لا شك أن الإرهاب يهدد أمن مصر..ويسعي لهدم المجتمع وزعزعة الأمن والاستقرار.. ولكن الإهمال والفساد أشد خطرا من الإرهاب.. فالإهمال يودي بحياة المواطنين ويضر بمصالحهم وأمنهم وسلامتهم.. والإهمال ناتج عن عدم محاسبة كل من يهمل في عمله أو في أداء وظيفته.. وهذا يرجع إلي النظام الإداري المتهالك.. وعدم تشديد العقوبة في قوانين العمل ضد الإهمال.. لابد من وجود رقابة حقيقية لمواجهة الإهمال.. بعدما ظن البعض أنها فوضي، وأن مصر لن تقف علي قدميها إلا بعد سنوات وسنوات.. لابد من عودة النظام إلي دواوين الحكومة والتزام الموظفين بمكاتبهم طوال ساعات العمل، ولابد من أن يلتزم المواطنون من أصحاب الشركات والمصانع والمحلات بشروط الترخيص وتأمين مشاريعهم ضد الحريق، ولابد من تكثيف حملات الدفاع المدني والحريق علي هذه المنشآت، والإهمال يظهر واضحا في عدم تنفيذ القانون، أصبح أصحاب المحلات يحتلون الرصيف ببضاعتهم وأسفل الرصيف ومسئولو الإشغالات بالأحياء علي مستوي الجمهورية لا يحاسبونهم ولا يرفعون الإشغالات.. وامتلأت شوارع مصر بالحدايد والصفائح والحجارة لحجز أماكن انتظار السيارات أمام العقارات والمحلات. إنها فوضي ولابد من عودة الانضباط للشارع المصري ومحاسبة المهملين والمقصرين من رجال الإشغالات، أما الفساد فحدِّث ولا حرج.. أصبحت الرشوة تسمي إكرامية، ولا ينتهي عمل للمواطن في أغلب القطاعات إلا إذا سدد الإتاوة رغم أنفه.. وتجد العامل يمزح مع رئيسه، فيظن المواطن أنهما شركاء في الفساد.. إن العقارات التي ارتفعت بالقاهرة والإسكندرية وباقي المحافظات ، هي صورة واضحة للفساد والإهمال.. الطرق التي بها حفر صورة للإهمال والفساد.. عدم الاهتمام بصحة المواطن والنظافة بالشوارع والميادين، إهمال يساهم فيه المواطن وتتقاعس فيه شركات النظافة في القيام برفع القمامة في مواعيدها.. الفساد في قيام المسئولين بالعمل لحسابهم الخاص أضر بمصالح الوطن والمواطن. لنبدأ من جديد نحارب معا الإهمال والفساد.. كما نحارب الإرهاب.