعر بأن الحلقة ستفلت منه فأتي بالبعض عبر التليفون لاتهام المغازي بتحريف الأذان.. وطالبهم المغازي بالحلف بأنه فعلها وبدأ سجال عنيف أحيا البرنامج الفضائي.. وبسرعة موازية وعلي الهواء هدد المغازي بالإضراب عن الطعام.. داعيا الرئيس عبد الفتاح السيسي لإنصافه وحمايته.. وتصبح فعلة المغازي إن صحت هي أم المشاكل التي تتمحور عليها الفضائيات وتغطي علي صفر مريم الثانوية لتتصدر «الصلاة خير من الفيس بوك»