دعا الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر بإعادة النظر في العديد من الفتاوي المتعلقة بتولي المرأة القضاء واقتناء التحف والتماثيل أو التكسب من مهنة التَّصوير، في ظل ما شاهدناه من تَدمير آثارٍ ذات قيمة تاريخية كبري في ميزان الفن المعاصر، وكان تدميرها بفتاوي باسم الإسلام وشريعته. جاء ذلك في كلمته خلال افتتاح المؤتمر العالمي لدار الافتاء بعنوان « الفتوي إشكاليات الواقع وآفاق المستقبل» والذي عقد برعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي وبحضور د. جلال مصطفي السعيد محافظ القاهرة ممثلا لرئيس الوزراء والمستشار أحمد الزند وزير العدل والدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية و50 مفتيا من أنحاء العالم وعدد كبير من الوزراء والسفراء وعلماء الأزهر وممثلي الطوائف المسيحية. أكد د. الطيب أن صناعة الفتوي السليمة هي الكفيلة بترغيب الناس في الالتزام بالشرع الحنيف وأن التساهل في فتاوي التكفير والتفسيق والتبديع يؤدي إلي استحلال الدماء المعصومة.. وقال : إن النبي نهي عن التعسير وحذَّر منه في حديثِهِ الشَّريف: «يَسِّروا ولَا تُعَسِّروا»، وتوعَّد من يشق علي أمته بالويل والثُّبُورِ، ودعا عليه..وليسَ صحيحًا أنَّ المَشقَّة التي حذَّر منها الحديث الشَّريف مقصورة علي من يَشُقُّ علي النَّاس في حياتهم العملية وفي معيشتهم، بل هي تنطبقُ تمامَ الانطباقِ علي من يَشُقُّ عليهم بفتوي شرعيَّة ترهقهم من أمرهم عُسْرًا.. وعبر الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية عن أمله في أن يكون مؤتمر دار الافتاء َ بدايةً موفَّقةً في إعادةِ المرجعيةِ الوسطيةِ للفتوي، آملينَ من خلاله تحقيقَ التعاونِ مع الجهاتِ والهيئاتِ والمؤسساتِ العلميةِ الدوليةِ، التي تعملُ في مجالِ الإفتاءِ لتوحيدِ الرُّؤَي والجهودِ في هذا المجال؛ بهدفِ الاجتماعِ علي كلمةٍ سواءٍ في أمرِ الفتوي. وأضاف : إننا نواجِه الأميَّةَ الدينيةَ من جهةٍ، ونواجهُ فتاوي أشباهِ العلماءِ من جهةٍ ثانية، ونواجه تشويهَ الدينِ الإسلاميِّ بيدِ مَن ينتسبونَ إليه من جهةٍ أخري، ونحن أيضًا في لحظةٍ يحاولُ فيها بعضُ الأقزامِ أن يُهدِّدُوا سلامَ الأوطانِ، ويطمَحُ فيها أعوانُ الشيطانِ أن يؤجِّجُوا نيرانَ الفتنةِ بين أبناءِ البلدِ الواحدِ، معتمدينَ في ذلك علي الشائعاتِ والأكاذيبِ والأراجيفِ تارةً، وعلي فهمهم السقيم للدين تارةً أخري.