قلب مصر مجروح علي فقيد الوطن الشهيد المستشار هشام بركات النائب العام لمصر. دموع في كل بيت مصري تبكي ضحية الغدر والوحشية. المشهد المروع يهز المشاعر، ويعصف بالسلام النفسي الذي يبحث عنه كل مسلم في رمضان. التوقيت مقصود، محدد بعناية. فقد أراد أعداء الحياة أن يحولوا أفراح المصريين بالذكري الثانية لثورة 30 يونيو إلي مأتم كبير. رجل يحمل راية القضاء الشامخ، ويرد علي سؤال رئيس الجمهورية حول سير التحقيقات في المحاكمات الجارية الآن وتأكيده بضرورة استقلالية القضاء بجملة بليغة، موجزة: « يا فندم محدش حيكون معايا وأنا بتحاسب قدام ربنا». وها هو يقف الآن بين يدي الله في أيام مباركة، في شهر رمضان.فأي مكافأة أراد الله أن يكافئه بها ؟ شهادة، في رمضان، بيد الغدر والوحشية. هل يتمني إنسان أن يلقي ربه في ظروف أفضل من هذه؟ إنه الحكم الذي أصدره الخالق العظيم علي هشام بركات أن تكون شهادته في أعلي منزلة عند الله تعالي. الرئيس السيسي يشارك المصريين الغضب وآلام الجرح الذي ينزف في القلوب، لكنه يتوعد الإرهابيين بالقصاص ويطلب من الهيئة القضائية سرعة دراسة اصدار القوانين الناجزة التي تحقق العدالة،و تقطع يد الإرهاب. القوانين الحالية تعطلنا كذلك قال الرئيس، وأنا أوافقه،فأحوال البلاد في حاجة إلي ثورة في القانون. قال السيسي للقضاة بعد جنازة الشهيد «أنا لن أعزيكم الآن سأذهب إليكم لأعزيكم ولكن بعد أن تتم تنقية القوانين ومراجعتها وتفعيلها». كالعادة لا يستسلم للمشاعر الحزينة، لكنه يحولها إلي طاقة جبارة للعمل علي محاربة هذا العدو الجديد: الإرهاب. قانون الإرهاب لابد أن يصدر. وأصدر وزير العدل أحمد الزند قرارا حاسما، حازما بإلغاء الإجازة القضائية هذا الصيف للانتهاء من القضايا المتداولة في محاكم مصر.و هو قرار مسئول، يستحق التحية والتأييد للوزير المعروف بمواقفه الشريفة،الجريئة،الشجاعة. رأيي ومن واقع مشواري الطويل في سجون مصر.أؤكد أن ما قاله الرئيس السيسي عن القانون هو الأهم علي الإطلاق بين قضايا مصر. فالقوانين في مصر في حاجة عاجلة وملحة إلي المراجعة الشاملة والدقيقة حتي نحقق العدالة الحقيقية التي نبتغيها. تحويل الغضب إلي عمل هو المطلوب جدا الآن. فمصر في حاجة إلي «صناع التغيير» The change Makers» الذين يعملون بفكر مختلف ورغبة صادقة في تحريك الناس لإخراج أفضل ما فيهم، يسعدون به أنفسهم، ويمنحون الوطن ما يستحق من عطاء يرفعه إلي مصاف الأمم الناهضة. التغيير المطلوب هو تغيير البشر. وهي مهمة «صناع التغيير» الذين يعملون علي تغيير البشر. ابحث عنهم سيادة الرئيس واجعلهم ظهيرك وكتائبك الموازية في صنع الوطن ومحاربة الإرهاب الأسود.