ما باليد حيلة .. الأسعار «غليت» على المواطن والتاجر المواطنون: قاطعوا اللحوم لتخفيض أسعارها فارتفعت الدواجن التجار:مضطرون لرفع الأسعار.. والمستهلك: السمك بديل مخادع لم تكد حملة «بلاها لحمة» تؤتي ثمارها، وتجبر الجزارين علي تخفيض الأسعار، حتي شهدت أسعار الدواجن هي الأخري ارتفاعات كبيرة، وباتت تحتاج هي الأخري إلي حملة. كان العامل الأساسي الذي ساهم في نجاح مقاطعة اللحوم، هو ارتماء المستهلك في أحضان سوق الدواجن والأسماك، ولكن يبدو أن الدواجن ضجرت هي الأخري من الطرق الكثيف علي بابها ، فرفعت راية العصيان مقلدة اللحوم، فهجر بابها الزبون هي الأخري. وباتت المفارقة اللافتة للانتباه أن حالة المقاطعة امتدت للأسماك أيضا، رغم أن السعر لا يزال عند المستوي المطلوب. في سوق إمبابه، وهو أحد الأسواق التي تجمع تجار البروتين بأنواعه الثلاثة، كان الوضع مأساويا، الأمر الذي دفع ماجدة علي، وهي تاجرة دواجن، إلي الصراخ بهيستيرية: « فين الزباين؟.. هنربي العيال دول منين؟». ماجدة اعترفت بأن أسعار الدواجن وصلت إلي معدلات غير مسبوقة، لكنها قالت وهي تضرب كفا بكف: « نعمل ايه.. احنا بنشتري الفرخة غاليه من المزرعة، فلازم هنبيعها غالية «. ويصل سعر كيلو الدجاج إلي 21 جنيها، وهي قفزة هائلة زاد فيها السعر بمعدل 7 جنيهات، ولم يتمكن كثير من المستهلكين من استعابها، ومنهم إيمان عبد الله، الموظفة بمستشفي العجوزه. إيمان طرقت علي باب الأسماك، لأنها لا تزل هي الأحن علي جيوب المستهلكين، لكنها استدركت قائلة: « النهاردة سعر كيلو البلطي ب 10 جنيهات، لكنه بالأمس كان ب 14 جنيها ، وممكن بكره يبقي ب 17 جنيها «. وأضافت: « السمك بديل مخادع لا يمكن الاعتماد عليه كوسيلة لاجبار التجار علي تخفيض أسعار الدواجن». ولا يملك إسماعيل محروس «تاجر أسماك» تفسيرا لهذا التباين في السعر سوي قوله : « السمك ده رزق من ربنا بييجي من البحر، يعني ممكن يبقي فيه سمك كتير، فالسعر يبقي منخفض، وممكن يبقي فيه كمية بسيطة في يوم تاني، فالسعر يبقي مرتفع». المتجر الخاص بمحروس كان بجواره ماجدة سيد بائعة «فواكه اللحوم»، والتي باتت هي الأخري تشتكي هجر الزبون. ماجدة، ما أن رأت كاميرا الأخبار حتي أخذت تصرخ قائلة : « ده أكل الغلابة.. فين الزباين، من الصبح ما بعتش بجنيه واحد». ولا تملك ماجدة تفسيرا لاحجام الزبون عن الشراء، قائلة: « سعرنا زي ما هو ما تغيرش، بس الجيوب بقت فاضية». ثم قالت وهي تصف حالتها: « هو أنت كنت تقدر تقف في الشارع ده من الزحمة، بس زي ما أنت شايف الحال». مضطرون لرفع الأسعار ورغم احجام الزبائن عن الشراء، حتي بالنسبة لما يعرف ب «فواكه اللحوم»، فإن الأسعار عصية علي الانخفاض، وهو ما يرجعه تجار اللحوم والدواجن إلي ارتفاع أسعار الأعلاف. زكريا موريس، أحد الجزارين في السوق، اشتكي من ارتفاع أسعار الأعلاف، والتي بدورها تؤدي لارتفاع أسعار المواشي التي تصلهم من المزرعة، وبالتالي تنعكس علي ارتفاع أسعار اللحوم. ويعترف موريس بأن هناك زيادة حدثت في أسعار الأعلاف، لكنه يستدرك قائلا: « صحيح في زيادة، لكن انعكاسها علي السعر مبالغ فيه من جانب مربي الماشية». وأضاف: « احنا شغالين في منطقة شعبية وعارفين حال الناس، نفسنا ناخد الحاجة من المزرعة بسعر معقول، واحنا هنخفض السعر». ويبيع موريس كيلو اللحوم ب 80 جنيها، بعد أن كان يبيعها ب 60 جنيها، وهو ما جعل الزبائن يهجروه لشراء ما يسمي ب « اللحم الفريزين» المثلج. في الهم سواء حال موريس كان من حال نادية عبد المقصود تاجرة الدواجن التي تتخذ من المكان المقابل لمتجره موقعا لها. نادية، والتي كانت تتناول طعام الإفطار، قالت : « زي ما أنت شايف مفيش زباين، مكنتش أقدر آكل الا العصر، بس زي ما أنت شايف، الحال واقف». ومثل جارها موريس تعترف نادية بأن «الزبون مظلوم»، لكنها قالت: « واحنا كمان مظلومين، لأن الفرخة بتيجي من المزرعة غالية». وأضافت بكلمات تعكس حسرتها : « احنا والزبون في الهم سوا، الحاجة لو جتلنا رخيصة، هنبعها رخيصة ».