يعتقد أن المصريين القدماء استخدموا عند بناء الهرم طرق نقل الأحجار مشتقة من فكرة الطرق الصاعدة التي تبدو مستحيلة. من أهم العلماء الذين بحثوا في علم الأهرامات وتركوا لنا العديد من النظريات والأرقام والقياسات، عالم الآثار الإنجليزي سير فلندرز بتري، الملقب ب (أبو المصريات)، وهناك أيضاً ماراجيليو ورينالدي الإيطاليان وهما من أهم دارسي الأهرامات المصرية. ويعتقد بتري أن المصريين القدماء استخدموا طرقا لنقل الأحجار مشتقة من فكرة الطرق الصاعدة.. وهذه الطريقة تعني تكديس الرمال علي أحد جوانب الهرم؛ وعمل طريق صاعد، وكلما تقدم العمل في البناء كان يرتفع الطريق الصاعد حتي يصل إلي مستوي عالٍ ثم الطريقة حتي يتم الوصول إلي القمة بواسطة هذا المنحدر.. وعلي الرغم من أن هذه الطريقة تتطلب عملاً أقل من الطرق السابقة فإنها تبدو مستحيلة؛ حيث لا يمكن أن تجر الزحافات التي تحمل الأحجار علي الرمال، وإنما علي طرق صلبة مبللة ومدعمة بعوارض خشبية، ويعتقد إنه إذا كانت الأرض السهلة قد ارتفعت علي الجانب الشرقي للهرم، فذلك يعني أنها كانت تكشف عن الجبانة التي تحوي مقابر زوجات الملك "خوفو".. وقد اكتشف العالم الألماني بورخارد عام 1926 عند دراسته لهرم الملك "سنفرو" بميدوم علي الواجهة الجنوبية للهرم، أثار طريق مرتفع من الطوب اللبن؛ ولذلك فقد تأكد من أن المواد اللازمة لبناء الهرم لا يمكن أن تنقل إلا بواسطة طريق صاعد من الطوب اللبن الصلد. ويعقتد أن هذا الطريق المرتفع كان يخصص لتوصيل مواد البناء عليه من أسفل الوادي حتي قمة الهرم.. وتعتبر هذه الطريقة مقبولة بالنسبة لهرم ميدوم، وكذلك أهرامات الجيزة، ويبلغ الطريق الصاعد في ميدوم 140مترا من أسفل الهرم وحتي حافة الهضبة، و318 مترا من مركز الهرم.. وتبدو هذه النظرية مستحيلة لكل النظريات التي قامت علي الاعتقاد باستخدام الطريق الصاعد العمودي علي أحد جوانب الهرم، حيث يستحيل الانتهاء من طريق كهذا في المدة المحددة، حيث أنه في قمته كان يجب إعادة بناء الطريق الصاعد بكل أطواله بعد كل إضافة جديدة.. ولذا نتساءل.. متي كان يمكن للعمال أن ينجزوا ذلك العمل، حيث كان يستلزم ذلك أن تتابع صفوف الزحافات بلا توقف علي إيقاع سريع، حتي ينتهي العمل في 25 عاماً علي الأقل. ويفترض أحد العلماء وجود طريق صاعد عمودي علي أحد جوانب الهرم زود في نهايته بطريق يلتف بشكل متصاعد حول جسم الهرم، وكلما كان يتم الانتهاء من وضع مدماك جديد من الأحجار إلي الهرم كان يتم تغطية الطريق الصاعد وواجهات المنحدر بطبقة جديدة من الطوب؛ والدبش بارتفاع مساوٍ لارتفاع المدماك المضاف، وعند الوصول إلي ارتفاع 136مترا يفترض أن المكان المخصص لسحب الأحجار أصبح غير كافٍ؛ ولذلك يعتقد في استخدام آلات رفع تشبه فكرة الشادوف، مع الأخذ في الاعتبار عدم العثور علي أي أدلة بالنسبة لهذه الآلات، بالإضافة إلي استحالة استعمال الطريق الصاعد العمودي لنقل الأحجار، كما أن ميل الطريق الذي يبلغ 20 سم يبدو زائداً، حيث يصعب حتي مجرد السير عليه.