في ظل ارتفاع حدة التوتر بين دول حلف شمال الاطلنطي (الناتو) وروسيا علي خلفية الحرب الدائرة في أوكرانيا... تحدثت تقارير غربية مؤخرا عن ازدياد احتمالات نشوب مواجهة مسلحة بين الطرفين، الا ان «الناتو» سارع إلي استبعاد الحرب.. مؤكداً ان المناورات التي يجريها الحلف تهدف لتعزيز الأمن لدي منظومة دول الاتحاد الأوروبي، بينما لم تخفِ موسكو قلقها مما اسمته باستراتيجية الأمن القومي الأوكرانية الهادفة إلي مواجهة طويلة الأمد مع روسيا تلك الاستراتيحية التي تري روسيا انها تتيح للغرب استخدام الموارد الطبيعية والصناعية والعسكرية الأوكرانية والتي من المحتمل ان تؤدي إلي تصعيد حدة التوتر في المنطقة. كان مركز "يوروبيان ليدرشيب نتورك" البريطاني قد نشر تقريرا بعنوان "نستعد للأسوأ: هل تزيد مناورات روسيا والناتو العسكرية من احتمال اندلاع الحرب في أوروبا؟" وجاء في التقرير أن روسيا والناتو يستعدان لمواجهة عسكرية محتملة بينهما، وأن المناورات العسكرية التي يجريها الجانبان تزيد من أجواء التوتر. ويعتمد التقرير علي تحليلات لسلسلة التدريبات والمناورات الحربية التي أجراها الناتو في مارس ويونيو الماضيين بمشاركة 15 ألف جندي من 22 دولة، وركزت علي بولندا ودول البلطيق، وكذلك المناورة العسكرية المفاجئة التي أجرتها روسيا في مارس الماضي بمشاركة 80 ألف جندي. واشار التقريرإلي أن "الجانبين قد يردان بالقول انهما يهدفان إلي اتخاذ خطوات دفاعية، إلا أن تحركاتهما قد تشجع علي الدخول في دائرة خطيرة من الأفعال وردود الأفعال وزيادة خطر وقوع مواجهات عسكرية". وأكدت المنظمة أن الناتو يعتزم إجراء 270 تدريبا عسكريا هذا العام بينما اعلنت روسيا عن التخطيط ل 4000 تدريب علي كافة المستويات. كما تضمن التقرير خرائط مفصلة للمناطق التي جرت فيها التدريبات وخرائط أخري تبين سيناريوهات محتملة للتطورات المستقبلية. وخلص خبراء المركز إلي أن هذه التدريبات تصب في إطار الاستعدادات للحرب المحتملة. وأوضح التقرير أن العلاقات بين الروس والغرب ظلت جامدة منذ إعلان روسيا عن تجميد علاقاتها مع شبة جزيرة القرم الأوكرانية السنوات الماضية. وأشار إلي دعم بوتين للانفصالين جراء الصراع بين روسياوأوكرانيا الذي أودي بحياة 7000 شخص. وجاء في التقرير "إننا لا نجزم بأن قيادة هذا الطرف أو ذاك قررت بدء الحرب أو أن الحرب بين الطرفين لا مناص منها، ولكن تغيير طبيعة المناورات هو الواقع الذي يلعب دوره في المحافظة علي التوتر في أوروبا". من جانبه، رفض الحلف ما توصل اليه التقرير من نتائج، وقال أن الناتو يتصرف بشكل دفاعي بحت. واشارت "كارمن روميرو" مساعدة المتحدث باسم الناتو في بيان صادر عنها: أن "مناورات الحلف العسكرية لا تزيد من احتمالات وقوع حرب في أوروبا كما يشير التقرير"، مؤكدة أن الهدف هو عكس ذلك تماما، حيث ادعت أن الناتو يعمل علي تعزيز الأمن والاستقرار في اوروبا، وذلك ردا منها علي ما وصفته ب " الاعمال العدائية الروسية المتزايدة". مؤكدة أن "جميع أنشطة الحلف العسكرية متكافئة ودفاعية وتتفق تماما مع التزاماتنا الدولية". وأضافت أن "تقرير شبكة القيادة الأوروبية وضع المناورات التي يقوم بها الناتو وروسيا علي قدم المساواة مضلل"، لافتة إلي "أن وزارة الدفاع الروسية اعلنت عن أكثر من 4000 تدريب قامت بها القوات الروسية في العام الحالي وحده، بما يفوق بعشر مرات ما خطط الناتو وحلفاؤه لإجرائه في نفس الفترة". وشددت علي أن حلف شمال الأطلنطيي أوضح مرارا عدم سعيه للمواجهة مع روسيا، و"قد حاولنا علي مدي أكثر من عقدين بناء علاقة تعاون مع موسكو بيد أنها غيرت حدودها بالقوة، كما تواصل دعم الانفصاليين في أوكرانيا وتهدد ببناء قاعدة صواريخ نووية علي مقربة من حدود الحلف". وبينت أنه "ردا علي ذلك زاد الناتو من وجوده في الجزء الشرقي للحلف، من أجل تعزيز الدفاع الجماعي".