■ د. أمانى فؤاد أتت الشاعرة عزه حسين من قرية الوكلية محافظة بني سوبف مركز الفشن لتلقي تعليمها الجامعي بكلية الإعلام جامعة القاهرة، تنتقل من القرية إلي المدينة بكل ما يحمله ذلك من معان تؤثر علي عالمها الشعري، وهو ما تراهن عليه في ديوانها الثالث الذي تعكف علي كتابته واختارت له عنوان "غرام الخامسة عشر" وإن لم تستقر عليه بصفة نهائية، حيث تجد الشاعرة أن فكرة الاغتراب المكاني قد اختفت، وإن استمر الاغتراب الوجودي في الاشتباك أكثر مع مفردات الحياة، وساهم في ذلك االتخلي عن دور الابنة لصالح دور اﻷم بما يستلزمه من مسئولياتوتقول عن تجربتها الجديدة: لا يمكنني قول انطباعٍ عما كتب من قصائد الديوان غير أنه كتابة من أرضٍ جديدة، ليس فقط لأن خفوتاً وتواريا أصابا، إلي حدٍ ما، عالم القرية الذي اشتف في خلفيات الديوانين الأسبق، "علي كرسي هزاز" و "مالم يذكره الرسام"، لصالح المدينة، ولا لأن الغنائية الزاعقة، والمفارقات الميلودرامية لم تعد تري لدي سوي كجاذبية ألوان القمامة، لكن لأنني اكتشفت، أنني هنا الآن، وحدي، بصراحة، تامة، لولا أن لي عائلةً جديدة، جديرة بالرفقة، واحتمال مضايفة شمس أمام النوافذ، وليلٍ ونهارٍ يتعاقبان!. رعب اقترابها من بلوغ الثلاثين يبطن قصائد ديوانها الجديد، وتفاصيلها اليومية معا وهو ما تشير اليه الشاعرة قائلة: لا أعرف، هل كان ضرورياً أن تعبرني تلك الحقائق وأنا ذاهبةٌ لمقابلة "الوحش"!، الأكثر جدة في حياتي الآن هو تخوم سن "الثلاثين"، لم أستشعر خطورتها قبل، ليقينٍ صبيانيٍ أنني سأنهي المسألة قبل هذا بكثير، بأسي مفروغٍ منه أصفني ب"المرأة " في المقاطع، وبعجز أتلقف ككرات الثلج كلمة "مدام" من السائق، والنادل وحارسة البناية، وفي الثواني التي تزامن كلمة "ماما" أراني ملكة أشد بؤساَ من أم "اوديب"، و نهاية الشاعرة "فروغ فرخزادة". التجاعيد ليست المشكلة بالمرة، وهي مرحلة سينهيها طلوع الفجر التالي لحفل عيد ميلادي. "شاركت الشاعرة بالعديد من الملتقيات الشعرية منها: الملتقي الثاني لقصيدة النثر فعاليات حركة شعراء قصيدة النثر (غضب)، ملتقي النص الجديد - مابعد قصيدة النثر، مؤتمر قصيدة النثر المصرية، وغيرهم. وفي عام 2010 فاز ديوانها الأول "علي كرسيٍ هزاز" بجائزة الملتقي الثاني لقصيدة النثر، وطبع ضمن منشورات الملتقي عن دار "الكتابة الأخري". ومؤخراً صدر ديوانها الثاني "ما لم يذكره الرسام" عن الهيئة المصرية للكتاب. ■ سمر نور