خوفو وأبوالهول هما صناعة مصرية وإعجاز أصيل للحضارة المصرية القديمة .. ليس لهما صلة بأطلانتس مازلنا نتحدث عن كتاب الدكتور سيد كريم «لغز الحضارة المصرية» .. وقلنا إن كل ما جاء في الكتاب لا يعتمد علي أدلة علمية، وبالتالي فإن ما قاله الدكتور مصطفي محمود في برنامجه «العلم والايمان» أن معني اسم «خوفو» «جل جلاله» لا يستند هذا التفسير علي أي أدلة لغوية، لان اسم «خوفو» الكامل «خنوم خو إف وي» بمعني (خنوم يحميني)، بينما اشتهر الملك باسم التدليل المختصر «خوفو».. وقد حاول ايضا المغامرون أن يحرفوا في اللغة المصرية القديمة، ومنهم من حاول ان يربط بين معني كلمة الإله في الديانة المصرية القديمة وفي القرآن الكريم، مع انه من غير الجائز غالبا المقارنة بين مفردات ديانة وضعية وأخري سماوية، وآخر ينسب بعض الشخصيات المصرية مثل الملكة «نفرتيتي» الي حضارات أخري. وهناك إشارة في كتاب سيد كريم عن قارة أطلانتس، وأن اصل اهل القارة هم المصريون، ويقول كريم ان كهنة «أون» حدثوا هيرودوت ابو التاريخ عنها، وأشار اليها في عنوان «هل جاء منها المصريون القدماء». وقال: «أهي حقيقة حولها خيال الكتاب الي اسطورة؟ ام اسطورة حولها بحث العلماء الي حقيقة؟»، لذلك لم اتصور كيف تم الربط بين قارة أطلانتس وبين حضارة مصر بدون دليل اثري واحد يؤيده.. ويذكر الدكتور سيد ان سكان هذه القارة عصوا الإله وتمردوا عليه، لذلك عاقبهم بالفناء، وعلي حد قوله فإن هذا ما ورد في قصة «هلاك البشرية»، حيث سلط الإله رع الإلهة «حاتحور» للقضاء علي الجنس البشري.. ويؤمن ايضا بأن من نجوا من هذه القارة هاجروا بسفنهم الي النيل، وتركوا نقوشا علي الصخور التي مروا بها، وأنهم جاءوا الي أرض الإله حوالي 10150 ق. م وهم اصحاب رسوم المراكب التي صورتها حضارة جرزة، والتي تصور هجرتهم إلي وادي النيل، وأشار أيضا إلي ان سكان أطلانتس هم انفسهم من عرفوا باسم «شمسو حور» أي اتباع حورس، وان سر القارة احتفظت به قاعات الاسرار الكبري بالمعابد في هليوبوليس والكرنك، حيث اطلع الكهنة الرحالة الاغريق عليها أمثال سولون، وافلاطون، وهيرودوت، وان «كتاب الموتي» يمثل الجحيم الذي تعرض له من أساء للإله في قارة أطلانتس، والجنة التي وعد بها الناجين. وقد سبق ان تحدث في هذا الموضوع ادجار كيسي المعروف ب«النبي الامريكي»، وقد ناظرتهم في عقر دارهم، وقلت ان هذه تخاريف امريكية. اما عن النقوش الصخرية فهي رسوم بدائية تركها المصريون الاوائل.. أما اسطورة «هلاك البشرية» فهي من روائع الأدب المصري القديم، وليس لها صلة بأطلانتس، ولا يوجد بالمعابد المصرية اي قاعات للأسرار تحمل سر هذه القارة المفقودة.. ولا يمكن لأي شخص درس في السنة أولي وتاريخ وآثار أن ينسب هرم «خوفو» أو أبو الهول لهذه القارة، لأن كل الادلة العلمية واللغوية تشير الي أن الهرم صناعة مصرية، وإعجاز اصيل للحضارة المصرية القديمة.